أردوغان يشيد بنموذجه الاقتصادي بعد إنقاذ الليرة: "ستكون لنا الريادة"
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الخطة الاقتصادية الجديدة لضبط أسعار صرف العملات بشكل يلائم الواقع الاقتصادي للبلاد، حققت هدفها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته، الأربعاء، في اجتماع الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" بالبرلمان، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لمحطة "تي آر تي خبر" التلفزيونية الحكومية.
وشدد أردوغان في تصريحاته على أن تلك الخطة التي سبق وأن أعلن عنها الإثنين، ستعمل على حماية مكتسبات المواطنين من ضغوط التضخم وتقلبات أسعار الصرف.
- الدولار يتجاوز 17 ليرة تركية.. أنقرة تضحي بالعملة لتحفيز النمو
- "الخزانة" التركية تكشف تفاصيل خطة أردوغان لحماية الليرة
وتابع قائلا "كافة المواطنين سيكونون رابحين في الخطة الاقتصادية الجديدة وليس فقط من لديهم ودائع في البنوك".
وتابع أردوغان: "سنكون رائدين في الاقتصاد، أعلنا عن خطة تخدم هذه الرؤية والحمد لله استطعنا أن نحقق جزءًا من أهدافنا، خطتنا ستطبقها وزارة المالية على الفور، إن خطتنا الاقتصادية هدفها البعد عن الفائدة".
وعندما أعلن أردوغان يوم الإثنين خطته لحماية الودائع بالليرة من انخفاض قيمة العملة تراجعت الليرة في بادئ الأمر إلى مستوى قياسي بلغ 18.40 قبل ارتفاعها في تعاملات مضطربة.
وتنقل إجراءات أردوغان الجديدة عبء ضعف العملة إلى الخزانة العامة وتشجع الأتراك على الادخار بالعملة المحلية بدلا من الدولار.
وقال أردوغان للمشرعين من حزبه العدالة والتنمية في إطار دفاعه مجددا عن مسعاه لخفض أسعار الفائدة "البرنامج الذي أعلنا عنه لتوصيل سعر الصرف إلى مستوى معقول في إطار قواعد اقتصاد السوق الحرة حقق هدفه".
وأكثر من نصف مدخرات الأتراك بالعملات الأجنبية وفي شكل ذهب وفقا لبيانات البنك المركزي مع تراجع الثقة في العملة المحلية إثر هبوط قيمتها على مدى سنوات وتراجع مصداقية البنك المركزي.
وقال محللون ومصرفيون إنه إذا تغير اتجاه الليرة الصاعد مما سيجبر الحكومة على تغطية خسائر المودعين فإن ذلك سيؤثر بدوره على التضخم والعجز.
الرد على المعارضة
واستطرد قاصدًا المعارضة "فمهمتنا الوقوف إلى جانب الشعب التركي لكن هناك أطرافاً تقف بجانب الإرهابيين وتعارض خطتنا".
وعن انتقاد قوى المعارضة لسياساته الاقتصادية، قال أردوغان: «يمكنكم ألا تشجعوا حزبنا لكن عليكم أن تصمتوا أمام النجاح الذي يحققه لإنقاذ العملة التركية، إنهم يتمنون تدهور الليرة والاقتصاد التركي".
واستطرد قائلا "لذا لجأنا إلى القضاء لرفع دعاوى قضائية ضدهم، أنتم في هذه التحديات تقفون إلى جانب المتآمرين وليس الشعب.. أطالبكم بالانسحاب من طريقنا.. كيف لمواطن تركي أن يقف إلى جانب أعدائه؟!".
وزاد أردوغان قائلا إن "استقرار الليرة ليس مرتبطًا بالمواطنين الذين يملكون ودائع بالبنوك، بل يرتبط بالمصدرين ونحن نقف معهم، ونحشد جميع أطراف الشعب للوقوف إلى جانب خطتنا".
ووجه أردوغان رسالة إلى المعارضة، قائلًا "تتحدثون في البرامج التلفزيونية للإساءة إلى حزب العدالة والتنمية مقابل المال، أقول لكم وللقوة الإمبريالية (لن تنتصروا)".
