تركيا أردوغان.. من صفر "مشاكل" إلى صفر "أصدقاء"
أحدث انعكاسات لهذا كان عندما وقف الرئيس رجب طيب أردوغان وراء حليفته أذربيجان بعد اندلاع الأعمال العدائية مع أرمينيا
رأت مجلة أمريكية أن استراتيجية "صفر مشاكل مع الجيران" التي كانت تقوم عليها السياسة الخارجية التركية في أحد الأوقات، لم يتبق منها أي شيء.
واعتبرت أن اعتماد أنقرة المتزايد على القوة العسكرية لتحقيق أهدافها تسبب في الزج بها في صراعات مع تحديها للخصوم والحلفاء التقليديين على حد سواء.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن أحدث انعكاسات لهذا كان عندما وقف الرئيس رجب طيب أردوغان وراء حليفته أذربيجان بعد اندلاع الأعمال العدائية مع أرمينيا، مزودًا إياهم بالأسلحة، والتدريبات العسكرية، ورفض المطالبات الدولية لوقف إطلاق النار.
وأشارت المجلة إلى أن هذا النهج المتشدد يوضح استعداد أنقرة لاستعراض قوتها لتحقيق ما لم تتمكن من تحقيقه باسخدام الدبلوماسية.
ففي العام الماضي وحده، أغضبت تركيا جيرانها- وغالبًا ما تحدت روسيا وأوروبا والولايات المتحدة – للقيام بعمليتين عسكريتين في سوريا، وإرسال القوات الخاصة إلى العراق، وتغييرها مسار الحرب في ليبيا، وإرسال سفن حربية للبحث عن الهيدروكربونات في المياه التي تطالب بها اليونان وقبرص.
وفي الآونة الأخيرة، اتهمت أرمينيا، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع تركيا، أنقرة بالانضمام لميدان المعركة في الصراع بشأن إقليم ناغورني قره باغ، الجيب الذي تسيطر عليه أرمينيا منذ التسعينيات، ليتحول إلى صراع مفتوح الشهر الماضي.
ورغم إنكار تركيا إرسال مرتزقة سوريين ومقاتلات إلى أذربيجان، رفضت مطالبات مجموعة مينسك بوقف إطلاق النار، حتى استعادة أذربيجان للإقليم.
وقال آلان ماكوفسكي، زميل بـ"مركز التقدم الأمريكي" وعمل سابقًا في وزارة الخارجية الأمريكية: "جزء كبير من هذا هو دبلوماسية بطرق أخرى، إذ تستهدف كسب نفوذ، تتطلع تركيا لأن تحقق من خلاله مكاسب اقتصادية ودبلوماسية وأحيانًا إقليمية. معظم الدول الإقليمية والغربية غير راضية عن عدائية تركيا".
على مدار عقود، كان المنظور التركي يتماشى مع النظام الذي أرساه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك الخاص بـ"سلام في الداخل وسلام في العالم".
وخلال النصف الأول فترة الـ17 عامًا التي أمضاها أردوغان في السلطة، شرع في بناء علاقات تجارية ودبلوماسية بالمنطقة، رافعًا شعار "صفر مشاكل مع الجيران".
لكن رأت سينيم أيدن دوزجيت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سابانجي، أن انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وافتقار الاتحاد الأوروبي لجبهة موحدة خلق فراغا يمكن أن تستخدمه تركيا بقوة.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن التوترات بين تركيا ومصر وقبرص وإسرائيل جعلتها تظل خارج إبرام الاتفاقيات عندما اتفقت تلك الدول على تعيين مناطق اقتصادية حصرية لترسيم حقول الغاز الموجودة تحت البحر.
وأكدت المجلة الأمريكية أن تفضيل تركيا للقوة على التسوية قلص الخيارات المتوفرة أمامها.
وأوضحت أيدن دوزجيت أن الأخطاء السياسية الماضية، من بينها عدم فتح القنوات الدبلوماسية الضرورية، تركت تركيا بمفردها، إلا من الأدوات العسكرية المتوفرة أمامها.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز