"رهينة" في وطنه.. عالم رياضيات تركي يخشى "النسيان"
بدأ كابوسه حين كان يقضي عطلته في تركيا عام 2019، باعتقاله تحت ذريعة حيكت للخصوم فقط، لتتقطع به السُبل حتى بات "رهينة" في وطنه.
هو عالم الرياضيات التركي تونا ألتينيل، الذي كان يدرّس بجامعة كلود بيرنار في ليون الفرنسية، حيث كان يقيم منذ 25 عاما.
وفي مايو/أيار 2019، اعتُقل ألتينيل بتهمة الانتماء لمنظمة "إرهابية". لمشاركته في اجتماع لجمعية كردية في فرنسا، قام خلاله بمهام الترجمة، لكن أُطلق سراحه بعد شهرين، وتمت تبرئته أواخر العام الماضي.
"رهينة"
وقال عالم الرياضيات لوكالة فرانس برس التي التقته في منزله بإسطنبول "إنني رهينة الدولة التركية".
وتونا ألتينيل (55 عاما) معروف في الأوساط الأكاديمية بأعماله حول المنطق الرياضي ونظرية الزمر، وهو رمز للقمع الذي يمارسه النظام الحاكم ضد أقرانه المؤيدين للأكراد، والذي ارتفع منسوبه بعد محاولة "الانقلاب" التي شهدتها البلاد صيف 2016.
وبعد إسقاط التهم عنه، حاول الأكاديمي التركي مرارا استعادة جواز سفره المحتجز لدى السلطات "بدون أي تبرير"، لكن دون جدوى.
وتشهد العلاقات التركية الفرنسية هذه الفترة توترا حادا، على خلفية ملفات عدة بينها التدخل التركي شرق المتوسط.
سحق الناس
ورأى العالِم التركي فيما يجري معه داخل وطنه "منطقا لا يرحم" وهو منطق "الآلة الإدارية التي تسعى لإغراق الناس وسحقهم بالبيروقراطية".
كما يراه، شكلا من أشكال العقاب على التزامه التام من أجل حقوق الإنسان والقضية الكردية.
وحول الجزئية الأخيرة، أكد أن السلطات التركية تمنع المعارضين الذين يزعجونها من مغادرة البلاد "إنه إقرار بأن البلد سجن".
ورغم الصعوبات فإن ألتينيل يعول على "دعم خارق" من زملائه في فرنسا الذين نظموا معه حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "جواز سفر لتونا".
الخوف من "النسيان"
غير أنه لا يخفي خوفه من أن "ينتهي به الأمر طي النسيان" بالنسبة للسلطات الفرنسية.
ولعل ما يخفف عنه عبء كابوسه هو استئناسه بأبحاثه ودراسة اللغة الكردية التي بدأها حين كان في السجن بمساعدة معتقلين آخرين كان يدرس لهم مقابل الإنجليزية والفرنسية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز