زلزال تركيا وارتفاع الأمواج في مصر.. هل تغرق الإسكندرية؟ (خاص)
فُجع العالم أجمع، فجر الإثنين، بما شهدته الأراضي التركية والسورية، جراء تعرضهما لزلزال شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر.
أسفر الزلزال عن وقوع آلاف القتلى والمصابين في الدولتين، بخلاف المشردين ومن لا يزالون تحت الأنقاض.
وسط الاهتمام بما ألم بتركيا وسوريا، فوجئ المصريون، وبالتحديد سكان محافظة الإسكندرية، بتعرض الكورنيش المطل على ساحل البحر المتوسط بمنطقة سيدي بشر لهبوط أرضي، بخلاف ارتفاع الأمواج لـ6 أمتار.
ظهور هذه التغيرات على الساحل المصري، انتهت بربط كثيرون لهذه الظواهر بالنظريات والدراسات التي تحدثت قبل سنوات عن احتمال غرق عدد من المدن الساحلية مستقبلًا بفعل التغيرات المناخية، كان من بينها محافظة الإسكندرية.
وخلال السنوات الماضية، عمد عدد من الخبراء إلى تأكيد صحة هذه النظريات، فيما اعتبر آخرون أن هذه الاجتهادات ليس لها أساس من الصحة، لكن بظهور آخر المستجدات على الساحل المصري، تواصلت "العين الإخبارية" مع عدد من المتخصصين للوقوف على حقيقة الأمر.
هل للزلزال علاقة؟
استبعد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة في مصر، أن يكون لزلزال تركيا الأخير تأثير على السواحل المصرية، وبالتحديد محافظة الإسكندرية.
أضاف "شراقي"، لـ"العين الإخبارية"، أن الزلزال لو كانت شدته أقوى وعمقه أكبر لكان من المحتمل أن يؤثر على الساحل السكندري، لكن وفقًا لبيانات الجهات المعنية في مصر لا يوجد أي تأثير حسب إشارته: "السواحل التركية لم تتعرض حتى لتسونامي خاصةً وأن مركز الزلزال كان داخل الجبال، أي أن تأثيره غير ملحوظ على البحر".
أردف أستاذ الجيولوجيا: "الأمواج يصدر بشأنها تحذيرات قبل وصولها، وتكون هناك فرصة لتلافيها، ويجري متابعتها خلال مراكز الرصد بشكل مبكر، خاصةً أن البحار تشهد بين حين وآخر مجموعة زلازل لكن البشر على البر لا يشعرون بها، لكن يظهر تأثيرها في الأمواج".
التأثير سيحدث "في مرحلة ما"
من جانبها، قالت الدكتورة هايدي فاروق عبدالحميد، عضو الجمعية الجغرافية المصرية، إن السواحل المصرية بما فيها محافظة الإسكندرية، ستتأثر مستقبلًا ومن المحتمل "أن تتعرض لتسونامي في مرحلة ما"، حسب إشارتها.
أرجعت "هايدي" في تصريحها لـ"العين الإخبارية"، إمكانية تأثر السواحل المصرية بالتغيرات الأخيرة، نتيجة أعمال التنقيب عن الغاز في شمال البحر المتوسط: "حقول الغاز غنية بالهيدروكربونات، وتختلف أعماق هذه الهيدروكربونات من مكان لآخر على ساحل المتوسط، ففي مصر يبلغ عمقها داخل منطقة مخروط النيل 2 كم، أما في بقية السواحل يصل عمقها إلى 200 متر فقط".
تابعت: "عمليات التنقيب عن الغاز التي تؤديها بعض الشركات شمال البحر المتوسط تسعى إلى إخراج الهيدروكربونات إلى السطح، وإتمام عملية الاستخراج بالقوة، وإهمال وجود شقوق كثيرة في أعماق المتوسط يخرج منها الماء العذب وسط المياه المالحة، ومن ثم أحدثت هذه العملية تلاعبًا في هذا التكوين".
