"جنسية" حماس.. أردوغان يتكتم وواشنطن تهدد بـ"عزل تركيا"
أنقرة منحت جوازات سفر لنحو 12 عضوا بحركة حماس، بعد أيام فقط من لقاء جمع أردوغان بمسؤولين من الحركة، أزعج واشنطن بشكل كبير.
يقود تعنت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإصراره على تصدير الإرهاب، إلى تضييق الخناق عليه تدريجيا، ويجعله بمرمى غضب دولي ينذر بعزل بلاده.
فرغم التكتم التركي، أعلن دبلوماسي إسرائيلي أن أنقرة منحت جوازات سفر لنحو 12 عضوا بحركة حماس، في خطوة تأتي بعد أيام فقط من لقاء جمع أردوغان بمسؤولين من الحركة، أزعج واشنطن بشكل كبير.
والسبت الماضي، التقى أردوغان، في إسطنبول، إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس ومسؤولين آخرين كان لأحدهم دور في هجمات إرهابية وعمليات خطف، وفق الإدارة الأمريكية.
- واشنطن تهاجم لقاء أردوغان بقادة "حماس".. يعمق عزلة تركيا
- استجواب بالبرلمان التركي بشأن منح الجنسية لقادة حماس
حاضنة إرهاب
القائم بالأعمال الإسرائيلي في تركيا، روي جلعاد، قال إن "البعض في طريقه (للحصول على الوثائق)، فيما حصل البعض الآخر عليها بالفعل (من الحكومة التركية)، لكننا نتحدث عن حوالي 12 جواز سفر منحوا لأعضاء من حماس".
وأضاف: "لدينا بالفعل وثيقة سنقدم للحكومة (التركية) نسخة منها"، متوقعا عدم الحصول على رد من أنقرة، استنادا إلى آخر تجربة عندما تم تقديم ملف له أساس قوي للحكومة ولم يتلقوا ردا.
ووفق جلعاد، فإن أعضاء حماس الذين منحتهم أنقرة وثائق هوية، يمولون ويدبرون لأعمال إرهابية انطلاقا من إسطنبول.
المعارضة التركية تتحرك
خبر منح الجنسية التركية لـ12 من أعضاء حماس الإرهابية، أثار غضب معارضين أتراك ممن استهجنوا الخطوة، حيث قدم أحمد أونال تشفيك أوز، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، استجوابا في البرلمان حول الموضوع.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، عن المعارض قوله، إن "حركة حماس مدرجة من قبل عدد من الدول، بمقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، على قوائم التنظيمات الإرهابية".
وأضاف تشفيك أوز أن "استضافة أعضاء الحركة من شأنه أن يعرقل حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، ورفع التوتر في منطقتنا، بل وسيعيق لعب أنقرة أي دور فعال في القضية الفلسطينية".
واشنطن تلوح بعزل أنقرة
وفي بيان شديد اللهجة، عارضت واشنطن استضافة أردوغان الأخيرة لاثنين من قادة حماس في إسطنبول.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان صادر عن المتحدث باسمها مورجان أورتاجوس، إن "حماس مصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن "المسؤوليْن اللذين يستضيفهما أردوغان إرهابيان دوليان".
وحذر البيان من أن "تواصل أردوغان المستمر مع هذه المنظمة الإرهابية لا يؤدي إلا إلى عزل تركيا عن المجتمع الدولي"، في لهجة حادة تشي بأن واشنطن ضاقت ذرعا بسلوك أنقرة المقوض لجهود مكافحة الإرهاب.
ويرى متابعون أن اللقاءات التركية المتكررة مع قادة الحركة الإرهابية بات يزعج الإدارة الأمريكية بشكل كبير، ما يفسر حدة لهجة بيانها هذه المرة، والذي شددت فيه على أنها ستواصل "إثارة مخاوف بشأن علاقة الحكومة التركية بحماس على أعلى المستويات".
ورقة للمناورة
من المنظور التركي، تجد أنقرة في حماس ورقة للمناورة والضغط بحثا عن أكبر المكاسب الممكنة في حال حدوث خلافات بوجهات النظر سواء مع واشنطن أو تل أبيب.
وبناء على ذلك، تفتح تركيا المجال أمام الحركة الإرهابية لممارسة أنشطتها، حيث كشف تحقيق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، في فبراير/شباط 2018، عن ضلوع مكتب حماس في تركيا بأنشطة عسكرية.
كما كشف التقرير أن الحركة تقوم بغسل الأموال على نطاق واسع في تركيا، على مرأى من السلطات التي تتغاضى عن تلك الأنشطة التي توفر للحركة دعما يمكنها من التخطيط لاستهداف أمن المنطقة.
وحتى العام 2012، كان المكتب الرئيسي لحماس في الخارج يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا دائما له، قبل أن تغلقه السلطات السورية عقب توتر العلاقات على خلفية موقف عدد من قيادات الحركة من الأحداث بسوريا.
ولاحقا، اختارت حماس تركيا لتحتضن مقرها الجديد، معولة على العلاقات المتينة الرابطة بين أنقرة وإسرائيل؛ ما يفرض على الأخيرة الالتزام بعدم استهداف من تؤويه تركيا من أعضاء الحركة.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز