تركيا في عهد أردوغان.. بذخ القصر وانتحار الشعب
نظام يتغذى من الفساد، ويمتص عرق شعبه ليشيد القصور ويعيش ببذخ، فيما يكابد مواطنوه من أجل الحد الأدنى من مقومات الحياة.
معادلة مختلة تختزل المشهد التركي منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الحكم، ومقاربة خالية من العدل، تفسر الغضب المتنامي ضد النظام.
المعارض التركي علي أوزتنش انضم إلى لائحة منتقدي البذخ الصارخ الذي يعيشه أردوغان وبلاطه مقابل معاناة الشعب.
سجون تركيا.. أردوغان يتجاهل "تعرية النساء" بأحد المعتقلات
أوزتنش؛ النائب عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، قال إن نظام أردوغان يعيش في القصر الرئاسي حياة مرفهة، حيث يتناول الأطعمة الفاخرة، فيما يعيش أبناء الشعب على الكفاف.
ووفق إعلام محلي، أضاف المعارض في تصريحات بالجمعية العامة للبرلمان خلال مناقشة ميزانية الحكومة للعام 2021، متحدثا عن نظام أردوغان: "إخوتكم وأبناء إخوتكم وأولادكم يتقاضون ثلاثة رواتب أو أربعة أو خمسة، لكن أبناء الوطن يعانون البطالة وينتحرون".
واستعرض أوزتنش الأطعمة التي يتناولها أردوغان وأنصاره في القصر، منها أطعمة فاخرة مثل فاكهة التنين.
وتابع: "نعم هذا إلى جانب أطعمة من الصعب نطق أسمائها، فأنتم تأكلون هكذا، في حين أن أطفال الأمة بحاجة إلى برتقالة".
وأردف معريًا فساد أردوغان: "أنصارك يحصلون على العديد من المناقصات".
ولفت إلى أن "هناك أكثر من 3 آلاف حالة انتحار منذ عام 2002 حدثت في تركيا، وحوالي 5 آلاف شخص في آخر سبعة عشر عامًا انتحروا بسبب عدم قدرتهم على تحمل نفقات الحياة".
ومضى يقول متوجها لأردوغان: "ينتحر الناس ولكن لا أحد منهم يهمك لأنك في مزاج جيد وحياتك جيدة".
تصريحات المعارض أزعجت نواب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ما دفعهم إلى اتهامه بالتدخل في خصوصيات النظام.
وبالسنوات الأخيرة، دأب الرأي العام التركي على سماع حقائق مذهلة عن فساد نظام أردوغان ورجاله، والذين يطالبون الشعب بالتقشف للتغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية، فيما يعيشون وذويهم حياة أشبه بحياة الملوك والسلاطين، وعلى رأسهم الرئيس.
ولعل آخر تلك الحقائق الأرقام التي كشفت عنها الإدارة العامة للمحاسبة بوزارة الخزانة والمالية التركية، بخصوص نفقات الرئاسة تحت بند "النفقات السرية"، والتي سجلت رقما قياسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بلغ نحو 280 مليون ليرة.
ووفق المصدر، ارتفع إجمالي المبالغ التي أنفقها أردوغان من المخصصات السرية خلال العام الجاري، إلى مليار و858 مليون ليرة.
وفي وقت سابق، كشف ديوان المحاسبة التركي عن زيادة نفقات القصر الرئاسي، العام الماضي، 4 مرات عن عام 2018، موضحا أن الرئيس أردوغان رفع ميزانية قصره الرئاسي إلى 3.6 مليار ليرة، أي ما يعادل 10 ملايين ليرة يوميًا.
وذكر نائب برلماني عن حزب "السعادة" المعارض، أن النفقات اليومية للمجمع الرئاسي، في يوم تعادل الرواتب الشهرية لـ4303 موظفا يتقاضون الحد الأدنى للأجور.
وذكرت تقارير إعلامية سابقة أن أزمة تفشي فيروس كورونا، لم تكن كافية لدفع القطاعات الحكومية إلى تقليل نفقاتها.
وأشارت إلى أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، تم إنفاق 20.7 مليون ليرة على استئجار السيارات، قبل أن يقفز الرقم في فبراير/ شباط إلى 60.3 مليون ليرة.
بذخ ترجم الفصام الحاد الذي يعاني منه النظام التركي في وقت يشهد فيه الاقتصاد المحلي أزمة غير مسبوقة، وانخفاض الليرة أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، مقابل ارتفاع نسبة التضخم بسبب سياسات أردوغان الاقتصادية الخاطئة.