"أزمة السفراء".. المعارضة التركية تحذر من "سيناريو مصر"
تتواصل في تركيا وخارجها تداعيات تهديد الرئيس رجب طيب أردغان، بطرد سفراء 10 دول لمطالبتهم بإطلاق سراح ناشط حقوقي.
وخلال الأيام الماضية، هدد أردوغان أكثر من مرة، آخرها السبت، سفراء 10 دول أجنبية بتركيا، بالطرد؛ لمطالبتهم بوقت سابق في بيان مشترك صادر عنهم، حكومته بإطلاق سراح رجل الأعمال، والناشط الحقوقي، عثمان كافالا.
وفي سياق ردود الأفعال المتواصلة داخليًا وخارجيًا، اعتبر وزير الخارجية التركي الأسبق، ياشار ياقيش، طرد سفير دولة ما، أو إعلانه كشخص غير مرغوب فيه، "خطوة تسبق إعلان الحرب".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير الأسبق لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، وتابعتها "العين الإخبارية"، الأحد.
وحذّر ياقيش في تصريحاته من اتخاذ الدول الـ10 التي هددها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، إجراءات ضد أنقرة، وتكرار أزمة بلاده الحالية مع مصر.
وأضاف قائلا: "قطعنا العلاقات الدبلوماسية مع مصر وسحبنا السفراء، والآن نتوسل للقاهرة لتطبيع العلاقات مرة أخرى، نواجه الآن خطر الوقوع في نفس الأزمة مع الدول الـ10 التي نهدد بطرد ممثليهم من بلادنا، هناك احتمال أن تخسر تركيا في هذا الصراع".
واستطرد ياقيش مشددًا على أن "ما قاله أردوغان لا ينبغي أن يقال على المستوى الرئاسي".
أردوغان فتوة شارع
في السياق نفسه، أكد الصحفي التركي، لَفَنْت غولتكين، أن أردوغان، "هو من أمر بإبقاء عثمان كافالا، محبوسًا في السجن".
وزاد في تصريحات صحفية، منتقدًا قرار طرد السفراء مخاطبًا أردوغان "هل أنت رئيس جمهورية أم فتوة في الشارع.. حتى إذا كانت هذه جمهورية الموز، فعليك أن تنتبه لكلامك".
واستطرد موضحًا أن "أردوغان وحليفه (رئيس حزب الحركة القومية) دولت باهتشه لي، قالوا إنه لا يمكن إطلاق سراح كافالا، هل أنت القاضي؟ بأي حق تستطيع أن تنطق بالحكم على شخص في جملة؟ عن أي قضاء مستقل تتحدث؟! هذا الأمر تخطى مسألة الأخلاق".
وتابع غولتكين قائلا "أخجل من أن يكون هذا رئيسي، فتوة الشارع لا يتحدث بهذه اللهجة، ليكن لسانك محترما قليلًا، تعلم استخدام الدبلوماسية قليلًا، أخجل من أن يمثلني رجل كهذا".
في السياق نفسه، كشفت النسخة التركية لشبكة "دويتش فيله" الألمانية، أن دبلوماسيين في وزارة الخارجية التركية يحاولون إقناع أردوغان بالتراجع عن إعلان سفراء 10 دول كأشخاص غير مرغوب فيهم.
تهديد مستفز
والسبت، قال أردوغان، وهو بصدد مهاجمة سفراء 10 دول من بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، وهولندا: "يذهبون إلى الفراش ويستيقظون قائلين كافالا كافالا، 10 سفراء يأتون من أجله إلى وزارة الخارجية".
ووجه أردوغان حديثه إلى السفراء، قائلًا: "لقد أعطيت تعليمات لوزير خارجيتي وقلت له ماذا يفعل، سيتعامل معكم باعتباركم شخصيات غير مرغوب فيها في أقرب وقت ممكن".
ودعا 10 سفراء في بيان مشترك صدر عن سفارات ألمانيا والولايات المتحدة والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلند، إلى الإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا.
وقال سفراء تلك الدول، في بيانهم، إن "استمرار تأجيل محاكمة كافالا بضم ملفات مختلفة وخلق قضايا جديدة بعد الحكم بالبراءة، يلقي بظلاله على احترام الديمقراطية وسيادة القانون ومبادئ الشفافية في النظام القضائي التركي، علمًا بأن 4 سنوات مرت على اعتقاله".
وأضافوا: "نعتقد أن هذه القضية يجب أن تُحسم بشكل عادل وسريع، بما يتماشى مع التزامات تركيا الدولية والقوانين الوطنية".
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز