10 آلاف كمامة في تركيا تجهر بالسؤال عن مصير "المليارات المفقودة"
أعلن حزب "الخير" التركي المعارض انضمامه لحملة حزب الشعب الجمهوري، التي تهدف لمعرفة مصير 128 مليار دولار فقدت من خزينة الدولة.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة وتابعته "العين الإخبارية"، الأحد، فقد جهز الحزب 10 آلاف قناع وجه مكتوب عليها عبارة "أين الـ128 مليار دولار".
السؤال المكتوب على تلك الأقنعة هو نفسه الذي طرحته لافتات وملصقات حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، قام بنشرها في عدد من المدن والأحياء بمختلف أنحاء تركيا.
ودعمًا للحملة أعلن حزب "الخير"، أنه جهز تلك الأقنعة وأرسلها إلى كافة فروعه المتفرقة بأنحاء البلاد لتوزيعها على المواطنين في خطوة من شأنها إصابة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بالارتباك لا سيما أنه قابل حملة الشعب الجمهوري بطريقة أمنية تمثلت في مداهمات لمقراته لإزالة اللافتات والملصقات.
وفي تعليق منه على ذلك قال بوغرا قافونجو، رئيس فرع حزب "الخير" بإسطنبول، إن "مهمة الأحزاب السياسية تكمن في تسليط الضوء على مشاكل المواطنين والصعوبات التي يواجهونها".
وأضاف قائلًا: “وبصفتنا حزبًا معارضًا فإننا نبحث عن أجوبة للعديد من الأسئلة المهمة كمصير 128 مليار دولار التي تؤرق الجميع وإلى من تم بيعها وما إن كان قد تم استخدام وسيط أم لا”.
وأوضح كافونجو أنهم سيعربون عن استنكارهم للأمر من خلال أقنعة الوجه التي سيستخدمونها، قائلاً: “حتى وإن لم نتحدث فإننا سنواصل إيصال صوتنا من خلال هذه الأقنعة. بإمكان المواطنين الحصول على تلك الأقنعة واستخدامها من خلال شعب الحزب ببلدات وأحياء المدينة إن رغبوا”.
وشدد على أن "كل قضية تُترك دون تسليط الضوء عليها تؤدي إلى كارثة أخرى"، مشيرًا أن "النظام بات لا يتحمل حتى مجرد طرح تساؤلات حول هذا الأمر".
واستطرد مخاطبًا الحكومة "كلما تصرفتم على هذا النحو فإننا نزداد إصرارًا وعزمًا على السؤال للكشف عن ملابسات هذه القضية بشكل شفاف".
استنفار واستنكار
وتسببت ملصقات ولافتات نشرها الشعب الجمهوري خلال الأيام الماضية بعدد من المدن التركية للاستفسار عن مصير المبلغ المفقود من رصيد الاحتياطي التركي، في استنفار أمني كبير، حيث تتم إزالتها من قبل الشرطة بشكل فوري.
والثلاثاء، رفض البرلمان التركي بأصوات تحالف "الجمهور" الحاكم، استجوابا تقدم به حزب الشعب الجمهوري، حول مصير تلك الأموال، وغداة ذلك اليوم قام أحد نواب الشعب الجمهوري بتعليق لافتة على شرفة البرلمان تطرح السؤال نفسه.
وليل الثلاثاء، داهمت القوات التركية مقرات الشعب الجمهوري بعدد من المدن لإزالة الملصقات، الأمر الذي دفع كمال قليجدار أوغلو، رئيس الحزب، وزعيم المعارضة، للتعبير عن استنكاره للتعامل الأمني "المبالغ فيه" حيال تلك الحملة، وذلك في تغريدة نشرها الأربعاء.
وذكر قليجدار أوغلو في تغريدته أن هناك مداهمات ليلية نفذتها فرق القوات الخاصة لمقرات الحزب المعارض بعدد من المدن؛ لإزالة ملصقات مكتوب عليها "أين الـ128 مليار دولار؟".
وخلال التغريدة التي أشار فيها لحساب أردوغان، انتقد زعيم المعارضة مداهمة فرق القوات الخاصة لمقرات حزبه أثناء السحور لإزالة تلك الملصقات.
وأضاف قليجدار أوغلو: "لأجل ماذا يتم إزالة تلك الملصقات؟. نحن نسألك عن مصير أموال الفقراء واليتامى، فعرش الرحمن يهتز عند بكاء اليتامى".
القصة
يشار إلى أن البنك المركزي التركي أنفق مبالغ هائلة بالعملة الأجنبية خلال عامين أثناء تولي براءت ألبيرق، صهر أردوغان، منصب وزير الخزانة والمالية، في سبيل دعم العملة المحلية، بعد أن فقدت الليرة التركية كثيرًا من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وارتفع التضخم بشكل كبير.
وسبق أن طالب رئيس البنك المركزي التركي الأسبق، دورمان يلماز، ونائب رئيس البنك السابق إبراهيم طورهان، بفتح تحقيق للوقوف على مصير 128 مليار دولار تم إنفاقها من الخزانة دون الكشف عن أوجه إنفاقها وسعر الصرف الذي تم تطبيقه خلال عمليات بيعها.
وكانت المعارضة التركية، ولا سيما حزب الشعب الجمهوري، تلاحق نظام أردوغان منذ أشهر لمعرفة مصير الأموال التي تبخرت خلال 8 أشهر فقط، وردًا على الأسئلة المتكررة لمعرفة مصير الأموال، خرج أردوغان من قبل وقال إنه استخدمها لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
ووفق وكالة “بلومبرج أتش تي”، انخفض صافي احتياطي البنك المركزي في تركيا إلى أدنى مستوى له منذ عام 2003، حيث بلغ 10.68 مليار دولار. وذلك بعد خصم اتفاقيات المقايضة مع البنوك المركزية في بلدان أخرى.
وقامت الوكالة بحساب صافي احتياطي النقد الأجنبي للمركزي التركي في ضوء بيانات الأسبوع المنتهي التي نشرها البنك المركزي الخميس الماضي، مشيرة إلى أن صافي احتياطي النقد الأجنبي بلغ 10.7 مليار دولار.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز