سفير تركيا بالقاهرة يكشف لـ«العين الإخبارية» ملفات زيارة السيسي (مقابلة)
كشف السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، تفاصيل أبرز ملفات زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة، بينها عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي الرفيع المستوى برئاسة رئيسي البلدين، لافتا إلى أن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات في كافة المجالات.
جاء ذلك في مقابلة مع "العين الإخبارية" تطرقت إلى أهمية الزيارة التي تعد الأولى للرئيس المصري ومستقبل العلاقات بين القاهرة وأنقرة السياسية والاقتصادية وأيضا الحرب في غزة حيث أكد أن بلاده «تؤيد تماما» موقف مصر من معبر رفح بتسليمه للفلسطينيين.
وتأتي زيارة السيسي إلى أنقرة، بعد زيارة رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير/ شباط الماضي هي الأولى منذ أكثر من 11 عامًا، في إطار استمرار التقارب بين البلدين.
اتفاقيات عديدة
وعن زيارة الرئيس المصري إلى أنقرة، قال السفير التركي: "هي زيارة رسمية، وستشهد عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي الرفيع المستوى برئاسة الرؤساء، وبالتالي فإن هذا المجلس المعاد تشكيله سيعقد اجتماعه الأول في أنقرة"، موضحا أن "إطار عمل وأهداف وأساليب عمل المجلس الاستراتيجي واضحة. وينظم التعاون بين البلدين في مجموعة واسعة من المجالات بطريقة تعود بالنفع على البلدين".
وهناك اتفاقيات في مختلف القطاعات التي ستنظم هذا التعاون مدرجة في جدول الأعمال، وفق موطلو شن الذي أشار إلى أنه سيتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات من قبل رؤساء المؤسسات المعنية والوزراء في هذا الاجتماع. وتغطي هذه الاتفاقيات العديد من المجالات، من الصحة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتابع: "وبهذه الطريقة، سيكون لدينا إطار قانوني في العديد من المجالات التي يمكن للدولتين التعاون فيها"، مؤكدا أن "البعد الأقوى والعمود الفقري للعلاقات بين تركيا ومصر هو العلاقات التجارية والاقتصادية".
وأضاف: "أستطيع أن أقول إنه في اجتماع المجلس هذا، سيتم طرح القضايا التي من شأنها تعزيز تجارتنا وكذلك استثماراتنا واستثماراتنا المتبادلة في نطاق اتفاقية التجارة الحرة، التي استمرت في العمل بقوة بين البلدين في العقد الماضي، تتم مناقشتها".
تعزيز المصالحة
وعن تطور العلاقات لتجاوز تباينات ما قبل نحو عقد، قال السفير التركي: "لقد أصبح تحسن العلاقات السياسية بين تركيا ومصر في الآونة الأخيرة أمرا معروفا لدى الكل. ونتمنى ونتوقع أن تتطور هذه العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين في الفترة المقبلة. وذلك لأن تعافي واستعادة العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين هو بالطبع نتيجة لرغبة الشعبين التركي والمصري الشقيقين".
وأضاف: "يمكن بالطبع اعتبار هذه التطورات ثمرة للحوار المكثف بين السلطات في كلا البلدين خلال الآونة الأخيرة. أعتقد أنه في إطار هذا الحوار، يتم فهم الثقة المتبادلة والقيمة المتبادلة بين الدولتين والاعتراف بها بشكل أفضل".
وأكد أن "الأهداف الاستراتيجية والأساسية لهاتين الدولتين الكبيرتين في منطقتيهما، هي رفاهية وتنمية شعبيهما. وترغب الدولتان في تنمية اقتصاداتهما وتعزيز دعمهما الاجتماعي لشعبيهما والاستفادة بشكل أكبر من التعاون الإقليمي".
