الانسحاب من اتفاقية إسطنبول.. انتفاضة نسائية ضد أردوغان
شهدت مدن تركية، السبت، مظاهرات لسيدات تركيات، تنديدا بانسحاب نظام أردوغان من الاتفاقية الأوروبية لحقوق المرأة.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وجاءت الوقفات الاحتجاجية في العديد من المدن أبرزها إسطنبول والعاصمة أنقرة، حيث أكدت النساء أنهن لن يتراجعن عن حقوقهن، ولا عن الاتفاقية الأوروبية المعروفة باسم "اتفاقية إسطنبول".
وفجر السبت الماضي، نشرت الجريدة الرسمية في تركيا قرارا موقعا من قبل رجب طيب أردوغان، ينص على الانسحاب من اتفاقية إسطنبول.
قرار الانسحاب من الاتفاقية المذكورة تسبب منذ ذلك في موجة غضب عارمة بكافة أنحاء تركيا، لتأتي مظاهرات اليوم استمرارا لتلك الفعاليات الغاضبة.
وفي مدينة إسطنبول احتشدت أعداد هائلة من النساء لتجديد رفضهن لقرار أردوغان، حيث تم تنظيم فعالية احتجاجية تحت عنوان "لن نتراجع عن اتفاقية إسطنبول"، وذلك في منطقة "قاضي كوي" بالجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول، والمطلة على البسفور.
الوقفة الاحتجاجية جاءت في ظل انتشار أمني مكثف، حال دون استخدام النساء مكبرات الصوت، بل التصدي لهن من خلال استخدام غاز الفلفل لتفريقهن، رغم ذلك أصررن على البقاء وهن يرددن هتافات من قبيل "ليس بإمكانكم كتم صوت العدالة"، و"فلتحموا النساء لا من يرتكبون العنف ضدهن".
وفي بيان ألقاه خلال الوقفة قال أحد المسؤولين عن تنظيم الفعالية إن "هؤلاء الذين تجرأوا على الانفراد بقرار يخص النساء، سيندمون على هذه الخطوة بعد أن تنتفض كل نساء تركيا ضدهم".
وتابع: "نحن هنا، وسنكون في كل مكان، نعلن تمردنا ضد النظام"، مشيرًا إلى أن "4 نساء قتلن هذا الأسبوع خلال يوم واحد، وهذا بالطبع أمر متوقع لانسحاب تركيا من اتفاقية من شأنها حماية النساء من العنف والتطرف".
سنواصل التصعيد
وفي العاصمة أنقرة احتشدت النساء في شارع "سكاريا" تلبية لدعوة وجهتها منصة المرأة المعنية بحقوق النساء، وعبّرن عن استنكارهن للانسحاب من اتفاقية إسطنبول، وسط انتشار أمني للقوات التركية.
وشدد بيان ألقي بالوقفة على أن النساء عازمات على تصعيد نضالهن ضد نظام أردوغان، حيث قال "سنواصل التصعيد لحين استرجاع حريتنا، ومستقبلنا، وحقوقنا، سنواصل النضال ولن نترك الشوارع".
وأوضح البيان أن "82 سيدة قتلن خلال الأشهر الثلاث الأولى من هذا العام"، مضيفًا أنه "نحن نعرف أن الدولة هي المسؤول الأول عما تعرضت له أية امرأة من عنف وقتل.. الدولة التركية شريكة في هذه الجرائم".
وزاد موضحا أن "النظام يقول إنه لا توجد جرائم بحق النساء، ولا استغلال جنسي بحق الأطفال، وأن النساء يضخمن كل شيء، وهم كاذبون في كل ما يقولون".
لن نصمت ولن نخاف
وفي مدينة إزمير، عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه غربي البلاد، نظمت منظمة "لن نتراجع عن اتفاقية إسطنبول" وقفة احتجاجية مماثلة، شددت المشاركات فيها على أنهن لن يتراجعن ولن يصمتن أمام النظام الحاكم.
وأضاف البيان الذي تمت تلاوته أن "القرار الرئاسي الذي انسحبت به تركيا من اتفاقية إسطنبول، يتنافى مع القوانين والدستور، وهو في حكم العدم بالنسبة لنا، ولن نعترف بقرار أردوغان".
واستعرض البيان عددًا من الجرائم والاعتداءات التي ارتكبت بحق النساء مؤخرًا في عموم تركيا، مشيرًا أن 6 نساء على الأقل قتلن خلال آخر 12 ساعة، واليوم السبت قتلت امرأة تبلغ 17 عامًا وهي حامل في شهرها الخامس.
وشهدت العديد من المدن وقفات مماثلة مثل أنطاليا، وقونيا واسكيشهرـ وكوجالي، واضنة، وبورصه.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA==
جزيرة ام اند امز