لقاء وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا بتركيا.. آمال تخشى الفشل
تتجه أنظار العالم، الخميس، لتركيا حيث اللقاء المرتقب بين وزيري خارجية روسيا سيرجي لافروف وأوكرانيا دميترو كوليبا.
وبحسب ما ذكره موقع "تي آر تي خبر" التركي الرسمي، يأتي هذا اللقاء بالتوازي مع حركة دبلوماسية مكثفة أجرتها تركيا مع عدة أطراف معنية؛ بهدف حل الأزمة الأوكرانية الروسية، ووقف الحرب بين الجانبين.
كما أوضح المصدر أن هذا اللقاء يأتي بدعوة من تركيا لنبذ الخلاف بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية التي سيلجأ لها الوزيران، خلال اجتماع بينهما يعقد الخميس، بمدينة أنطاليا، عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه جنوبي تركيا.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته تشاووش أوغلو، أجريا على مدار الفترة الماضية سلسلة مباحثات هاتفية، مع نظرائهما من عدة دول، لا سيما روسيا وأوكرانيا، أسفرت عن موافقة وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا على اجتماع الغد.
ومن المنظر أن يلتقي لافروف، نظيره الأوكراني، في اجتماع ثلاثي بمشاركة وزير الخارجية التركي.
الموقع الرسمي التركي تحاور مع أحد الأكاديميين الأتراك، للإجابة عن عدة أسئلة من بينها: هل بإمكان الطرفين الروسي والأوكراني الخروج بنتيجة إيجابية من هذا اللقاء بوساطة تركيا؟ وما أسباب اختيار تركيا؟ وسياسات تركيا خلال هذه العملية؟
الأكاديمي أنس بيراقلي، عضو هيئة التدريس بالجامعة التركية – الألمانية، في أنقرة، أشار خلال حديثه إلى "أهمية عقد الاجتماع في تركيا، لا سيما أنه على مستوى وزيري الخارجية، لكن مع الأسف لن يتم التوصل إلى حل سريع من خلالها"، مشددًا على أن "الأزمة الراهنة ستكون لها نتائج باهظة على الأطراف المعنية، ودول الجوار".
وعما إذا كان الاجتماع سيسفر عن نتائج أم لا قال بيراقلي: "المحدد الرئيسي لذلك هنا هو موقف روسيا. فموسكو لديها مطالب من أوكرانيا، وبالتالي فإنه لمن المهم أن تبدي روسيا نوعًا من المرونة في مطالبها حتى يتسنى مواصلة الحوار والوصول للنتائج المرجوة".
وقال إنه "لا شك أن مسألة المرونة هذه ستحسمها عملية تقدم روسيا في ميدان المعركة، فإخفاقها في تحقيق مستوى التقدم المطلوب قد يدفعها لمراجعة تلك المطالب ثانية، وإبداء المرونة المطلوبة لا سيما أنها تعاني حاليًا من خسائر فادحة".
وأضاف الأكاديمي التركي أن السبب في اختيار تركيا لاحتضان الاجتماع، يرجع إلى عمق العلاقات والروابط التي تجمع أنقرة بكل من موسكو وكييف.
وعن أبعاد العلاقات التي تربط أنقرة بالطرفين قال الأكاديمي بيراقلي "تتمتع تركيا بعلاقات جيدة جدًا مع أوكرانيا، لا سيما في مجال الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى شراكات ثنائية في مختلف المجالات".
وزاد قائلا: "فضلا عن ذلك لا تقدم تركيا أي تنازلات بشأن وحدة أراضي أوكرانيا وتدعم سلامتها الإقليمية"، مضيفًا "فهي لا تعترف بضم روسيا شبه جزيرة القرم. كما أن موقف تركيا من اتفاقية مونترو المعنية بالمضائق، واضح للغاية، ومن ثم فإنها تعتبر دولة مهمة بالنسبة لأوكرانيا".
وبخصوص العلاقات مع روسيا قال بيراقلي "كما تتمتع تركيا بعلاقات عميقة مع موسكو، خاصة في مجال التجارة، كما أن هناك علاقة جيوسياسية طورتها أنقرة مع روسيا، خاصة بعد الأزمة في سوريا".
واستطرد قائلا: "ولذلك فإن تركيا من أكثر الدول خبرة في التفاوض مع روسيا وإقامة تعاون معين، خاصة في مناطق الأزمات. لذلك يمكننا القول إن تركيا تعلمت التحدث بلغة روسيا".
في النقطة نفسها تابع قائلا "ولا شك أن تركيا، بصفتها عضوا في الناتو، تعتبر مهمة بالنسبة لروسيا من حيث الحفاظ على قناة حوار مفتوحة لموسكو مع الحلف".
وأوضح قائلا: "وبهذا يتضح أن تركيا مهمة لكلا الطرفين؛ ومن ثم أعتقد أنهم يرون تركيا كدولة يمكنها لعب دور الوسيط، أو على الأقل إعداد البنية التحتية لهذه المحادثات".