تركي آل الشيخ والأهلي المصري.. علاقة تتحدى الأزمات
تركي آل الشيخ يعلن فتح صفحة جديدة مع مجلس إدارة الأهلي المصري.. تعرف على التفاصيل.
فاجأ تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، جماهير الأهلي المصري بخطوة جديدة، يوم السبت، يعلن فيها عودته لدعم النادي خلال الفترة المقبلة، رافضا الوقيعة بينه وبين محمود الخطيب رئيس القلعة الحمراء.
الرسالة جاءت بعد نحو عام ونصف من هجوم آل الشيخ الحاد على إدارة النادي، عقب تنحيه عن منصب الرئيس الشرفي للأهلي، الذي تولاه في ديسمبر/كانون الأول قبل الماضي، لتثير جدلا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
علاقة تركي آل الشيخ بالأهلي أخذت العديد من المنعرجات، بداية من دعمه لرئيس الأهلي الحالي في الانتخابات الماضية، مرورا بالخلافات الحادة، وانتهاءً بعودة الأمور إلى نصابها، وهو ما ترصده "العين الرياضية" عبر التقرير التالي.
دعم الخطيب
تركي آل الشيخ كان أحد أبرز الداعمين لمحمود الخطيب خلال ماراثون الانتخابات مع محمود طاهر رئيس النادي الأهلي السابق.
الخطيب أقر صراحةً بدعم آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية آنذاك، ونجح بالفعل في حسم السباق على المنصب في ديسمبر/كانون الأول 2017.
الرئاسة الشرفية
بعد أيام قليلة من فوز الخطيب بالانتخابات، أعلن الأخير منح تركي آل الشيخ منصب الرئاسة الشرفية للنادي، كنوع من التقدير على ما قدمه من دعم له في الانتخابات، حسب تصريحات رئيس النادي.
آل الشيخ أعلن خطته لتطوير الأهلي، وكان على رأس الأولويات بناء استاد جديد خاص بالنادي، بالإضافة إلى العديد من المشروعات الأخرى التي تهدف إلى تطوير القلعة الحمراء على الصعيدين الرياضي والاجتماعي.
دعم لا محدود
الفترة التي تولى فيها آل الشيخ الرئاسة الشرفية للأهلي شهدت دعما غير محدود على جميع المستويات، بدأها بالتعاقد مع صلاح محسن قادما من إنبي، في صفقة قياسية تخطت قيمتها 35 مليون جنيه مصري؛ ليصبح أغلى صفقة محلية في ذلك الحين.
آل الشيخ أقام العديد من المباريات الودية للأهلي، أبرزها ضد أتلتيكو مدريد الإسباني لدعم السياحة المصرية، وأخرى أياكس أمستردام الهولندي في مهرجان اعتزال حسام غالي قائد الفريق السابق.
وأسهم رئيس الاتحاد العربي السابق، في خروج العديد من لاعبي الأهلي معارين إلى الأندية السعودية، على رأسهم صالح جمعة وعماد متعب وأحمد الشيخ وحسين السيد ومؤمن زكريا، وهو ما جلب كثيرا من الأموال لإدارة النادي.
وانتهى الدعم بنجاح تركي آل الشيخ في إقناع الثنائي أحمد فتحي وعبدالله السعيد بتجديد تعاقدهما مع الأهلي، بعدما كانا قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى الغريم التقليدي الزمالك.
بداية الأزمة
رغم انتقاداته المستمرة لعدد أعضاء مجلس الإدارة؛ فإن العلاقة ظلت طيبة، حتى عرض على الخطيب التعاقد مع مدرب جديد خلفا لحسام البدري، لا سيما في ظل تدهور نتائج الفريق على المستوى الأفريقي، واحتلال المركز الأخير بعد مرور جولتين من دور المجموعات نسخة 2018.