وأضاف "ليس هناك أصعب من وجود حزب الشعب الجمهوري (زعيم المعارضة) أمامنا فهو يعرقل أمورنا جميعًا، الانتخابات في موعدها، ولن تكون هناك أي انتخابات مبكرة".
وأوضح أن متحدث الشعب الجمهوري فائق أوزتراق "يريد التخلص منا من أجل التخلص من التضخم، ونحن من خفض معدل التضخم إلى 7%، وخفضنا معدل الفائدة إلى 4.5%".
واستطرد مخاطبًا أوزتراق "تاريخك مليء بالتضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة. نحن نكافح حتى لا نضطهد شعبنا بالتضخم والفائدة. نحن الآن نخوض نضالًا من أجل ذلك"
وزاد قائلا "لن تعيدوا تركيا إلى سابق عهدها، لن تعيقوا تنفيذ رؤيتنا، إما أن تتقبلوها أو تخسروا للأبد وتنتصر تركيا، سنصل ببلادنا إلى المكان المثالي، سنستمر في هذا المسار نحو الانتصار".
كما تابع "رفعنا الحد الأدنى للأجور للموظفين بمقدار 50 % تقريبًا وحذفنا جزءاً من الضرائب على رواتبهم، رفعنا حد الدعم للمواطنين الذين لديهم أسر إلى 300 %"
وجدد تشديده على أن حكومته تخدم الشعب التركي، مضيفًا "ليست لدينا نوايا سيئة، ربما ارتكبنا أخطاء لكن نيتنا سليمة".
سعر الليرة التركية اليوم
واليوم، واصلت الليرة التركية التعافي في مقابل الدولار الأمريكي، وارتفعت بـ 3.2% وتتجه لمحو خسائرها على مدار شهر، بعدما أعلنت الحكومة عن أداة جديدة لحماية المودعين بالليرة التركية من تقلبات سعر الصرف.
ووفقا لوكالة "بلومبرج" للأنباء، فإن الليرة وصلت في التاسعة وثلاث دقائق من صباح اليوم بتوقيت اسطنبول إلى 12.255 ليرة لكل دولار، لتواصل تحقيق المكاسب لليوم الثالث.
وتتيح الأداة المالية التركية الجديدة للمودعين تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة التركية.
وتضمن آلية "وديعة الليرة التركية المحمية من تقلبات أسعار الصرف" للمودع بالليرة عدم الوقوع ضحية للتقلبات في أسعار الصرف، والحصول على الفائدة المعلنة، يضاف إليها الفرق في سعر الدولار بين وقت الإيداع والسحب.
ووفقا لوزارة الخزانة والمالية فإنه في نهاية تاريخ سحب الوديعة إذا كانت أرباح المودعين في المصارف بالليرة أكبر من زيادة سعر الصرف فإنهم سيحافظون على أرباحهم، أما في حال كانت أرباح سعر الصرف أكبر فعندئذ سيتم دفع الفرق للمواطن، مع إعفائه من الضرائب.
وذكرت أنه يمكن فتح حسابات الوديعة بآجال 3 و6 و9 و12 شهرا، وتطبيق الحد الأدنى لمعدل الفائدة المعلن من قبل البنك المركزي التركي.
ولفتت الوزارة إلى أنه في حال سحب قيمة الإيداع قبل تاريخ الاستحقاق، فإن حساب الوديعة سيتحول إلى حساب جاري ويتم إلغاء حق الحصول على الفائدة.
وعلق وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي على التحسن في سعر صرف الليرة بالقول إن ما حدث من تغيرات بعد الإعلان عن النموذج الجديد، كان بمثابة عودة الأمور لنصابها الطبيعي.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه القول :"التطورات التي حدثت في الأشهر القليلة الماضية بشأن حملات أسعار الصرف، وما رافق ذلك من تعليقات وتحليلات، كانت في مجملها مناقشة لشيء غير طبيعي".
وأضاف :"لكن عدنا إلى طبيعتنا، وبفضل مواطنينا الحقيقيين، ومؤسساتنا، والإدارة العامة، وسياستنا، وبفضلكم، نحن بصدد دخول مرحلة جديدة سيستمر فيها كل شيء ضمن إطاره الطبيعي".
وكانت الليرة تراجعت لمستويات قياسية في الفترة الماضية بضغط من تخفيضات البنك المركزي المتتالية لأسعار الفائدة.