وأضاف: "فاعلية الفوائد الاقتصادية التي يمكن الحصول عليها من هذا التعاون الثنائي والإقليمي ترتبط ارتباطا مباشرا بالاستقرار والأمن الإقليميين ومسار العلاقات السياسية، وتركيا ومصر دولتان تكملان بعضهما البعض اقتصاديا، وهما جارتان عبر البحر الأبيض المتوسط، وقريبتان للغاية من بعضهما البعض ثقافيا واجتماعيا، وتشتركان في نفس التاريخ".
السفير التركي أكد أنه "ينبغي بالطبع أن نتقبل أن المنفعة التي يمكن تحقيقها من خلال تعاون أكبر في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة هي عامل في هذه الإطار".
ومضى قائلا "في واقع الأمر، في العقد الماضي، عندما كانت العلاقات متباعدة وراكدة، كان من المؤكد أن كلتا الدولتين ستعيدان علاقاتهما إلى مسارها يومًا ما وسوف تجتمع الدولتان الشقيقتان معًا مرة أخرى. لقد تعاملتا مع إدراكهما لحقيقة أنهما ستعملان معًا وأنهما بحاجة ماسة لبعضهما البعض على المدى الطويل".
وشدد على أن "كلا من الشعبين التركي والمصري لديه محبة صادقة واحترام كبير لبعضهما البعض، وهذا نابع من أكثر من ألف عام من التاريخ المشترك وروابط القرابة والروابط الثقافية والاجتماعية، والتعافي الكامل لعلاقاتنا السياسية يعكس أيضًا رغباتهم وإرادتهم، فكرنا، فلسفتنا، نهجنا هو أن مصر شريك لنا في المنطقة، التي نراها الأقرب إلينا إنسانيا وثقافيا واجتماعيا، ونؤمن بذلك خاصة في التجارة والاقتصاد والمصالح المختلفة".
أزمة غزة
وعن الحرب في غزة، قال السفير التركي إن بلاده "تقدم كل مساهمة في وقف إطلاق النار، نريد أن تنتهي إراقة دماء إخواننا الفلسطينيين، في أسرع وقت ممكن. وقد قدمت تركيا، بالتعاون مع مصر، مؤخرًا قدرًا كبيرًا من المساعدات الإنسانية. وقد حققنا ذلك بفضل مصر والدعم الذي قدمته لنا مصر وتعاونها معنا. ولسوء الحظ، توقفت هذه المساعدات منذ إغلاق معبر رفح الحدودي.
وأضاف "بطبيعة الحال، مشكلة معبر رفح الحدودي هي بسبب الاحتلال الإسرائيلي. ونحن نؤيد تماما موقف مصر في هذه القضية، أي موقفها الثابت بتسليم المعبر للفلسطينيين. ومن خلال ضمان ذلك في أقرب وقت ممكن، سنواصل تقديم مساعداتنا الإنسانية".
هدف 15 مليار دولار
السفير التركي بالقاهرة اعتبر أن "التعاون الاقتصادي هو في نهاية المطاف مفتاح التنمية والازدهار وهدفنا هو زيادة تجارتنا إلى 15 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، ونتوقع رقما قياسيا في حجم التجارة بيننا هذا العام"، لافتا إلى أن "تركيا أكبر سوق للصادرات المصرية، وهدفنا هو الحفاظ على هذا الموقف".
ونوه إلى أن "هدفنا هو زيادة حجم التجارة الخاصة بك. بالإضافة إلى ذلك، تحتل مصر المرتبة الأولى من حيث استثمار رأس المال الثابت الذي تقوم به تركيا من الصفر، وهو ما يسمى بالاستثمار الأخضر، على مستوى العالم. ولدينا في مصر ما يقرب من 40 شركة كبيرة، هناك المئات بالطبع، ولكن هناك 40 شركة كبيرة الحجم وتعمل هذه الشركات بشكل رئيسي في قطاع النسيج".
