صحيفة: مناورات أردوغان البحرية تصطدم بشرق أوسط "متحد"
نظام أردوغان زعم إجراء أضخم مناورات بحرية في 2019 في البحر الأسود وبحر إيجة، وتبعها بمناورة أخرى في سبتمبر بالبحر الأبيض المتوسط
انتقدت صحيفة تركية محاولات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان التضخيم من المناورات التي تجريها قواته في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وزعم النظام التركي إجراءه أضخم مناورات بحرية ربيع هذا العام في البحر الأسود وبحر إيجة، وتبعها مناورة أخرى في سبتمبر/أيلول بالبحر الأبيض المتوسط.
وانتقدت صحيفة "أحوال" التركية المعارضة الدعاية الضخمة المصاحبة لـ"مناورات أردوغان"، وسط ادعاءات أنقرة بأحقيتها في التنقيب عن الغاز في شرق "المتوسط".
وتظل قدرة تركيا على فرض نفسها في المنطقة، حالياً، ضعيفة للغاية، نتيجة حالة الوهن الشديدة التي أصابت مؤسساتها العسكرية على خلفية نتائج الانقلاب المزعوم في 15 يوليو/تموز 2016، حسب الصحيفة.
واستغل "أردوغان" هذا الانقلاب المزعوم في الإطاحة بعدد كبير من ضباط الجيش التركي، بزعم صلتهم بحركة رجل الدين فتح الله غولن.
ولا تزال تركيا تعاني من عزلة بين جيرانها بالشرق الأوسط، وتحديداً مصر واليونان وإسرائيل في منتدى غاز شرق المتوسط، بدعم أمريكي ودخول شركات عملاقة في عمليات التنقيب عن الغاز.
ولم يعد أمام نظام أردوغان من خيار لتأكيد نفسه سوى الادعاء بإظهار القوة عبر مناورات عسكرية هذا العام.
"أحوال" أكدت أن أردوغان حاول نشر أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي لإزالة شكوك الأتراك، من أن عملية التطهير التي تبعت الانقلاب لم تضعف القوات البحرية.
بيد أن الحكومة أغفلت أمرا مهما، وهو أن الأوضاع في شرق المتوسط لم تتغير بعد المناورتين البحريتين، والمنطقة التي منحتها قبرص سبتمبر/أيلول الماضي لشركتين أوربيتين -إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية- للتنقيب عن الطاقة تضم مساحة تزعم أنقرة أنها جزء من جرفها القاري.
وتواجه تركيا الكثير من المنافسين في آن واحد، إذ لم تعد تواجه اليونان فقط، بل هناك مصر وقبرص وروسيا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل وشركات إكسون موبيل وتوتال وإيني.
وترى الصحفية أن تركيا فشلت في محاولة فرض سياستها في شرق البحر المتوسط، وأن خيارتها الأخرى محدودة.
ومن ثم فلم يعد أمام نظام أردوغان سوى إلغاء مناوراته، في محاولة لإظهار حسن النوايا، لأن الاستمرار في هذه الخطوة قد يؤدي إلى أزمة كبيرة.
وفي يوليو/تموز الماضي، اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات عقابية بحق تركيا بسبب أنشطة التنقيب عن الغاز الطبيعي التي تقوم بها أنقرة بالقرب من سواحل قبرص.
وسجل يونيو/حزيران 2019 تحذيراً من زعماء الاتحاد الأوروبي لتركيا من الاستمرار في التنقيب بالمياه المحيطة بجزيرة قبرص، وإلا ستواجه إجراءات من قبل التكتل.
التحذير الأوروبي قوبل بتعنت تركي عن طريق الاستمرار في أنشطتها بالمياه الإقليمية لقبرص وإرسال سفينة حفر ثانية تدعى "يافوز"، التي أبحرت منتصف الشهر الماضي بمواكبة سفينة عسكرية، لتنضم إلى سفينة التنقيب التركية "فاتح" التي أرسلت قبل أشهر إلى المياه الواقعة قبالة سواحل الجزيرة.
وكان من المقرر أن يمنح الاتحاد الأوروبي تركيا 4.45 مليار يورو بين عامي 2014 و2020، لكنه خفض وأوقف بعض التمويل العام الماضي.
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز