تركيا في العراق.. انتهاكات تتوسع واستفزازات تتضاعف
انتهاكات تركية تتضاعف في الأراضي العراقية، ما يرفع منسوب التوتر والاستياء، ويفضح الأطماع التوسعية لنظام يتغذى من الاعتداءات.
انتهاكات تضاعفت ضد المجال الجوي والأراضي العراقية ثلاث مرات بالمتوسط اليومي منذ 2017، وفق موقع "نورديك مونيتور" السويدي، استنادا إلى سجلات أرسلتها بغداد إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وذكر الموقع السويدي أن الانتهاكات المتكررة فيما يتعلق بعمليات توغل القوات التركية بالأراضي التركية، والاحتفاظ بالقواعد، وعمليات القصف العابرة للحدود، ودخول الطائرات الحربية التركية للمجال الجوي العراقي، دفعت بغداد لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن.
وتظهر السجلات أن وزارة الخارجية العراقية أصبحت تصدر بشكل شبه يومي إخطارات للسفارة التركية في بغداد، وتدعو تركيا لاحترام استقلالها وسيادتها.
وخلال خطاب إلى مجلس الأمن في 16 يونيو/حزيران عام 2019، قال السفير محمد بحر العلوم، مندوب العراق لدى الأمم المتحدة، إن القصف التركي للأراضي العراقية ووجود قوات تلك الدولة هناك بحجة حماية أمنها القومي، يمثل انتهاكا لسيادة بغداد، ومبادئ حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأضاف: "سيادة العراق وسلامته الإقليمية وحدوده خطر أحمر. لن تسمح حكومتي بتقويض ذلك أو انتهاكه بأي طريقة."
وطبقًا للسجلات، انتهكت تركيا الأراضي العراقية ومجالها الجوي 3.356 مرة ما بين 1 أغسطس/آب عام 2017، و15 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، بمتوسط يقرب من 7 انتهاكات في اليوم.
وازداد عدد الانتهاكات إلى 3.523 مرة بين 1 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، و4 ديسمبر/كانون الأول عام 2019، بمتوسط يومي حوالي 10 انتهاكات.
وجرى تسجيل زيادة في الانتهاكات بين 13 يوليو/تموز 2020 و7 يناير/كانون الثاني الماضي عندما بلغ إجمالي الانتهاكات التركية 4068، وهو ما يساوي حوالي 23 انتهاكا يوميًا في المتوسط.
معطيات تعني أن تركيا ضاعفت انتهاكاتها للحدود العراقية والمجال الجوي ثلاث مرات منذ أغسطس/آب عام 2017.
ووفق "نورديك مونيتور"، فإن الزيادة غير العادية في أعداد الحوادث التي أرسلت فيها تركيا القوات أو الطائرات الحربية إلى العراق هو مؤشر آخر على مدى اعتماد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على القوة الخشنة لإبراز طموحات حكومته.
وبررت الحكومة التركية تلك الانتهاكات بحق العراق بعدم قدرته على التعامل مع وجود الإرهابيين على أراضيه.
وردًا على ذلك، زعم السفير التركي إلى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، في 8 يوليو/تموز عام 2020، أن تركيا ملتزمة باتخاذ التدابير المناسبة ضد التهديدات الإرهابية على أمن تركيا القادمة من العراق.
لكن السفير رفض تفسيرات الحكومة التركية بحجة التصدر للإرهاب، وأوضح أن حكومته كانت مستعدة للتعاون مع جارتها لإيجاد أرضية مشتركة وحلول سلمية تنهي تلك الانتهاكات المتكررة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA== جزيرة ام اند امز