تركيا على خطى قطر في دعم الحرس الإيراني.. تضامن المخربين
الموقف التركي شكل امتدادا لرؤية وسياسة خارجية تفتقد للرصانة وتقتات من الدمار الذي تحدثه إيران في الشرق الأوسط.
في الوقت الذي تمضي فيه معظم المواقف الدولية متفقة على إدانة ورفض التدخل الإيراني في شؤون البلدان، واستنكار دورها في زعزعة الاستقرار، يبرز الموقف التركي كنشاز يهدد بدوره الأمن بالشرق الأوسط.
- ماذا يعني تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية؟
- واشنطن تحذر المصارف الأجنبية من التعامل مع الحرس الإيراني
وأعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، قرارًا يقضي بتصنيف مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، في موقف بدا منسجما، بل نتاجا بديهيا لتداعيات الأنشطة العسكرية والإرهابية لهذه المنظمة التي تندثر في عباءة أمنية.
أنقرة.. أجندة تقتات من طهران
الموقف التركي لم يكن صادما أو لافتا بالمرة، وإنما شكل امتدادا لرؤية وسياسة خارجية تفتقد للرصانة، وتقتات من الدمار الذي تحدثه إيران في الشرق الأوسط، بل تتخذه تعلة أو جسرا للحصول على موطئ قدم بالمنطقة.
ولم يتأخر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، كثيرا في التعقيب عن القرار الأمريكي حول الحرس الثوري الإيراني، عازفا على نغمة تنظيم الحمدين الإرهابي في قطر.
واعتبر أوغلو أن القرار "غير مفهوم ومتناقض، ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة".
وزعم أن "مثل هذه القرارات ستؤدي إلى اضطرابات في منطقتنا، وفور أن تبدأ في الخروج على القانون الدولي، فلا يمكن معرفة أين سيتوقف ذلك".
تصريحات توحي لغير المطلعين على حقيقة السياسة التركية الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط، بأن إدراج واشنطن الحرس الثوري بقائمة الإرهاب، سيخلق بالفعل عدم استقرار، مع أنه في الواقع يسهم في كبح جماح التوسع الإيراني بالمنطقة.
وفي الحقيقة، فإن أكثر ما تخشاه أنقرة هو انحسار الدور الإيراني في زعزعة الشرق الأوسط، وهي التي تتغذى من الخراب الذي تخلفه طهران في أجزاء كثيرة من المنطقة.
وبالأحرى فإن سر هذه العاطفة التركية الجياشة تجاه طهران، لا ينبع من انسجام حقيقي في الرؤى الاستراتيجية، وإنما من تناسق كامل في الأهداف التخريبية تمهيدا لبسط النفوذ واستعادة أمجاد واهية.
وينظر أردوغان للشرق الأوسط بعين "السلطان" الذي ينتظر "فتح" المنطقة من جديد، وإخضاعها لإمبراطورتيه الوهمية التي يرنو من خلالها لإحياء تاريخ العثمانيين.
ويرقب بالعين نفسها عن كثب التقدم الحاصل في المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة خاصة في اليمن وسوريا وبطبيعة الحال في العراق، وفي كل ركن يمكن أن تسمح الفوضى الأمنية فيه باختراقه وإثارة النعرات والأزمات فيه.
ما وراء القرار الأمريكي
الاطلاع على ما وراء القرار الأمريكي بشأن الحرس الثوري الإيراني، قد يسمح بفهم أكبر وأكثر دقة للموقف التركي الداعم لإيران.
القرار يعني آليا عزل طهران في محيطها الإقليمي بشكل متزايد، ما يعني أن الأخيرة ستجد نفسها مكرهة مجبرة على التخلي عن كثير من أحلامها التوسعية والاحتلالية بالمنطقة.
وهذه الخطوة حيال الحرس الثوري تأتي بالتزامن مع فرض عقوبات على إيران بشكل عام، وستشمل العقوبات تجميد أصول قد يمتلكها الحرس في الولايات المتحدة وفرض حظر على الأمريكيين الذين يتعاملون معه، أو يقدمون الدعم المادي لأنشطته.
وما تقدم يعني أن الحرس الثوري سيعاني من تداعيات سياسية واقتصادية للقرار الذي سيضاعف من تأثير العقوبات المفروضة الأخرى المفروضة عليه، لكن المؤكد أن تصنيفه منظمة إرهابية سيخنقه.
الخبير في الشأن الإيراني بهنام بن طالبيو، اعتبر أن "إدراج الحرس الثوري بقائمة العقوبات الأمريكية الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، يتناسق مع استراتيجية الضغط القصوى التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب، حيث يزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران سواء داخليا أو خارجيا".
كما رأى بن طالبيو، في تصريحات لإعلام أمريكي، أن "التصنيف يزيد من خطورة إقامة أي علاقات اقتصادية أو تجارية مع طهران"، وهذا لن يروق لأنقرة التي تصدم مرة أخرى بانهيار أحد الأجنحة التي كانت تعتقد أنها ستحلق عبرها نحو الهيمنة على الشرق الأوسط، عبر بوابة التخريب الإيراني.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg
جزيرة ام اند امز