أسرة تركية تنشد المساعدة: أنقذونا من هنا

أمضت أصليهان كافاس أوغلو الأيام الستة الماضية مع أسرتها داخل مبنى صغير في إحدى حدائق مدينة أنطاكية التركية.
وتعيش أصليهان في حالة حداد على من فقدتهم من ذويها، لكن لم يعد لها مطلب الآن سوى مغادرة مسقط رأسها الذي دمره الزلزال.
وقالت لرويترز "فقدت اثنتين من شقيقاتي وأخي وأمي في الزلزال. معظم أفراد أسرتي لقوا حتفهم. أنقذونا من هنا، ليس لدينا أي مكان نذهب إليه. لا أعرف كيف سنخرج من هنا".
وفرت أصليهان وزوجها وأولادهما الثلاثة من منزلهم ووصلوا إلى الحديقة بعد وقت قصير من وقوع الزلزال في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين الماضي وظلوا هناك منذ ذلك الحين.
ووجدوا مكانا آمنا في مبنى صغير مكون من طابق واحد يعيشون فيه جنبا إلى جنب مع بعض الأسر الأخرى.
وتفترش الأسرة الأرض وتعتمد على الطعام والماء الذي يجلبه عمال الإغاثة إلى الحديقة حيث يعيش أكثر من 500 شخص في خيام ومبان من طابق واحد.
ويبدو أن الحديقة كانت لا تزال قيد الإنشاء عند وقوع الزلزال وتوابعه، لكنها صارت الآن ملاذا للمشردين.
غير أن الحياة في الحديقة صعبة إذ تنتشر فيها وفي ساحة للعب الأطفال أكوام من القمامة، كما تنبعث روائح كريهة ودخان كثيف من النيران التي تشعلها الأسر طوال اليوم للتدفئة.
ويعج مدخل الحديقة بعلب الطعام وزجاجات المياه، إلى جانب الملابس التي تبرع بها أشخاص من جميع أنحاء البلاد.
ولا يزال المبنى الذي تعيش فيه أصليهان وزوجها قائما، لكنهما يقولان إنهما باتا يشعران بعدم الأمان عند دخوله رغم أنه ليس لديهما مكان آخر يذهبان إليه.
وبدأ طهاة متطوعون، بعضهم من مدن أخرى، في توزيع وجبات المعكرونة بصلصة الطماطم على أسر المخيم مساء أمس السبت.
وقالت أصليهان "بارك الله فيهم.. هم يعطوننا الطعام ومساعدات أخرى".
وأضافت أنها تريد الانتقال إلى العاصمة أنقرة حيث أخبرهم شخص يعرفونه أنه وجد عملا وشقة هناك.
وقال زوجها طه، وهو جامع قمامة يعمل في مدينة أنطاكية، إنه لا يرغب في مغادرة مسقط رأسه لكنه سيفعل ما فيه الصواب لأسرته.
وقال طه "اعتقدنا في البداية أن بضعة مبان فقط هي التي انهارت. رأينا حقيقة الأمر في الصباح لكننا لم نتلق المساعدة إلا بعد ثلاثة أيام".
وأضاف "لا أحد يريد مغادرة مسقط رأسه. لا أريد مغادرة مسقط رأسي لكني سأفعل ذلك من أجل أسرتي".
aXA6IDE4LjIyNy4xODMuMjE1IA== جزيرة ام اند امز