الأرجنتيني رامون دياز كان أبرز المرشحين لقيادة الأهلي، وعلى الرغم من الاتفاق معه بشكل مبدئي؛ فإن الجماهير فوجئت بتوليه منصب المدير الفني لفريق اتحاد جدة السعودي.
تركي آل الشيخ أعلن في تصريحات تلفزيونية آنذاك، أنه هو من دعم تولي دياز منصب المدير الفني للاتحاد، مؤكدا أنه فضله على "أحد الأندية العربية" التي كانت ترغب في التعاقد معه، في إشارة إلى الأهلي.
الأمر أثار غضب جماهير القلعة الحمراء، وهو ما دفع مجلس الأهلي للإعلان عن اجتماع طارئ، قبل أن يبادر آل الشيخ ويعلن تنحيه عن منصب الرئيس الشرفي للأهلي المصري، في 24 مايو/أيار من العام الماضي.
بيان ناري
لم تمر 24 ساعة على تنحيه، حتى أصدر آل الشيخ بيانا ناريا عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك"، عرض فيه العديد من الكواليس عن علاقته بمجلس إدارة الأهلي خلال الأشهر الـ5 التي تولى فيها المنصب الشرفي.
آل الشيخ أكد أن دعمه للأهلي خلال تلك الفترة بلغ 260 مليون جنيه مصري، مشيرا إلى أنه تعرض لحملات إعلامية قوية رغم هذا الدعم وسط موقف سلبي من إدارة النادي.
كما عبر آل الشيخ عن غضبه من مجلس الأهلي بسبب التراجع عن العديد من الصفقات التي طُلب منه التعاقد معها، وعلى رأسهم أحمد الشناوي، حارس مرمى الزمالك آنذاك.
إدارة النادي المصري التزمت الصمت التام حيال البيان، بينما واصل آل الشيخ الهجوم على إدارة الأهلي والكشف عن مزيد من الكواليس التي أثارت غضب جماهير النادي.
محاولات فاشلة
حاول بعض المقربين من مجلس إدارة الأهلي إعادة المياه إلى مجاريها وإنهاء الخلاف الحاد الذي وقع بين الطرفين، وعلى رأسهم أحمد شوبير، نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم خلال تلك الفترة.
آل الشيخ أبدى استعداده لإنهاء الأزمة، ولكنه طلب بعض الضمانات لتعود العلاقات بالشكل المناسب، غير أن الأمور لم تسر على ما يرام، وباءت كل المحاولات بالفشل.
السوبر المصري السعودي
البطولة التي اقترحها تركي آل الشيخ سابقا كانت أحد محاور الأزمة التي نشبت بينه وبين الأهلي؛ إذ رفض الأخير ملاقاة الهلال، حامل لقب الدوري السعودي، في الرياض، باعتبار أن القاعدة تنص على أن يواجه بطل الدوري الحاصل على لقب الكأس، والعكس.
بعد رفض الأهلي خوض المباراة، لعب الزمالك بدلا منه ضد الهلال على ملعب جامعة الملك سعود، ونجح في الفوز عليه بنتيجة 2-1، ليعود الأهلي عبر رئيسه محمود الخطيب ويؤكد استعداده لمواجهة الاتحاد، بطل الكأس، في المباراة الثانية.
وعلى الرغم من الاتفاق على مواجهة الأهلي لنظيره اتحاد جدة؛ فإن الظروف المرضية لرئيس الأهلي وعدم قدرته على حضور المباراة دفعت آل الشيخ لتأجيلها مرة أخرى لحين تعافيه من مرضه، معربا عن تمنياته للخطيب بالشفاء.
تجربة بيراميدز
وجود آل الشيخ في مصر لم ينتهِ عند تلك النقطة، حيث عمد إلى شراء نادي الأسيوطي المنافس بالدوري المصري، والذي أطاح لتوه بالأهلي من ربع نهائي كأس مصر 2018، على سبيل الاستثمار، وغير اسمه إلى "بيراميدز".
