بطلة وخبيرة سياسة.. تعرف على ميركل الجديدة في ألمانيا
"بطلة رياضية سابقة وبرلمانية أربعينية وخبيرة سياسة خارجية" إنها أنالينا بربوك، أهم سيدة في ألمانيا حاليا، والمرشحة بقوة لحكم البلاد.
وتعرف بربوك "40 عاما"، رئيسة حزب الخضر، كيف تصطاد الأهداف الكبيرة، إذ كانت في شبابها بطلة رياضية وفازت بثلاثة ميداليات برونزية في بطولات القفز على الترامبولين.
وخلال ساعات، تتجه بربوك لتحقيق أكبر قفزة في حياتها؛ إذ تجتمع اللجنة التنفيذية لحزب الخضر الذي يحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، صباح الإثنين، لاختيار واحد من بين بربروك ورئيس الحزب المشارك روبرت هابيك، ليكون أول مرشح للمستشارية في تاريخ الحزب اليساري.
وحتى الآن، لا يعرف الشخص المختار لهذا الترشيح الرفيع سوى قادة الحزب وأزواجهم، فيما تنتظر القواعد الإعلان الرسمي في اجتماع اللجنة التنفيذية.
ولا يجرؤ أحد من قادة الحزب أن يعلن المرشح قبل الموعد، لكن معظم الناس يتوقعونها، إذ نقلت صحيفة بيلد عن أحد النواب عن الخضر "فضل عدم ذكر اسمه": "هابيك لا يملك أي فرصة لتجاوز بربوك.. لقد حسمت اللعبة بطريقة جيدة".
ووفق استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إنسا" لقياس اتجاهات الرأي العام "خاصة"، فإن 27% من الألمان يرون بربوك المرشح الأفضل للمستشارية، مقابل 26% لهابيك. وفي قواعد حزب الخضر، تتقدم بربوك بـ52% مقابل 26%.
أما السبب الثاني في قوة بربوك فهو ضغط النساء؛ فحزب الخضر نسوي، ويملك نساء قويات في كتلته البرلمانية في البوندستاج "البرلمان".
ونقلت صحيفة بيلد عن مجموعة من نائبات الحزب "فضلن عدم ذكر أسمائهن": "إذا كان لدينا مرشحان جيدان وعلى قدم المساواة، فلا يمكن أن يفضل الخضر الرجل".
حتى النواب الرجال قالوا لبيلد "إذا أرادت بربوك أن تكون مرشحة الحزب، ستكون.. هذه صورتنا الذاتية".
وتشبه شخصية بربوك إلى حد كبير، شخصية كارلا ديل بونتي، المدعي العام السابق للجنائية الدولية، وعندما يريد المقربين منها وصفها بكلمتين فقط، فهما: الشجاعة والتصميم.
وفي مقابلة صحفية في ديسمبر كانون أول الماضي، تحدثت بربوك بوضوح "أنا أثق في نفسي لأكون المستشارة"، ثم قالت في مارس آذار الماضي "التخلي عن الترشح سيكون بمثابة طعنة في القلب".
وفي حزب يرى أن الأطفال لا يجب أن يقتلوا مسيرة أمهاتهم المهنية، تقول بربوك الأم لطفلتين في المدرسة الابتدائية "في هذا البلد، يجب أن تكون الأمهات قادرة على القيام بأي عمل".
لكن السيدة الشجاعة تملك نقطة ضعف وحيدة: لا تملك أي خبرة في الحكم؛ إذ لم تشغل منصبا تنفيذيا من قبل، ولكن كانت عضوة في البرلمان الأوروبي، ثم عضوة في البرلمان الألماني منذ 2013، ورئيسة حزب الخضر منذ 2018.
وتملك السيدة الشجاعة أيضا، شعبية طاغية في قواعد حزب الخضر، إذ أعيد انتخابها رئيسة للحزب في 2019 بـ97% من الأصوات، وهي خبيرة في السياسة الخارجية والمناخية، وناضلت طويلا من أجل حقوق المرأة والطفل في ألمانيا.
بربوك تملك تعليما جيدا للغاية، إذ درست العلوم السياسية في جامعة هامبورج بين عامي 2000 و2004، ثم حصلت على ماجستير القانون الدولي من كلية لندن للاقتصاد في 2005، وتلقت تدريبا في المعهد البريطاني للقانون الدولي.
وبالتزامن مع انطلاق مسيرتها في حزب الخضر، عملت بربوك كمستشارة في مجال السياسة الخارجية في الفترة بين 2008 و2010.
وفي حال تأكد ترشحها لمنصب المستشار عن الخضر غدا، فإن بربوك تملك فرصة قوية لخلافة أنجيلا ميركل على رأس الحكومة الألمانية، وتصبح أول مستشار أخضر في تاريخ البلاد، لأن حزبها يتخلف عن الاتحاد المسيحي الحاكم بنقطتين فقط في استطلاعات الرأي، ويمكنه استغلال مشاكل التحالف الحاكم السياسية المتزايدة.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز