قتيل في هجوم على مقر حزب معارض بتركيا
قتل شخص إثر هجوم مسلح تعرض له، الخميس، مقر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بولاية إزمير غربي تركيا.
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك" التركية المعارضة، أصدر حزب الشعوب الديمقراطي بيانا أوضح فيه أن مسلحا اقتحم مبنى الحزب المكون من 7 طوابق في أزمير، وأضرم فيه النيران، وأطلق النار من بندقية في الشارع.
وأوضح البيان أن الهجوم المسلح أسفر عن وفاة الموظفة بالحزب، دنيز بويراز.
هذا فيما حضرت فرق الشرطة إلى مكان الحادث عند الإخطار، وطوقت الشارع الذي يقع فيه المبنى بشريط أمني، وتم إغلاقه أمام المشاة.
وأكد حزب الشعوب الديمقراطي أن "كلا من الجاني والمحرضين على الهجوم واضحون، والحكومة والمحرضون مسؤولون عن أي سلبيات"، مشددًا على أن "كل هجوم على الحزب سيقلل من المهاجمين الجبناء ويزيد من شعبية الشعوب الديمقراطي".
وأعلنت الشرطة إلقاء القبض على المشتبه به في الحادث المسلح، الذي يدعى أونور جانجار، الذي قال في تصريحات له "لا علاقة لي بالقتيلة، إنني دخلت المبنى لأنني أكره حزب العمال الكردستاني، وأطلقت النار بشكل عشوائي".
ردود فعل واستنكارات
وفي سياق ردود الأفعال هاجم مدحت سنجر، الرئيس المشارك للشعوب الديمقراطي، الحكومة التركية، بسبب الهجوم.
وقال سنجر في مؤتمر صحفي إن "الحكومة تضع خططًا تثير الفوضى، ويحتاج الجميع إلى أن يرى بوضوح شديد أن هذا استفزاز خطير للغاية. يحاولون إسكات الديمقراطية بالتهديد والابتزاز".
وأضاف: "أدركت الحكومة أنها لا تستطيع الهروب من الحلقة المظلمة التي أوجدتها، وقد وضعت خططها الفوضوية موضع التنفيذ".
وحمّل سنجر الحكومة التركية، وحليفها دولت باهجه لي، مسؤولية الهجوم، مضيفًا "النظام الحاكم يستقطب الجميع، ومن ثم هو المسؤول عن القتل ومحاولات القتل التي ستحدث في المستقبل".
بدوره أدان زعيم المعارضة، كمال قليجدار أوغلو، رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الحادث، في تغريدة له على "تويتر".
وقال زعيم المعارضة في تغريدته "أدين الهجوم على مبنى حزب الشعوب الديمقراطي بإزمير، رحم الله دنيز بويراز التي فقدت حياتها، وتعازينا لأسرتها".
وأضاف قائلا "لقد عشنا هذا السيناريو من قبل، ولن ينطلي على شعبنا، أحذّر من الانسياق وراء مثل هذه الاستفزازات".
وفي تغريدة مماثلة أدانت المرأة الحديدية، ميرال أكشينار، رئيسة حزب "الخير" المعارض، الهجوم، لافتة إلى أن نظام الرئيس أردوغان يحاول من خلاله الاصطياد في الماء العكر.
وقالت المرأة الحديدية في تغريدتها: "أدين الاعتداء على حزب الشعوب الديمقراطي، وأقدم التعازي إلى عائلة القتيلة"، متابعة "على من يحاولون الصيد في المياه العكرة أن يتعقلوا، في إشارة لسعي الحكومة إلى تغيير الأجندة السياسية.
الاعتداء على مسيرة منددة بالهجوم
على الصعيد نفسه اعتدت الشرطة في مدينة إسطنبول، على مسيرة احتجاجية خرجت للتنديد بالهجوم، وذلك في منطقة "بك أوغلو" الشهيرة بالمدينة.
ووفقًا لما ذكرته عديد من وسائل الإعلام المحلية، تجمع أنصار الحزب الكردي، وآخرون متضامنين معهم في ميدان بك أوغلو، للاحتجاج على الهجوم المسلح.
ولتفريقهم أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على المحتجين، إلا أنهم لم يتحركوا واستمروا بالهتاف، فتدخلت الشرطة بعنف واعتقلت العديد من الأشخاص.
الشعوب الديمقراطي
وتتهم الحكومة التركية حزب الشعوب الديمقراطي بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني المحظور والمصنف إرهابيا من قبل أنقر.
وكان زعيم المافيا التركية، سادات بكر، قد نشر بوقت سابق تغريدة أشار فيها إلى أن رجال وزير الداخلية الأسبق محمد أغار المنتمي إلى التيار القومي “المحافظ” يقفون وراء الهجوم.
وأوضح كذلك أنهم "يخططون لهجمات أكبر من أجل إثارة البلبلة والفوضى وتحويل تركيا إلى بحيرة من الدماء"؛ بهدف التغطية على الفضائح التي كشف عنها في مقاطع فيديو نشرها على "يوتيوب" على مدار أكثر من شهر.
يذكر أن المحكمة الدستورية تنظر في الوقت الحالي حل حزب الشعوب الديمقراطي، وحظر 451 من أعضاء الحزب من المشاركة السياسية.