تركيا تواصل خطواتها الاستفزازية في البحر المتوسط، فبعد التضييق على المصالح القبرصية، اتجهت أنقرة إلى تأجيج نزاعها مع اليونان.
تواصل تركيا خطواتها الاستفزازية في البحر المتوسط، فبعد التضييق على المصالح القبرصية، اتجهت أنقرة إلى تأجيج نزاعها مع اليونان.
وبدأت أنقرة في بناء برج مراقبة ورصيف على جزيرة "كافوس أدياس" الواقعة في بحر إيجة، وذلك على بعد ميل واحد فقط من جزر إيميا، المعروفة باسم كارداك بالتركية، والمتنازع عليها مع اليونان.
وتتنازع اليونان وتركيا، العضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بشأن السيادة على عدد من الجزر في بحر إيجة، وكادت الأمور تصل بينهما إلى حد اندلاع حرب، عام 1996.
أحدث خطوات أنقرة الاستفزازية مع أثينا جاءت بعد وقوع حادث تصادم بين سفينة تركية وسفينة لخفر السواحل اليوناني، قبالة جزر متنازع عليها ببحر إيجة.
وأفادت صحيفة "حرييت" التركية، نقلا عن وكالة أنباء دوغان، بأن السلطات التركية شرعت في بناء برج للمراقبة ورصيف على جزيرة "كافوس أدياس" الصغيرة، التي يبلغ طولها 300 متر فقط، وعرضها 70 متراً.
كما سيتم بناء مرافق لاستيعاب جنود أنقرة فوقها، بالإضافة إلى قيام تركيا بنقل قوارب وآلات ومعدات لاستخدامها في تشييد برج المراقبة.
ووفقاً للصحيفة التركية، فمن المتوقع أن تكتمل أعمال البناء في الجزيرة، التي بدأت يوم 15 فبراير الجاري، خلال 3 أسابيع.
ودفعت القوات البحرية اليونانية بـ2 من زوارقها بالقرب من جزيرة كاليمنوس، لمتابعة الأنشطة التركية، وذلك بالتزامن مع نقل الآلات والمعدات والعمال إلى جزيرة "كافوس أدياس".
وكشفت تركيا عن أنه سيتم تركيب كاميرات حرارية على برج المراقبة لمراقبة ومنع الهجرة غير الشرعية والانتهاكات الإقليمية على مدار الساعة في المياه، بالإضافة إلى قدرة الكاميرات المثبتة بالبرج على مراقبة الأنشطة البحرية حول جزر إيميا "كارداك".
وكانت تركيا خططت لتدشين برج المراقبة قبل عامين، لكن عملية المناقصة الخاصة بأعمال البناء لم تكتمل إلا مؤخراً.
يشار إلى أن رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس أدان مجددا، الخميس، "اللهجة العدائية" لتركيا بعد الحادث البحري الأخير في بحر إيجة "أحد أفرع البحر المتوسط"، مؤكدا أن "الاستفزازات ضد بلد عضو في الاتحاد الأوروبي تستهدف كل الاتحاد الأوروبي".
وزار تسيبراس مقر شرطة الموانئ قرب أثينا بعد أن تضررت إحدى سفنها الدورية إثر اصطدامها، ليل الإثنين الثلاثاء، بسفينة دورية تركية شرق بحر إيجة، قرب جزيرة متنازع عليها بين البلدين.
وأكدت السلطات اليونانية أن السفينة التركية أجرت "مناورات خطيرة" في المياه اليونانية، في انتهاك للقواعد البحرية قرب جزيرة إيميا غير المأهولة.
وكانت الحكومة القبرصية أعلنت، الإثنين الماضي، أن السفن الحربية التركية تواصل عرقلة منصة الحفر من الوصول إلى موقع، قبالة جزيرة قبرص شرقي البحر المتوسط، حيث من المقرر أن تقوم شركة الطاقة الإيطالية "إيني" بالتنقيب عن الغاز.
وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الحكومة القبرصية، نيكوس كريستودوليدس، في حديثه لقناة "RIK".
وقال كريستودوليدس إن السفن الحربية التركية منعت السفن التجارية الأخرى من الاقتراب من المنطقة، بحجة القيام بمناورات عسكرية.
في السياق نفسه، سبق أن حذرت مصر، تركيا من محاولة المساس بسيادة القاهرة على المنطقة الاقتصادية الخاصة بها في شرق المتوسط.
وجاء هذا التحذير بعد أن أعلنت أنقرة عدم اعترفها باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص عام 2013.