تركيا في الإعلام.. الليرة تواصل النزيف وأردوغان يغرق في المتوسط
عززت الليرة التركية موقعها كواحدة من أسوأ العملات حول العالم، بسبب الهبوط المتسارع في سعر الصرف
عززت الليرة التركية موقعها كواحدة من أسوأ العملات حول العالم، بسبب الهبوط المتسارع في سعر الصرف مقابل الدولار الأمريكي، بينما تشهد مؤشرات اقتصادية ومالية أخرى تراجعات متباينة متأثرة بتطورات سوق الصرف.
وهوت الليرة التركية إلى أدنى مستوى في تاريخها، خلال تعاملات الأربعاء، بتسجيل قاع قياسي جديد يضاف إلى سلسلة من الانهيارات التي ضربت العملة التركية خلال عام 2020.
ويعني هذا أن العملة التركية تراجعت بنحو 26% منذ بداية العام، لتصبح بجدارة واحدة من أسوأ العملات أداء في العالم.
وحسب بلومبرج، انهار سعر الليرة مقابل الدولار إلى 7.4961 ليرة لكل دولار، لتتجاوز المستوى القياسي المنخفض الذي سجلته أول أمس عند 7.4905 ليرة لكل دولار.
وبسبب أزمة الليرة، تسعى أندية كرة القدم التركية بما في ذلك فناربخشة وجالاطا سراي لإعادة التفاوض حول شروط ديونها حتى تتمكن من تمويل موسم انتقالات اللاعبين.
يأتي ذلك في وقت دفع فيه الرئيس التركي رجب أردوغان بلاده للتورط في أزمات داخلية ضربت الليرة في مقتل، وخارجية قلصت من فرص دخول استثمارات للبلاد.
وتجري الفرق التركية محادثات مع البنوك لتمديد أجل سداد بعض الديون من 5 سنوات حاليا إلى 12 سنة. كما تضغط الأندية من أجل زيادة فترة السماح التي لا تكون ملزمة خلالها بسداد أقساط الديون من عامين إلى ثلاثة أعوام من تاريخ توقيع الاتفاق الجديد.
وتراجعت أرباح أدوات الاستثمار التركية المحلية، ممثلة بالفوائد على الودائع بالعملة المحلية وأدوات الدين المحلية، والبورصة العاملة في السوق، بالتزامن مع أزمات متصاعدة تعرض لها الاقتصاد المحلي، بصدارة أزمة انهيار الليرة في سوق الصرف المحلية.
في المقابل، نال المستثمرون الأتراك في أدوات الاستثمار الأجنبية، ممثلة بالدولار والذهب، ارتفاعا في أرباحهم خلال أغسطس/ آب الماضي، في موشر على ضعف الثقة وضعف السوق المحلية التي تحولت إلى بيئة منفرة للاستثمار في الأدوات المحلية.
وتراجع معدل الربح الحقيقي الشهري للمستثمرين من فوائد الودائع، وأدوات الدين المحلي الحكومية، والبورصة، بنسبة 1.60% و5.36% و8.86% على التوالي، مدفوعة بضعف الإقبال على الاستثمارات في الأدوات المحلية.
وتراجعت الفوائد التي تقدمها تركيا على الودائع بالعملة المحلية، مع تراجع ثقة السوق المحلية بالليرة، التي انهارت خلال الشهرين الجاري والماضي لمستويات قياسية غير مسبوقة إلى 7.4 ليرة لكل دولار واحد، مقارنة بنحو 6.4 بنهاية 2019.
وفي محصلة الأزمات، هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كعادته دائمًا، القوى العظمى التي يعلق عليها فشله الاقتصادي، وهو أمر دأب على سماعه المتابعون للشأن التركي قبل المواطنين الأتراك أنفسهم.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أردوغان، الإثنين الماضي، في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، خلال مشاركته في حفل تعريف نظام التأمين الجديد.
وزعم الرئيس التركي في خطابه أن القوى العظمى هي السبب فيما وصل إليه الاقتصاد ببلاده من تردٍ كبيرٍ أدى بدوره لظروف معيشية صعبة للغاية يعاني منها المواطنون؛ لا سيما أصحاب الحد الأدنى من الأجور.
دوليا، وفي وقت تعيث تركيا الفوضى والتدخلات غير المحسوبة في المياه الإقليمية من قبرص إلى اليونان، حتى ليبيا، بهدف التنقيب عن مصادر الطاقة تمهيدا للسطو عليها، يقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في وجه هذا الشكل الجديد من الاحتلال.
ومنذ 2019، ارتفعت حدة التدخلات التركية من خلال تجاوز حدودها الدولية، لتطال حدود قبرص واليونان وليبيا وحدودا أخرى لا تزال موضع مناقشات الدول الحدودية، من خلال نشر سفن للتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية.
وتنتشر سفن التنقيب التركية بحماية عسكرية في المياه الإقليمية للدول المجاورة لها، مثل سفينتي الفاتح والقانوني ويافوز في البحر المتوسط منذ الشهر الماضي، ما دفع بلدان الاتحاد الأوروبي لدعوة أنقرة التوقف عن استفزازاتها.