معارض تركي: حزب أردوغان أفل نجمه وانتهت حقبته
قوراي آيدين يقول إن: "هبوط شعبية العدالة والتنمية، وخسارته الانتخابات وتخبطه، كان بمثابة صفعة على وجه من يقول إن ذلك الحزب لا يهزم".
أكد معارض تركي، السبت، أن "حقبة حزب العدالة والتنمية الحاكم قد انتهت، وأنهم لن يتركوا تركيا لبقايا بشر"، في إشارة لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
- أردوغان يطيح بـ4 رؤساء بلديات جدد ويرفع عدد المعزولين لـ24
- زعيم المعارضة التركية: أردوغان عاد من واشنطن خاوي الوفاض
وقال قوراي آيدين، القيادي بحزب "الخير" المعارض، في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع للحزب، نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية: "بكل وضوح، حقبة العدالة والتنمية انتهت، وأفل نجمه، وهذه الدولة لم نعثر عليها في الشارع، ومن ثم لا ينبغي أن نتركها لبقايا بشر".
وتابع: "ونحن كحزب لم نستسلم لجبروت الظلمة (في إشارة لنظام أردوغان) الذين خسروا البلديات الكبرى في الانتخابات المحلية الأخيرة (31 مارس/آذار 2019) بسبب ظلمهم وتعنتهم، لتنتهي بذلك مقولة: "العدالة والتنمية لا يقهر".
وأضاف قائلاً: "كل ما حدث خلال الفترة الماضية من هبوط شعبية العدالة والتنمية، وخسارته الانتخابات المحلية، وتخبطه في إدارة أزمات البلاد، كان بمثابة صفعة على وجه من يقول إن ذلك الحزب لا يهزم".
واستطرد قائلاً: "لقد تمادى أردوغان في جبروته حينما وجه تهديدات مباشرة لمعارضيه السياسيين، ومن بينهم رئيسة حزبنا ميرال أكشينار التي هددها بالزج في الحبس لمجرد انتقادها له ولحزبه، هددها والكل يعلم بشكل علني صريح".
ولفت إلى أن "القائمين على إدارة تركيا زجوا بها في وسط المستنقع، ولم يحفظوا لها كرامتها حينما هددهم (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب)، ووبخ أردوغان في خطابه الشهير".
وعن الوضع الاقتصادي للبلاد، أضاف آيدين قائلاً: "اقتصادياً حال تركيا يرثى له، فمعدلات البطالة والتضخم في ارتفاع مستمر، لتصل إلى أرقام قياسية لم تشهدها البلاد من قبل".
وأشار إلى أن حزب "الخير" شهد في الآونة الأخيرة انضمام أعضاء جدد كانوا بأحزاب أخرى، "يأتي في مقدمتها العدالة والتنمية الذي ينهار بسبب الانشقاقات في صفوفه".
ويفقد العدالة والتنمية عدداً من مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في انتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته، وهي بلدية إسطنبول.
ويشهد الحزب منذ فترة سلسلة استقالات كان أبرزها استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان في يوليو/تموز الماضي.
ومن المنتظر أن يعلن باباجان وداود أوغلو حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري.
وانخفض عدد أعضاء الحزب خلال عام واحد، بمقدار 788 ألفاً و131 عضواً، بحسب ما أعلنته المحكمة العليا في 1 يوليو/تموز الماضي، إذ سجل عددهم 9 ملايين و931 ألفاً و103 أعضاء، بعد أن كانوا 10 ملايين و719 ألفاً و234 عضواً.
كما أنه خلال الشهرين الآخرين الممتدين من 1 يوليو حتى 9 سبتمبر/أيلول الماضي، انخفض أعضاء الحزب كذلك بمقدار 56 ألف شخص، ما شكّل حالة كبيرة من الذعر في أروقة العدالة والتنمية، دفعته للبحث عن حلول وصيغ لوقف هذا الانهيار.
وخلال اليومين الماضيين، شهد الحزب استقالة 6 من قيادييه رؤساء فروعه في عدد من الولايات المختلفة.
وذكرت العديد من وسائل الإعلام خلال الآونة الأخيرة أن هناك تسريبات من داخل الحزب تتحدث عن أن أردوغان سيلجأ لاستخدام ورقة التعديلات الوزارية، لوقف تراجع شعبية حزبه التي تأثرت كثيراً بنتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في 31 مارس/آذار الماضي، وصبت في مصلحة الأحزاب المعارضة.
وأوضحت مصادر داخل الحزب أن وزير العدل عبدالحميد جول ووزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارناك سيكونان أول المطاح بهما في التعديل الوزاري، بسبب غضب المجموعة منهم.
وأشارت المصادر إلى أن الحزب من الداخل بدأت فيه أصوات تتهم الوزير جول بالتعاطف مع حركة رجل الدين فتح الله غولن، التي تعدها الحكومة إرهابية، خاصة مع صدور العديد من القرارات القضائية لصالح أفراد ينتمون إلى الحركة.
وقبل أيام، ذكرت وسائل إعلام تركية أن العدالة والتنمية يعتزم تعديل القوانين المتعلقة بالحد الأدنى لتمثيل الأحزاب في البرلمان والمقدر بـ10%، وتخفيضها، في دلالة واضحة على إدراك الحزب انخفاض شعبيته بشكل كبير.
تأتي الخطوة بعدما أثار حزب أردوغان الجدل في الفترة الأخيرة، بسبب اقتراح تقليص الحد الأدنى لاختيار رئيس الجمهورية من 1+50% إلى 1+40%، في خطوة اعتبرتها المعارضة محاولة من "العدالة والتنمية" للبقاء في السلطة.
هذه الانشقاقات والاضطرابات دفعت كثيراً من المراقبين والمعارضين إلى التكهن باحتمال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.