شهادة قائد عسكري.. وزير داخلية تركي زار موقعا لتعذيب "ضباط 2016"
أكد مسؤول تركي في شهادته أمام المحكمة الجنائية بأنقرة أن وزير الداخلية السابق إفكان آلاف زار مركز احتجاز تعرض فيه هو وضباط جيش للتعذيب.
وأدلى اللفتانت كولونيل تونجاي كوتشاك، رئيس وحدة الجريمة المنظمة بالقيادة العامة لقوات الدرك التركية بشهادة تفيد بأن إفكان آلاف زار أحد مراكز الاحتجاز الذي تعرض وضباط جيش آخرون فيه للضرب والتعذيب وسوء المعاملة.
وبحسب موقع "نورديك مونيتور" السويدي فإنه خلال شهادته أمام المحكمة الجنائية العليا الـ23 في أنقرة في 31 أغسطس/آب عام 2018، قدم كوتشاك رواية تفصيلية بشأن التعذيب وسوء المعاملة التي عانى منها على أيدي الشرطة بأحد مواقع الاحتجاز.
وأوضح أنه كان في موقع الاحتجاز مئات الأشخاص رهن الحبس الانفرادي لأيام وأسابيع يتعرضون خلالها للضرب الوحشي، والحرمان من الطعام والمياه ودخول المرحاض، ولا حتى رؤية محامي أو أفراد العائلة.
وقال كوتشاك أمام المحكمة: "عندما كنت وآخرين نمر بهذا (التعذيب)، جاء إفكان آلاف، وزير الداخلية آنذاك وأعوانه، الذين بدا أنهم قادة شرطة كبار بحكم الزي إلى القاعة الرياضية".
ويشغل "آلاف" حاليا منصب نائب بحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتؤكد شهادة رئيس وحدة الجريمة المنظمة بالقيادة العامة لقوات الدرك التركية أن التعذيب وسوء المعاملة تم بموافقة قادة بالحكومة.
واعتبر أن كل ما سبق يقدم إجابة على سؤال: لماذا وفرت الحكومة الحماية للجناة وإصدار تعميم يوفر الحصانة لأولئك المتورطين بعمليات التعذيب؟
بداية القصة
وبعد شهور على احتجاز كوتشاك، وجهت إليه اتهامات بالتخطيط للانقلاب المزعوم في عام 2016 بالرغم من عدم وجود أدلة تدعم الاتهامات التي تقول إنه كان متورطًا فيه.وتشير تقارير إلى أن محاولة الانقلاب "مسرحية مزعومة" خطط لها أردوغان وقادة الاستخبارات والجيش، وهو ما ينفسه النظام التركي الذي لا يزال يعاقب الآلاف من الموظفين والعسكريين بتهم تتعلق بهذه الواقعة.
وعندما ذهب كوتشاك إلى مكتبه صباح يوم 15 يوليو/تموز من ذاك العام كان يشعر ببعض التعب، لكنه عمل طوال اليوم.
وما كاد أن يهم بمغادرة المقر تلك الليلة، قيل له إن هناك تنبيه إرهابي أصدرته هيئة الأركان بناء على معلومات موثوقة، فقرر البقاء.
لكنه بدأ يشعر بالتعب وغلب عليه النوم بعدما تناول بعض الأدوية في مكتبه، وعندما استيقظ كان يتعرض لإطلاق نار من أطراف مجهولين، مما دفعه للاعتقاد بوجود هجوم إرهابي.
واتخذ ورجاله التدابير الأمنية وظلوا بعيدا عن النوافذ التي تحطمت جراء الطلقات النارية التي كانت تمطر البناء من عدة اتجاهات، وطلبوا المساعدة.
وفي الصباح، عندما أدركوا أن فرق العمليات الخاصة التابعة للشرطة كانت تطلق النار عليهم، سلم نفسه هو ورجاله بدون مقاومة.
لكن بدأ سوء معاملة الشرطة بمدخل مقر قيادة الدرك، واعتبروهم مذنبين بمسرح الأحداث.
وقال: "طلب منا خلع ملابسنا أثناء الخروج. كنت أحاول خلعها، لكن فجأة جاء (رجال الشرطة) ناحيتي وبدأوا تمزيق ملابسي وتبقى فقط ملابسي الداخلية".
وتابع: "تعرضت للركل من اليمين واليسار لدرجة فقدت القدرة على العد، وتعرضت للكم والضرب بأعقاب البنادق. وصلوا ضربي بهذه الوضعية. شعرت بألم عند التنفس لسنوات بسبب الضربات التي تلقيتها على الضلوع اليسرى".
كوتشاك قال إنه شعر بالصدمة لسماع ضابط شرطة يهدد رائدًا باغتصاب طفلته التي لم تولد بعد، قائلا إن زوجته وأطفاله هم غنائم حرب "جهادية" وأنه يمكنه فعل ما يريد بهم.
وبالرغم من نصيحة الطبيب بالعرض على جراح مخ وعيون، لم تنقله الشرطة إلى المستشفى للعلاج.