مؤلف تركي يؤسس دار نشر بألمانيا لطباعة كتب يحظرها أردوغان
أعلن كاتب صحفي تركي تأسيس دار نشر في ألمانيا للكتب المحظور طباعتها وتداولها في بلاده،بأمر من الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الكاتب التركي، جان دوندار، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، الأربعاء.
وقال دوندار: "لا يجد الكثير من الصحفيين فرصة للكتابة والتعبير بسبب الضغوط المتزايدة (في تركيا) في السنوات الأخيرة، كما يتم مصادرة المطبوعات والتخلص منها".
وأضاف: "دار النشر التي أسسها في المنفى ستكون بمثابة ملاذ للكتاب وستساعدهم على نشر كتبهم بدون التعرض للحظر".
وكانت وزارة التعليم التركية أفادت في بيان نشرته بأنه "منذ عام 2016، العام الذي شهد المسرحية الانقلابية على الرئيس رجب طيب أردوغان، تمت مصادرة وإتلاف أكثر من 300 ألف كتاب، بما في ذلك الكتب المدرسية التي تتضمن كلمة بنسلفانيا"، حيث تم نفي رجل الدين المعارض فتح الله غولن.
وفي سبتمبر /أيلول 2019، أعلن "المجلس التركي لحماية القاصرين من المطبوعات الضارة" أن كتابا للمؤلفة البولندية إليزابيث برامي بعنوان "إعلان حقوق الأولاد والبنات" تم منع بيعه في مكتبات تركيا بسبب "تأثيره السيئ على الأطفال".
وجان دوندار هو رئيس التحرير السابق لصحيفة "جمهورييت"، الذي صدر بحقه في ديسمبر/كانون الأول 2020، حكم بالسجن 27 عاما، لنشره تقريرا مصورا يؤكد دعم الاستخبارات التركية تنظيمات إرهابية بينها داعش في سوريا.
ودوندار فرّ إلى ألمانيا عام 2016، على خلفية قضايا مرتبطة باحتجاجات حديقة غيزي التي شهدتها البلاد عام 2013.
اتهامات أساسها تقرير إخباري مصور نشرته صحيفة "جمهورييت" اليومية، عام 2015، تضمن معلومات حول إرسال المخابرات التركية شحنات أسلحة إلى تنظيمات في سوريا بينها داعش الإرهابي.
تقرير خرج على إثره أردوغان الذي كان يسعى حينها إلى توسعة صلاحياته، قائلا في تصريحات لشبكة "تي.آر.تي" إن الصحفي المسؤول عن نشر الفيديو "سيدفع ثمنا غاليا".
ويعيش دوندار في ألمانيا، وتلقى في السابق تهديدات بالقتل، الأمر الذي دفع السلطات إلى وضعه تحت الحماية بعد تلقيها معلومات عن تهديد خطير.
وهذا ليس الحكم الأول من نوعه في تركيا، فمنذ مسرحية محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في صيف 2016، فتح أردوغان أبواب الجحيم أمام معارضيه.
أبوابٌ شرّع من خلالها أردوغان جميع الوسائل التي تتيحها له حالة الطوارئ المفروضة بالبلاد بعد وقت قصير علاوة على ترسانة من قوانين مكافحة الإرهاب سنها على مقاس مناهضيه وخصومه.
ومع وجود أكثر من 150 صحفيا وراء القضبان، أصبحت تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان أكبر سجن للصحفيين.