السفير التركي أكد أن "أولويتنا الرئيسية في الفترة المقبلة هي استثماراتنا الحالية وشركاتنا القائمة، وجميعها بالطبع تعمل معنا، مع مؤسسات الدولة، وهي في تشاور وتنسيق وثيق للغاية، وهم يستمعون إلى تحفيزنا وتشجيعاتنا ويأخذونها في الاعتبار. تعزيز استثماراتنا لصالح كل من مصر وتركيا. يستمر في النمو. لأن مصر لديها مجموعة كبيرة من القوى العاملة المؤهلة لمستثمرينا الحاليين".
وبشأن قطاع السياحة، أضاف: "هناك زيادة كبيرة في عدد السياح إلى مصر. وخاصة شرم الشيخ التي تحظى بشعبية كبيرة في تركيا. نحن نشجع المواطنين الأتراك على زيارة مصر، بما في ذلك مدينة العلمين الجديدة"، معربا عن مساع في مجال السياحة لتحقيق 500 ألف سائح على المدى المتوسط، في 250 ألفًا قادمين من تركيا إلى مصر و250 ألفًا قادمين من مصر إلى تركيا.
وأضاف: "لكنني على يقين من ذلك، أنه خلال 5 إلى 10 سنوات، يمكن الوصول إلى 500 ألف سائح قادم إلى مصر و500 ألف سائح قادم من تركيا ومصر، أي إجمالي 1 مليون سائح ولا توجد عقبات في هذا. وكما قلت، فإن البلدين متقاربان للغاية. المصريون يحبون تركيا كثيرا. التاريخ المصري القديم، القاهرة الإسلامية".
مشاريع جديدة
ولفت السفير التركي إلى أنه "سيكون هناك تعاون مهم جدًا في بعض المجالات الأخرى أيضا على سبيل المثال في مجال الصحة، هناك مشروع إصلاحي كبير تقوم به تركيا في مجال الصحة ولذلك فإننا نهدف إلى إنشاء مستشفى خاصة في الفترة القادمة في هذا المجال الصحي وهو مستشفى الصداقة التركية المصرية".
وفي مجال التعليم، أضاف: "قد يكون لدينا مشاريع مماثلة في مجال التعليم أيضًا. وفي نهاية المطاف، نريد للطلاب المصريين، الذين نعرف أنهم يتمتعون بذكاء ومؤهلات عالية، أن يدرسوا في جامعات عالية الجودة في تركيا وأن يتلقوا المزيد من التعليم. وبالمثل، نريد أن يأتي المزيد من الطلاب الأتراك إلى الجامعات في مصر".
ومتطرقا لمجال الطاقة، قال السفير التركي بالقاهرة إنه "خلال العامين الماضيين، كانت تركيا أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال في مصر".
وأضاف: "تواجه مصر هذا العام مشكلة تصدير ناشئة عن السوق المحلي، ولكن مع التوسع في هذا الصدد في السنوات المقبلة، تمتلك مصر منشأة كبيرة جدًا لتسييل الغاز الطبيعي. نحن على استعداد تام لشراء الغاز الطبيعي المسال، ونأمل أن تستمر علاقة الطاقة هذه وتجارة الغاز الطبيعي المسال. طالما أن هناك قدرة إنتاجية وتصديرية كافية في مصر".
السفير التركي أكد أن فاعلية الفوائد الاقتصادية التي يمكن الحصول عليها من هذا التعاون الثنائي والإقليمي ترتبط ارتباطا مباشرا بالاستقرار والأمن الإقليميين ومسار العلاقات السياسية، مضيفا "تركيا ومصر دولتان تكملان بعضهما البعض اقتصاديا، وهما جارتان عبر البحر الأبيض المتوسط، وقريبتان للغاية من بعضهما البعض ثقافيا واجتماعيا، وتشتركان في نفس التاريخ".
ولذلك، ينبغي بالطبع أن نتقبل أن المنفعة التي يمكن تحقيقها من خلال تعاون أكبر في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة هي عامل في هذه الإطار، وفق السفير التركي.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز