كورونا يعمق جراح سائقي الحافلات والتاكسي.. وحكومة أردوغان تتجاهل
سائقو التاكسي وحافلات الأجرة يعيشون أياما صعبة بسبب انخفاض عدد الركاب على خلفية التدابير الاحترازية لمواجهة كورونا
طالبت نقابة الحرفيين الأتراك نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بتقديم الدعم اللازم لسائقي التاكسي وحافلات الأجرة، بسبب انخفاض أعداد الركاب الناجم عن العزل المجتمعي بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها يحيى أوغور، رئيس النقابة المذكورة، ونقلها الموقع الإخباري التركي "تي 24".
وقال أوغور في تصريحاته إن "سائقي التاكسي وحافلات الأجرة يعيشون أياما صعبة بسبب انخفاض عدد الركاب على خلفية التدابير الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا".
وشدد على أن انتشار الفيروس أثر بشكل كبير على الأتراك، مضيفا "ومن ثم يتعين على الحكومة تقديم الدعم اللازم للطبقات التي تعمل باليومية وليس لها دخل ثابت".
وتابع أوغور قائلا "أكثر المتضررين من هذه الفئات بتركيا هم سائقو التاكسي وحافلات الأجرة، بعدما انخفض عدد ركاب الحافلات بنسبة 65% وركاب التاكسي بنسبة 70%".
وأوضح أن "السائقين في ظل هذا الانخفاض لا يستطيعون توفير الأموال اللازمة لمعيشتهم وأسرهم، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن يجدوا أموالا لدفع أقساط التأمينات".
وأردف أوغور قائلا: "ومن ثم نطالب الحكومة التركية بتقديم الدعم اللازم لمثل هذه الفئات حتى لا تتفاقم تداعيات أزمة كورونا، وتصبح كارثة اقتصادية وصحية ومجتمعية".
وفاقم الفيروس من آلام الأتراك الذين يعانون بالفعل من تردي السياسات الاقتصادية لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بعدما أجبر الوباء العديد من الشركات والمؤسسات المحلية والأجنبية على الإغلاق، ما يعني تسريح العاملين أو منحهم إجازات غير مدفوعة الأجر.
ومؤخرا سلطت صحيفة "برغون" التركية الضوء على الأوضاع المعيشية والاقتصادية للأتراك الذين أخذوا إجازات غير مدفوعة من أماكن عملهم على خلفية تفشي فيروس كورونا في البلاد، والتقت عددا منهم أكدوا أنهم باتوا بلا دخول، وأن الحكومة لم تقم بأي إجراءات تقف بها بجانبهم في مثل هذه الظروف الصعبة.
والإثنين، طالب العديد من النقابات التركية العاملة في مجال الإنشاءات نظام أردوغان بوقف العمل في مواقع الإنشاءات لمدة 3 أسابيع والتكفل بمصاريف العمال ونفقاتهم خلال تلك الفترة، للحيلولة دون تفشي الفيروس بين العمال.
وفي وقت متأخر مساء الإثنين، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى 37 بعد تسجيل 7 وفاة خلال الـ24 ساعة المنقضية، فيما ارتفعت الإصابات إلى 1529، بعد تسجيل 239 حالة جديدة.
وتم تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في تركيا يوم 10 مارس/آذار الجاري.
في اليوم ذاته اعترف الوزير التركي تفشي الفيروس في جميع أنحاء البلاد، وأن الإصابات والوفيات في ازدياد مستمر، بحسب تصريحات أدلى بها عقب اجتماع للجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة.
وأغلقت تركيا المقاهي وأماكن الترفيه والرياضة ومنعت صلاة الجماعة في المساجد لاحتواء تفشي الفيروس بعد أن زاد عدد الحالات المؤكدة في البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية، في إطار التدابير ذاتها، إغلاق محال الحلاقة ومصففي الشعر ومراكز التجميل مؤقتا، كما أن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات المحلية والأجنبية وكذلك المراكز التجارية، قد أعلنت وقف نشاطها وتسريح العمال.
وسبق أن أعلنت السلطات التركية تعطيل المدارس في عموم البلاد لمدة أسبوعين، للحيلولة دون تفشي الفيروس.
واضطرت تركيا إلى وقف الرحلات الجوية لـ68 دول حول العالم.
كما أعلنت وزارة الداخلية التركية تطبيق حظر تجوال جزئي بالنسبة للمسنين ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وأصحاب الأمراض المزمنة، دون ضمانات لحقوقهم، وفرضت غرامات مالية على كل من ينتهك الحظر، للحيلولة دون تفشي الفيروس.
في السياق ذاته أعلن وزير الداخلية التركي احتمال اتخاذهم قرارا بفرض حظر التجوال بشكل كامل إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
وكان عضو اللجنة العلمية التركية لفيروس كورونا البروفيسور ألباي عزب أعلن، الثلاثاء الماضي، أنه من المتوقع زيادة عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، وفي أسوأ الحالات ستصل إلى 30 ألف إصابة.
ومنذ الإعلان عن أول إصابة الفيروس في البلاد، وكل أحزاب المعارضة تشن هجوما على نظام أردوغان، لقصور النظام الصحي في مواجهة انتشاره، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة، فضلا عن اتباع الحكومة سياسة التعتيم فيما يخص الإصابات والوفيات.