أردوغان يتلمس رضا واشنطن في مطار كابول
لا يتوانى الرئيس التركي في طرق الأبواب لنيل رضا واشنطن، بعد فشله بفتح صفحة جديدة، خلال لقائه الوحيد نظيره الأمريكي الشهر الماضي.
ووجد رجب طيب أردوغان في عرض تولي أنقرة تأمين مطار العاصمة الأفغانية كابول، بعد انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "فرصة للوصول إلى قلب بايدن".
تولي أمن مطار كابول مهمة شاقة تسعى تركيا عبرها إلى تحسين علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر، وفقا لخبراء.
وأصبح ضمان أمن مطار كابول مشكلة كبيرة إثر إعلان الرئيس جو بايدن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية، بشكل كامل، اعتبارا من مطلع الشهر القادم، بعد انتشار دام عشرين عاما.
ويشكل مطار "حامد كرزاي" الدولي مكانا آمنا لنقل موظفي السفارات والمساعدات الإنسانية، وقد يؤدي سقوطه إلى عزل أفغانستان عن بقية العالم.
ومنَح عرض أنقرة المفاجئ تولي مسؤولية ضمان أمن المطار، الرئيس التركي فرصة للقاء بايدن، خلال اجتماعهما الأول على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران الماضي.
ويحقق هذا العرض هدفين للرئيس التركي أولهما: توطيد العلاقات الفاترة مع الحلفاء الغربيين، والثاني: تجنب تدفق اللاجئين من خلال إبقاء طرق المساعدة مفتوحة.
وعلقت ماغدالينا كيرشنر مديرة مؤسسة فريدريش-إيبيرت-شتيفتونغ الألمانية في أفغانستان، في تصريح لوكالة "فرانس برس" على عرض أنقرة تأمين مطار كابول بالقول إن "لتركيا مصلحة مباشرة".
حجر الزاوية
لكنّ رضا واشنطن فيما يبدو يبقى حجر الزاوية في المغامرة التركية، إذ تجد أنقرة في الأمر فرصة لتحسين علاقات البلدين، التي تعثرت بسبب خلافات عديدة، لا سيما معضلة منظومة الدفاع الروسي، التي فرضت واشنطن عقوبات على تركيا بسببها العام الماضي.
وعضّد المحلل سليم جيفيك في مقال لمركز الأبحاث "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" (اس في بي) هذا التوجه بالقول إن "العامل الرئيسي وراء اقتراح أنقرة يتعلق بالعلاقات التركية الأمريكية؛ إذ تأمل أنقرة في استعادة حظوة واشنطن بعد سلسلة من الأزمات الدبلوماسية".
وتواجه تركيا في مهمتها الصعبة مخاوف من استهداف طالبان لقواتها في حال بقيت في كابول، حيث وصفت الحركة المتمردة علنا فكرة الوجود العسكري التركي في كابول بأنها "مستهجنة".
وحول ذلك قالت المحللة السياسية ماغدالينا كيرشنر إن "طموحات تركيا في البقاء ملتزمة رغم الانسحاب الأمريكي تبدو حقيقية، لكنها تنطوي على مخاطر لحماية قواتها في حال تصاعد العنف".
وتنشر تركيا نحو 500 جندي في أفغانستان في إطار مهمة غير قتالية يقودها حلف شمال الأطلسي يوشك انسحابها على الانتهاء.
وبالتزامن مع ذلك أطلق الحلف أول برنامج تدريب لجنود من أفغانستان خارج بلادهم، بعد وقت قصير من انتهاء مهمته التدريبية هناك.
وبحسب معلومات واردة من أنقرة، فقد تم نقل عناصر من القوات الخاصة الأفغانية إلى تركيا أمس الأربعاء لحضور دورة تدريبية، ومن المفترض أن تكون هذه مقدمة لبرامج تدريبية منتظمة خارج أفغانستان.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjk5IA== جزيرة ام اند امز