تعتبر "هايدي" أن "كل الأنماط المناخية ناتجة من التلاعب في جيولوجية الأرض"، مضيفة: "ما حدث في البحر المتوسط مغالاة، ومصر بريئة لأن استحقاقاتها الخاصة بحقول الغاز تظهر باستحقاق رسمي، الإشكالية قادمة من السواحل الشمالية لأنها منطقة حزام زلازل من الأساس".
الأرصاد المصرية تستبعد الأمر
على الجانب الآخر، نفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن يكون لزلزال تركيا تأثير على ارتفاع الأمواج على السواحل المصرية.
شرحت "منار"، في تصريحها لـ"العين الإخبارية": "ارتفاع الأمواج الذي حدث يعود سببه نشاط رياح على مسطح البحر المتوسط، فبلغت سرحتها 80كم/ ساعة، لوجود امتداد منخفض جوي متعمق على سطح البحر المتوسط ومنخفض جوي في طبقات الجو العليا".
تابعت: "نشاط الرياح أدى لارتفاع الأمواج ووصل طولها على البحر المتوسط ما بين 5 إلى 6 أمتار، وهو ما يعود أسبابه إلى عوامل جوية ولا علاقة لها بزلزال تركيا، وما شهده شاطئ سيدي بشر هو نتاج ارتفاع الأمواج وحالة عدم الاستقرار".
نوهت "منار" بأن هيئة الأرصاد الجوية المصرية تنبأت بارتفاع الأمواج قبل 48 ساعة من وقوع زلزال تركيا، الذي لم يؤثر بشيء على التوقعات المعلن عنها مسبقًا: "لا يوجد ربط بين الحالتين، خاصةً وأن الزلازل يتم رصدها لحظة وقوعها فقط لا قبلها، والتنبؤ تحقق".
سر هبوط رصيف الكورنيش
كانت وزارة الموارد المائية والري المصرية، قد أعلنت تنفيذ حماية عاجلة لمنطقة هبوط وصل عمقها لـ20 مترًا برصيف كورنيش منطقة سيدي بشر بمحافظة الإسكندرية.
وأشارت الوزارة، في بيان، إلى التنسيق مع قيادات المحافظة وإدارة المرور لتسهيل تنفيذ أعمال الحماية العاجلة وحركة سيارات نقل الأحجار والخرسانة.
وأوضحت أنه تم الانتهاء من تنفيذ الحماية العاجلة بإنزال كمية من الأحجار أعقبها صب الخرسانة العادية لسد أي فجوات يمكن أن تنفذ من خلالها مياه البحر، مع تنفيذ أعمال حماية إضافية باستخدام كتل خرسانية تزن 5 أطنان، لاستكمال أعمال الحماية بالكامل في المنطقة.
وأرجع الدكتور طارق عثمان، عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية، هذا الهبوط إلى إلى عوامل النحر التي تعرض لها البحر بفعل ارتفاع الأمواج وتآكل التربة الأسمنتية وعوامل التعرية، بحسب تصريحه لوسائل إعلام محلية.
غرق الإسكندرية
يُذكر أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، قد أعلن خلال قمة المناخ الأخيرة، التي أقيمت في جلاسكو الإسكتلندية العام الماضي، عن توقعات بغرق مدن بأكملها بسبب تغيرات المناخ، من بينها الإسكندرية.
حديث "جونسون"، جاء بعد عدة تقارير توقعت نفس الأمر، كان من بينها دراسة أعدتها اللجنة الاستشارية لعلوم المناخ، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، توقعت فيها غرق مدن ساحلية وجزر، وهو ما يمكن تلافيه بخفض نسبة الانبعاثات بحسب المذكور.
فيما تنبأت الهيئة الحكومية الدولية، المعنية بتغير المناخ، أن مستويات المياه سترتفع 60 سم مع حلول سنة 2100.
كما أشارت دراسة أعدتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، إلى أن العالم معرض لفقدان مساحة من اليابسة تبلغ 1.79 مليون كم2.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز