أردوغان والمرتزقة.. انشقاقات تنذر بنهاية مؤامرته بسوريا وليبيا
المرصد السوري لحقوق الإنسان يكشف أن عدة ألوية من فصيل "السلطان مراد" الموالي لتركيا في سوريا انشقت، احتجاجا على إرسال عناصرها لليبيا
انشقاقات متزايدة بصفوف الفصائل الموالية لتركيا في سوريا جراء إرسالهم إلى ليبيا، تكتب فصلا جديدا ينذر بخروجها عن بيت الطاعة التركي، ويفتح المشهد السوري على توازنات جديدة خلال المرحلة المقبلة.
عملية انشقاق تعتبر هذه المرة الأكبر من نوعها، منذ بداية الاحتلال التركي لشمالي سوريا، تتوّج خلافات يومية بين المجموعات المسلحة المنضوية ضمن تنظيمات "المعارضة السورية التركمانية" الخاضعة للجيش التركي.
ورغم دفع أردوغان بآلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا إلا أن تقارير أظهرت عن بدء تفككهم، إما خشية فيروس كورونا وإما لاختيار عدد كبير منهم الهروب لأوروبا.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف، الأربعاء، أن عدة ألوية من فصيل "السلطان مراد" الموالي لتركيا في سوريا، انشقت مع كامل عناصرها بإجمالي نحو 700 عنصر.
ونقل المرصد عن مصادر، لم يسمها، قولها: إن انشقاق الألوية جاء احتجاجا على سياسة الفصيل من إرسال عناصر إلى ليبيا لمساندة مليشيات طرابلس الإخوانية.
ويبدو أن الانشقاق يشكل الخطوة الأخيرة بعد خلافات كبيرة نشبت بين قادة الألوية من جهة، وقائد الفصيل من جهة أخرى، بسبب خلافات كثيرة حول سياسة قيادة الفصيل في الداخل السوري، على أساس مناطقي وعرقي، علاوة على إشكال نقل العناصر إلى ليبيا.
ووفق تقارير إعلامية، يفوق عدد مسلحي الألوية المنشقة عن فصيل "السلطان مراد" الـ2000 مسلح، وانسحبوا جميعهم، اليوم الأربعاء، من النقاط التابعة للفصيل في مدينة رأس العين، وريفها شمالي محافظة الحسكة، وفي ريف حلب.
مسار تصدع
وبعد توترات في إدلب، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مارس/آذار الماضي، مقتل وإصابة العشرات من الفصائل المسلحة ذات الانتماءات المختلفة، والتي لا يجمعها سوى الولاء لتركيا.
وفي 8 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات دامية بين مسلحين من الفصائل الموالية لتركيا في مدينة عفرين شمالي سوريا، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة بين الطرفين، في توتر لم تهدأ وتيرته بعد ذلك.
ومنذ أيام، تشهد مدينتا رأس العين وتل أبيض، شمالي الرقة، توترا بسبب اشتباكات اندلعت مطلع الأسبوع الحالي بين فصيل "أحرار الشرقية" الذي يضم في غالبيته مسلحين من أبناء العشائر العربية، وفصائل "السلطان مراد" و"الشرطة العسكرية" وإرهابي "جيش الإسلام" والفرقة 20 من أبناء الغوطة الشرقية "التركمان" في مدينة جرابلس في شمالي حلب، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية.
واندلعت المواجهات بسبب رفض إحدى الفصائل إرسال عناصرها إلى ليبيا للقتال بجانب مليشيات طرابلس التي تدعمها أنقرة.
ضخ مستمر
وفي خضم الانشقاقات والاشتباكات بين فصائلها تواصل أنقرة ضخ مرتزقتها إلى طرابلس لمساندة مليشياتها الإخوانية لاستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية، لتقديمها لقمة سائغة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل استنزاف ثرواتها.
والثلاثاء، أعلن المرصد السوري أن عدد مرتزقة أردوغان في ليبيا ارتفع إلى نحو 11 ألفا، بينهم 261 قتلوا في المعارك.
وقال المرصد إن دفعات جديدة تضم المئات من العناصر السوريين وصلت إلى ليبيا عبر تركيا، مشيرا إلى أن تعداد المجندين الذين وصلوا للأراضي الليبية حتى الآن بلغ نحو 7850 "مرتزقا"، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا للمعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3000.
رقم يظهر الأهمية التي يوليها أردوغان لمعركته في ليبيا، في وقت بدأت فيه مرتزقته بهذا البلد تتفكك، إما بسبب فيروس كورونا المستجد المتفشي بصفوفها، وإما لاختيار عدد كبير من المسلحين الهروب من مختلف جبهات القتال في طرابلس، والتسلل عبر البحر نحو أوروبا.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز