صاروخ الدفاع الجوي «حصار دي آر إف».. نقلة نوعية لتركيا

نجحت تركيا في تحقيق إنجاز عسكري بعد اختبار صاروخ الدفاع الجوي البحري "حصار دي آر إف" على متن الفرقاطة المحلية "إسطنبول".
وتمكن الصاروخ من تدمير طائرة مسيّرة معادية مفترضة خلال تجربة ميدانية في البحر الأسود قرب سينوب، في خطوة اعتبرتها أنقرة نقلة نوعية في قدراتها الدفاعية المستقلة.
والصاروخ الجديد هو نسخة بحرية من عائلة "حصار" التي يتم تطويرها محليًا بالتعاون بين شركتي "روكيتسان" و"أسيلسان"، ويمتاز بتقنية التوجيه عبر الباحث الراداري النشط مما يمنحه قدرة عالية على مواجهة التهديدات الجوية في مختلف الظروف المناخية والبيئية وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
ويتمتع الصاروخ بقدرات تقنية متقدمة حيث يتجاوز مداه العملياتي 25 كيلومترًا مع قدرة على الاشتباك على ارتفاعات متوسطة.
وتصل سرعة "حصار دي آر إف" إلى ما يفوق 3 ماخ بفضل محرك مزدوج النبض ويمتلك رأس حربي شديد الانفجار مزوّد بصواعق تصادمية واقترابية.
ويتميز الصاروخ بإطلاق عمودي ما يتيح تغطية 360 درجة إضافة إلى أنظمة ملاحة بالقصور الذاتي وروابط بيانات لتصحيح المسار أثناء الطيران.
ويشكل "حصار دي آر إف" جزءًا من شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات ضمن مبادرة "القبة الفولاذية" التركية، إلى جانب صواريخ "حصار ايه" و"حصار أو" و"سيبر" للارتفاعات العالية.
كما أن دمجه في منصات مثل الفرقاطات من فئة "إستيف" والمدمرات المستقبلية من فئة "اي إف-2000" يعزز قدرة البحرية التركية على حماية أسطولها في مناطق نزاع مثل البحرين المتوسط والأسود.
ويرى مراقبون أن تطوير الصاروخ يمثل إعلانًا عن مرحلة جديدة في مساعي أنقرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، مما يمنحها نفوذًا متزايدًا في أسواق السلاح العالمية.
كما يندرج المشروع ضمن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان لتعزيز الدور الإقليمي لتركيا، في ظل تنافسها العسكري والسياسي مع قوى مثل روسيا وإيران واليونان وإسرائيل.
وبهذا الإنجاز، تضع تركيا نفسها في مصاف الدول القليلة القادرة على تصميم وإنتاج واختبار منظومات دفاع جوي بحري متكاملة بالكامل داخل حدودها.