"فاجعة الدمار".. زلزال تركيا حطم نصف منازل إقليم هاتاي
حولت تركيا تركيزها، الأربعاء، إلى إعادة الإعمار وحثت من يسكنون في مناطق ضربها الزلزال وثبت أن منازلهم آمنة على العودة إليها.
وارتفع عدد قتلى الزلزال في سوريا وتركيا لأكثر من 41 ألفا، كما يحتاج الملايين لمساعدات إنسانية في ظل عدم وجود مأوى للكثير من الناجين في الشتاء القارس، بينما أصبحت عمليات الإنقاذ قليلة ومتباعدة.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن نحو نصف المباني في إقليم هاتاي جنوب البلاد إما انهارت وإما لحقت بها أضرار جسيمة أو تحتاج للهدم بسرعة. لكن الحكومة حثت السكان على العودة لمنازلهم إن استطاعوا، بناء على عمليات فحص قامت بها لبعض البنايات.
وقال وزير السياحة التركي نوري آرصوي، في مؤتمر صحفي في ملاطيا، التي تبعد نحو 160 كيلومترا عن مركز الزلزال "نريد من المواطنين تتبع حالة بناياتهم عبر النظام المتاح عبر الإنترنت والعودة للبنايات التي تلقت تقريرا بأنها آمنة من وزارة الإسكان من أجل البدء في عودة الأمور لطبيعتها".
وكتب وزير البيئة والتطوير العمراني مراد قوروم في تغريدة: "سنقوم بسرعة بهدم البنايات التي تحتاج للهدم ونبني منازل آمنة".
ورغم نجاح جهود الإنقاذ في إخراج عدة ناجين من بين الأنقاض الثلاثاء والأربعاء، لكن الأمم المتحدة قالت إن مرحلة الإنقاذ توشك على الانتهاء مع تحول التركيز للإيواء وتوفير الغذاء والتعليم.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن امرأة في الثانية والأربعين من عمرها انتشلها منقذون من تحت أنقاض بناية في مدينة كهرمان مرعش جنوب البلاد اليوم الأربعاء بعد مرور ما يقرب من 222 ساعة من وقوع الزلزال المدمر.
على الضفة السورية، تعاني مناطق شمال غرب البلاد التي ضربها الزلزال من آثار الصراع المستمر هناك منذ أكثر من عقد، فيما تسبب الزلزال في ترك الكثير من الأسر المنهكة من الحرب بالفعل يكافحون وحدهم وسط الركام مع بطء وصول المساعدات الدولية.
ووصلت قافلة مساعدات قادمة من محافظة دير الزور بشرق البلاد، في مثال على مساعدات تعبر خط المواجهة في الحرب الأهلية المستمرة منذ 11 عاما.
وقال مراسل من رويترز إن شاحنات محملة بالأغطية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية والخيام من تنظيم القبائل العربية وصلت خلال الليل إلى شمال غرب البلاد.
وقال حمود صالح، وهو أحد المنظمين، إنه تم جمع المزيد من المساعدات التي ستوزع في شمال البلاد دون تمييز. وقال "هذه ليست الحملة الأخيرة". وينتمي العديد من السوريين، الذين نزحوا من دير الزور إلى شمال غرب البلاد خلال الحرب الأهلية، إلى القبائل العربية التي تتمتع بنفوذ كبير.
وتجاوز إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا 40 ألفا، ودمر الزلزال وتوابعه مدنا بأكملها في كلا البلدين، تاركا الناجين بلا مأوى في برد قارس ويكافح كثيرون منهم للعثور على مكان للمبيت ومرافق صرف صحي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، إن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 35 ألفا و418 قتيلا، في حين بلغ عدد الجرحى 13 ألفا و208 أشخاص، فضلا عن تدمير 15 ألف مبنى جنوبي البلاد من أصل 19 ألف مبنى، مضيفا أن القوة التدميرية للزلزال تعادل حجم الدمار الذي تسببه القنبلة النووية.
في سوريا، تجاوز عدد قتلى الزلزال 5500 شخص، وفقا لحصيلة صدرت الأربعاء. واعتبرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا هو "أكبر كارثة طبيعية خلال قرن" تضرب بلدًا واقعًا ضمن منطقتها الأوروبية.