المعارضة التركية عن أردوغان: مقاول من الباطن للبريطانيين
شنت المعارضة التركية هجومًا على الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب تصريحات له، ولوزير الدفاع البريطاني حول أفغانستان واللاجئين
وفي هذا الصدد هاجم أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان قال فيها إن "الاقتصاد سينهار حال رحيل اللاجئين".
جاءت مهاجمة داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، خلال مقابلة تلفزيونية، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، وتابعتها "العين الإخبارية"، الإثنين.
وقال داود أوغلو في تصريحاته "أشعر بالخزي تجاه تلك التصريحات، إذ ينظر أردوغان إلى اللاجئين باعتبارهم عمالة رخيصة وعنصرا يجب استغلاله جيدًا".
وعن تداعيات التدهور الاقتصادي في البلاد ذكر داود أوغلو أن "معدل تضخم المنتجين أصبح 44.59 %، وفقًا لما أعلنه معهد الإحصاء التركي"، مشيرًا إلى أنه حينما ترك رئاسة الوزراء كان ذلك المعدل 3.2% سنويًا.
وأضاف موضحًا أن "أردوغان يعمل لصالح أصحاب المصلحة، فهو يرفع أسعار الفائدة في كل مرة من المفترض أن يعلن فيها عن تخفيضها".
وأردف مشددًا على أن "تركيا أصبحت تتمتع بأكبر معدل فائدة بين الدول"، لافتا إلى أن "الدولة فقدت 28 مليار ليرة في الشهر الماضي فقط بسبب الفوائد".
تدخل تركيا بأفغانستان
في سياق ذي صلة انتقد داود أوغلو كذلك تصريحات منسوبة لوزير الدفاع البريطاني، بن والاس، حول وجود اتفاقية حول إنشاء مراكز لاجئين للأفغان في تركيا، مؤكدًا أن "تلك التصريحات انتهاك واضح للحقوق السيادية التركية".
وكشف وزير الدفاع البريطاني في مقال نُشر بصحيفة “The Mail on Sunday” إن بلاده تخطط لإنشاء مركز للاجئين الأفغان في تركيا.
وتابع داود أوغلو قائلا "دعم أفغانستان ليس خطأ، لكن الخطأ هو طريقة دعم تركيا لأفغانستان حاليًا"، مشددًا على "أنه ليس من الصواب إبقاء الجنود الأتراك تحت سيطرة طالبان بمطار كابول مما يعرضهم للخطر".
وزاد قائلا "الوجود التركي في أفغانستان يمنح تركيا قوة استراتيجية، لكن هذه الصورة ليست واضحة، لذلك لا يجب تعريض الجنود الأتراك للخطر".
واستطرد قائلا "لا يحق لوزير الدفاع البريطاني أن يدلي بمثل تلك التصريحات، تركيا ليست جزءًا من المملكة المتحدة حتى تعلن عن استقبال تركيا للاجئين الأفغان".
جدير بالذكر أن وزارة الخارجية التركية، كذبت تمامًا وجود اتفاقية حول إنشاء مراكز لاجئين للأفغان في البلاد، في بيان قالت فيه إن "الأخبار الواردة في الصحف البريطانية عن وجود خطة لإنشاء مركز طلبات اللجوء في تركيا للاجئين الأفغان، لا تعكس الحقيقة".
وأضافت "حتى الآن، لم يكن هناك أي طلب رسمي في هذا الاتجاه من أي بلد. حتى إذا تم تقديم طلب في هذا الاتجاه ، فلا يمكننا قبوله"
مقاول من الباطن للبريطانيين
بدورها اعتبرت ميرال أكشينار، زعيمة حزب "الخير" المعارض أردوغان، بأنه “مقاول من الباطن للبريطانيين"، وذلك في تغريدة على "تويتر" للتعليق على تصريحات الوزير البريطاني.
وأضافت أكشينار مخاطبة أردوغان "من أجل حماية مقعدك يا أردوغان، هل أصبحت مقاولا من الباطن للبريطانيين؟".
تغريدة أكشنار تم مشاركتها بكثافة عبر تويتر، وعلق عليها أحد النشطاء قائلا: “أعلن وزير الدفاع البريطاني عن إقامة مراكز للاجئين الأفغان في باكستان وتركيا. إذا كانت لدينا أخبار عن هذا، فهذا أمر سيئ، وإذا لم يكن لدينا، فسيكون أسوأ. لأنهم يصدرون أحكامًا بخصوص أرضنا دون موافقتنا”.
وعقب نشر مقال الوزير البريطاني جدد زعيم المعارضة في تركيا كمال قليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، اتهامه للرئيس أردوغان بعقد صفقة لاستضافة اللاجئين الأفغان على الأراضي التركية.
وكان الرئيس رجب أردوغان كذب ما صرح به زعيم المعارضة بشأن وجود اتفاقية مع الجانب الأمريكي لقبول اللاجئين الأفغان في تركيا.
وقال أردوغان إن قليتشدار أوغلو "ملزم بإثبات ادعائه. هذا الرجل كاذب، هل قدم تصريحا صحيح حتى الآن؟. متى تختفي لغة التشهير التي تستخدمها المعارضة في هذا البلد؟ إنه لأمر محزن حقًا".
وفضلا عن مسألة الوجود التركي بأفغانستان، وأزمة اللاجئين الأفغان دأبت المعارضة التركية كذلك على مهاجمة أردوغان خلال الآونة الأخيرة بسبب مواقفه الإيجابية حيال حركة "طالبان"، وتأكيده في أكثر من مناسبة اعتزامه التواصل معها، والاعتراف بها، بشكل يتعارض مع دول أخرى زعم أن انقلابات حدثت بها على الشرعية، وها ما لم يفعله بأفغانستان.
والأحد الماضي، أصدر أردوغان أمراً بإغلاق حدود بلاده مع إيران بشكل كامل، بعد محاصرة حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول، والسيطرة عليها لاحقا.
واستقبلت تركيا خلال الأيام الماضية الآلاف من اللاجئين الأفغان الفارين من حركة طالبان.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز