المعارضة التركية: أردوغان ونظامه يتاجران بهوس الانقلابات
معارض تركي يؤكد أن النظام يحاول إظهار نفسه كضحية عن طريق الترويج لشائعات حول انقلابات ضده
أعرب معارضان تركيان عن استنكارهما لقيام نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، والآلات الإعلامية التابعة له، بالترويج لشائعات تزعم بوقوع انقلاب في البلاد.
وقال المرشح الرئاسي السابق محرم إينجه، المنتمي لحزب الشعوب الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة التركية، لأردوغان "دعك من هذا الانقلاب، ونشط حركة التجارة، وطبق الديمقراطية".
وأضاف في تصريحات صحفية نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، "واعمل على استقلال القضاء، وآمن بسيادة القانون، ونمِّ الاقتصاد، ولو لم يحدث ذلك سيعطيك الشعب ضربة من خلال الصندوق".
ولفت إلى أن "نظام أردوغان يسعى للمتاجرة بهوس الانقلاب، فنحن ندرك جيدا الفخ الذي نصبه العدالة والتنمية لبلادنا وشعبنا وجيشنا عندما كان شريكا لجماعة فتح الله غولن من ادعاء وهم الانقلاب (عام 2016) والأدلة الزائفة".
وفي إطار انتقاداته طرح إينجه سؤالا على أردوغان قائلا "ألست أنت من قال العام الماضي إن فترة الانقلابات انتهت؟".
بدوره اعتبر نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي صاروهان أولوتش أن الادعاءات المنتشرة حول وجود مخطط للانقلاب على نظام أردوغان مجرد شائعات مقصود ترويجها.
جاء ذلك في تصريحات صحفية نقلها الموقع الإخباري التركي "تي 24"، قال فيها "نحن نعلم جيدا ما تقوم به السلطة التنفيذية وما هدفها من تلك الشائعات، فقد أطلقت شرارة ادعاءات وجود محاولة انقلاب، ولكن لا أساس لها من الصحة نهائيا".
وشدد المعارض الكردي على أن "النظام يحاول إظهار نفسه في موقف الضحية، من خلال الترويج لادعاءات وشائعات عن وجود محاولة انقلاب وهمي، في حين أنه لا يوجد شيء كهذا".
وأفاد في تصريحاته للنظام الحاكم "أنتم تنهون أنفسكم بأيديكم، لا أحد يحتاج إلى التخطيط لانقلاب للتخلص منكم".
والثلاثاء، شدد أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" المعارض رئيس الوزراء الأسبق، على أن "خطابات وأقوال أردوغان (بخصوص مزاعم الانقلاب) وحزبه العدالة والتنمية، ما هي إلا مساعٍ لتغيير الأجندة السياسية، ومحاولة لإضفاء الشرعية على ميولهم الاستبدادية الاستغلالية".
وتشهد تركيا تجاذبات ونقاشات حادة خلال الفترة الأخيرة حول النظام الرئاسي، وحديث قيادات المعارضة عن فشل حكومة أردوغان في إدارة أزمة وباء كورونا المستجد، والحد من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
ودأب قادة حزب الشعب الجمهوري وصف الحكومةَ بـ"النظام" و"نظام القصر"، وتفجرت هذه الضجة بعد تصريحات للمتحدث الرسمي باسم الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، قال فيها "إن نهاية نظام القصر اقتربت"، في إشارة إلى النظام الحاكم.
وفي سياق متصل انتشرت في الأيام الأخيرة على "تويتر" عشرات الآلاف من التغريدات تحت وسم "انقلاب"، يحذر فيها أنصار العدالة والتنمية من "مخططات انقلابية" وتوعدوا بمواجهتها.
وذهب بعض أعضاء الحزب إلى نشر تهديدات ووضع صور لذخيرة، مؤكدين أن القتل سيكون هو الرد على أي معارض من الشعب الجمهوري "يروج للانقلاب".
وفي مثل هذه المشاحنات والتجاذبات يجدد حزب أردوغان وأنصاره الحديث عن انقلاب جديد، بعد مسرحية الانقلاب المزعوم عام 2016.
وفيما يتهم أنصار الحزب الحاكم المعارضة بالتعاون مع حركة رجل الدين فتح الله غولن التي يتهمها أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب ضده، تؤكد المعارضة أن تهمة الانقلاب والارتباط بغولن باتت جاهزة دائما لترهيب أي صوت معارض.