ونجح آل الشيخ في دعم الفريق بشكل غير مسبوق، وتعاقد مع لاعبين أجانب مميزين، أبرزهم البرازيلي كينو مقابل 9 ملايين دولار، بالإضافة إلى مجموعة من اللاعبين المصريين المخضرمين، على رأسهم أحمد الشناوي وعلي جبر من الزمالك.
وبينما كان بيراميدز يبرم التعاقدات المميزة، عانى الأهلي من أزمات مالية، وفشل في ضم لاعبين مميزين خلال صيف 2018، واكتفى بالتعاقد مع الفرنسي باتريس كارتيرون لقيادة الفريق خلفا لحسام البدري، بجانب المدافع المالي ساليف كوليبالي في صفقة انتقال حر.
الفريق الوليد نجح في الانتصار على الأهلي ذهابا وإيابا بالدوري المصري، وشهدت المباراة الأولى، تسجيل عبدالله السعيد، لاعب الفريق السابق والعائد من تجربة احتراف قصيرة مع أهلي جدة تسجيل هدف الانتصار، في مفاجأة من العيار الثقيل.
فوز بيراميدز على الأهلي مرتين، أشعل الجدال بين تركي آل الشيخ وجماهير القلعة الحمراء عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتزداد حدة الخلافات بين الطرفين.
السخرية من فايلر
في نهاية أغسطس/آب الماضي، أعلن الأهلي تعاقده مع السويسري رينيه فايلر لقيادة الفريق خلفا للأوروجواياني مارتن لاسارتي الذي تمت إقالته عقب الهزيمة من بيراميدز نفسه 0-1، في ثمن نهائي كأس مصر، بعد أشهر قليلة من رحيل تركي آل الشيخ عنه.
السيرة الذاتية للمدرب السويسري كانت مثار قلق بالنسبة لجماهير الأهلي، وما زاد هذا القلق تغريدات تركي آل الشيخ، التي سخر فيها من التعاقد مع المدرب السويسري رغم ابتعاده عن التدريب لفترة طويلة.
آل الشيخ أكد أن فايلر عُرض على نادي الشباب السعودي في وقت سابق لتدريبه، ولكن إدارة الأخير بسبب "ضعف سيرته الذاتية"، متعجبا من الراتب الذي سيتقاضاه مع الأهلي رغم انخفاض قيمته سابقا.
الأمر زاد من غضب جماهير الأهلي التي حاولت الدفاع عن اختيار مجلس الإدارة، بالإشارة إلى أن المدرب السويسري لم يتفق مع الشباب لأسباب تخصه بعيدا عن ضعف سيرته الذاتية.
عودة للتهدئة
وبعد فترة من الهدوء السلبي، بدأ آل الشيخ رحلته لإعادة العلاقات مع الأهلي، حيث أكد عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رفضه للتطاول على محمود الخطيب رئيس الأهلي.
كما نشر آل الشيخ مقطع فيديو عبر حسابه أعرب فيه عن تمنياته بالشفاء للخطيب، بعد الأزمة الصحية التي لحقت به في الأيام الأخيرة.
وبعد أيام قليلة، عاد آل الشيخ ليؤكد استعداده لتحمل نفقات علاج محمد محمود، لاعب الأهلي الذي تعرض لإصابة جديدة بالرباط الصليبي.
وفي الساعات القليلة الماضية، أكد آل الشيخ عودته لدعم الأهلي خلال الفترة المقبلة، رافضا استغلال اسمه في الهجوم على رئيس النادي بأي شكل من الأشكال.
الدعوة تلقاها بعض المقربين من إدارة الأهلي بالترحاب الشديد، وعلى رأسهم الإعلامي أحمد شوبير، مؤكدين رغبتهم في إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق.
في المقابل، لم يصدر أي تعقيب رسمي من مجلس إدارة النادي الأهلي حتى اللحظة.