إيران وتركيا وقطر .. ثلاثي الشر يساند السراج لتخريب ليبيا
أكد خبراء سياسيون معنيون بالشأن الليبي والإيراني أن هناك تعاونا بين تركيا وإيران وقطر لمساندة مليشيات السراج في الغرب الليبي.
وأوضح الخبراء أن ذلك الدعم يتم منذ فترة بشكل مستتر بهدف السيطرة على ثروات ومقدرات الليبيين، وهو أمر يهدد الأمن القومي العربي.
ويساند النظام الإيراني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعضهما البعض في التحايل على العقوبات الدولية، حيث كانت إحدى خدمات طهران لأنقرة هو توفير سفن للشحن غير القانوني للأسلحة من تركيا وبلغاريا والسودان إلى مصراتة.
صحيفة كيهان المعارضة، كشفت أيضا عن تواجد سفينة "شهر كرد" الإيرانية المدرجة على لائحة العقوبات الأمريكية منذ العام الماضي بسبب أنشطتها المشبوهة ملاحيا، في ليبيا.
وأوضحت أن السفينة الإيرانية المذكورة جرى تحميل شحنة الصواريخ على متنها في أحد موانئ السودان، ورست في نهاية المطاف بمصراتة وجرى تنزيل شحنتها العسكرية في عام 2019
دعم خفي
ويقول محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"، إن الوجود الإيراني في ليبيا غير ظاهر للعيان وخفي، لافتاً إلى أن "حسابات طهران في ليبيا معقدة".
وأوضح محسن في حديث لـ"العين الإخبارية" أن إيران تلعب بشكل خفي حرصا على عدم إغضاب مصر التي ترى أن التدخل في ليبيا يمثل أمنا قوميا لها ولن تسمح بالعبث به وخاصة أي محاولة لدعم تنظيم الإخوان الإرهابي.
وتابع أن إيران تحاول عدم إظهار التعاون مع تركيا في ليبيا حتى لا تزيد حدة الخلافات مع الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب وكذلك فرنسا المساندة لها.
ولفت أبو النور إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية لا يمكن التنبؤ بها بل يسلك دعم المليشيات الإرهابية في ليبيا غرار دعم المليشيات الحوثية في اليمن والجماعات الأخرى المتطرفة والإرهابية في إقليم الشرق الأوسط.
مساندة للاحتلال التركي
أما الدكتور كامل المرعاش، المحلل السياسي الليبي، فيري أن إيران سياسيًا هي ضمن الحلف القطري التركي، وبالتالي تؤيد بشكل قوي نفوذ أنقرة في ليبيا، وتحاول الاستفادة منه اقتصاديا وماليا.
وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الوضع الليبي الهش يساعد على تشجيع التدخلات الأجنبية بمستويات مختلفة.
وأكد المرعاش أن إيران دولة محاصرة وتسعى بكل السبل إلى فك عزلتها حتى من خلال تصدير كافة أشكال العنف، وليبيا ليست استثناء، مؤكدا أن هناك معلومات عن محاولات إيران إرسال شحنات سلاح إلى مليشيات حكومة السراج لإشعال الحرب والانقسام وتعزيز الدور التركي القطري المخرب في ليبيا.
أطماع كبيرة
وزير الخارجية الليبي الأسبق عبد الرحمن شلقم يرى أن طهران لها أطماع كبيرة في دول شمال أفريقيا وخاصة ليبيا، لدوافع عدة أولها توافر السيولة الأمنية وغياب سيطرة الدولة القوية على مفاصل البلاد.
وكان بابك تقوائي، محلل عسكري إيراني، كشف عن تورط إيران في تهريب أسلحة وعتاد على متن سفن شحن إلى مليشيات الوفاق الإرهابية في ليبيا بالتنسيق مع تركيا
وذكر بابك، في تحليل نشرته محطة "إيران إنترناشونال"، أن طهران تلعب دورا خفيا في دعم مليشيات حكومة الوفاق الليبية لخدمة مصالح أنقرة منذ عدة سنوات.
كما لم يستبعد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي وجود إيران في ليبيا، حيث قال في تصريحات صحفية سابقة، إن طهران وتركيا تتبادلان الأدوار لتقاسم ثروات ليبيا كما يحدث الآن في سوريا والعراق بهدف التوسع.
وتابع العسومي أنهما يعملان على استغلال التشتت العربي في تحقيق أهدافها مشيدا بالدور المصري الكبير الذي منع تدخله في اللحظات الحاسمة الأطماع التركية في ليبيا
يشار إلى أن الشركة المالكة لسفينة "شهر كرد" تم إدراجها على قائمة العقوبات الأمريكية، حيث غادرت السفينة من ليبيا إلى تركيا.
ووفقًا لبيانات الجيش الوطني الليبي، كانت أسلحة باعتها إيران لتركيا أيضًا على متن سفينة "شهر كرد" بينها رادارًا للإنذار المبكر صنعته طهران.