ألميريا.. مغامرة جديدة لتركي آل الشيخ على أعتاب الليجا
تجربة جديدة تنتظر تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية في إسبانيا مع فريق ألميريا المنافس بدوري الدرجة الثانية.
جاء استحواذ تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، على ملكية نادي ألميريا الإسباني ليجذب أنظار جماهير كرة القدم في الوطن العربي نحو النادي المنافس في دوري الدرجة الثانية في إسبانيا.
وكعادته في خوض المغامرات التي يعشقها، يخوض آل الشيخ مغامرة جديدة، بعد تجربته الناجحة العام الماضي في الدوري المصري مع نادي بيراميدز، والتي شهد بها الجميع، حيث تمكن من صناعة فريق جديد للنادي عبر دعم لامحدود وصفقات قوية تاريخية في المسابقة، موفرا كل سبل النجاح لتجربته الاستثمارية.
وأثمر هذا الدعم اللامحدود عن تكوين فريق قوي، تمكن من مقارعة كبار الدوري المصري وعلى رأسهم ناديا الأهلي والزمالك، بل والفوز عليهم، وتفوق على فرق عريقة ذات باع كبير بالمسابقة، بجانب وصوله إلى دور الـ16 في كأس مصر.
وأنهى بيراميدز الموسم في المركز الثالث بالدوري المصري، متفوقا على فرق عريقة ذات باع في المسابقة، وبفارق نقطتين فقط عن الزمالك وصيف المسابقة، وتمكن من حجز مكان في ثاني البطولات الأفريقية لأول مرة في تاريخه رغم عمره القصير، وهو إنجاز نادر الحدوث من الفرق الوليدة.
ويتطلع آل الشيخ إلى تحقيق إنجاز جديد في الأراضي الإسبانية، وقيادة ألميريا أولا إلى الوصول للدوري الإسباني، قبل أن يضع هدفا مرحليا ثانيا بالمنافسة على مركز متقدم وسط كبار الليجا.
نشأة ألميريا
تأسس ألميريا عام 1989، وكان يحمل اسم "ألميريا لكرة القدم"، قبل أن يتغير اسمه إلى "يونيون ديبورتيفو ألميريا" عام 2001 وحتى وقتنا الراهن.
وخاض الفريق العديد من التجارب التي شهدت نجاحات وإخفاقات في الدرجات الأدنى بإسبانيا، حتى تمكن من الصعود إلى دوري الكبار في موسم 2007-2008، وحقق وقتها مردودا طيبا وأنهى المسابقة بالمركز التاسع في جدول الترتيب.
انطلاقة قوية في الليجا
توهج ألميريا في الموسم الأول بالدوري الإسباني جاء بفضل المدرب أوناي إيمري، وهو المدير الفني الحالي لأرسنال الإنجليزي، بالإضافة إلى المهاجم ألفارو نيجريدو لاعب النصر الإماراتي حاليا.
وسجل نيجريدو 13 هدفا من إجمالي 42 هدفا للفريق الصاعد حديثا آنذاك لمقارعة كبار المسابقة، ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وفياريال.
هبوط وعودة جديدة
البداية القوية لألميريا لم تدم طويلا، وتراجع الفريق في جدول الترتيب رويدا رويدا على مدار الموسمين التاليين، حتى تأكد هبوطه مجددا إلى الدرجة الأدنى في نهاية موسم 2010-2011.
ورغم تراجع نتائج ألميريا في الموسم المذكور، فإن الفريق حقق إنجازا استثنائيا بالوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس ملك إسبانيا، قبل الخسارة بخماسية دون رد على يد برشلونة في يناير/كانون الثاني 2011.
هبوط ألميريا لم يدم طويلا، وعاد الفريق مجددا في موسم 2013-2014 وأنهى مسيرته بالمركز الـ17 ليضمن بصعوبة البقاء، لكنه هبط مجددا في الموسم التالي ولم يعد للأضواء من وقتها.
ويمتلك نادي ألميريا شعبية جيدة في إسبانيا، ويؤكد عدد من جماهيره أن تاريخ تأسيسه يرجع إلى عام 1909، بالإشارة إلى أن تلك الفترة شهدت تأسيس العديد من الأندية التي تحمل أسماء قريبة منه لكنها اندثرت مبكرا.
قميص الفريق
يتخذ الفريق من الأحمر والأبيض لونين لقميص الفريق الكروي، وهو مأخوذ من ألوان علم مدينة ألميريا.
لون قميص الفريق يرمز أيضا إلى الزي الذي ارتداه جنود جنوى الإيطالية قديما، عندما وصلوا إلى الأندلس بالقرب من ألميريا، وذلك عام 1147 ميلاديا.
مواقف إنسانية رائعة
وأظهر النادي مردودا رائعا في العديد من المواقف الإنسانية، أبرزها مع الشعب التشيلي بعد تعرضه لزلزال مدمر قبل 9 سنوات، بارتداء قمصان خاصة تحمل رسائل تعاطف معهم خلال مواجهة برشلونة في الدوري الإسباني.
ورغم ذلك فإن موقف ألميريا قوبل بالرفض من جانب حكم المباراة، قبل الخضوع لرغبة لاعبي الفريق، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 2-2، وسط روح قتالية عالية سيطرت على لاعبي الفريق الأندلسي.
أغلى صفقة
ويعتبر الجناح الأرجنتيني بابلو بياتي، صاحب الأصول الإيطالية، أغلى صفقة في تاريخ نادي ألميريا، وانتقل إليه قادما من فريق استوديانتس مقابل 7 ملايين يورو، في عام 2008.
ويعد الجزائري سفيان فيغولي أبرز اللاعبين العرب الذين مروا على فريق ألميريا، حيث انتقل إليه على سبيل الإعارة قادما من فالنسيا عام 2011.
دعم سعودي
وفي ظل انتقال ملكية ألميريا إلى تركي آل الشيخ، فإنه من المنتظر أن يظهر لاعبون سعوديون في المسابقات الإسبانية مجددا، بعدما شهد الموسم قبل الماضي حصول 9 لاعبين سعوديين على فرصة الاحتراف في الدوريات الإسبانية بمختلف درجاتها.
وكان أبرز اللاعبين السعوديين الذين احترفوا بإسبانيا الموسم قبل الماضي فهد المولد مع ليفانتي، وسالم الدوسري مع فياريال، ويحيى الشهري في ليجانيس، وظهروا بشكل جيد رغم قلة الدقائق التي حصلوا عليها.