زعيم المعارضة التركية يحرج أردوغان: أين أموال ضرائب الزلازل؟
حكومة تركيا تجمع ضرائب الزلازل منذ الزلزالين اللذين شهدتهما البلاد في عام 1999، بلغت قيمتها 34 مليار دولار
تساءل زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، عن مصير ضرائب الزلازل التي تجمعها تركيا منذ الزلزالين اللذين شهدتهما البلاد في عام 1999.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الثلاثاء، خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه بالبرلمان في العاصمة أنقرة.
- رقم سلبي لاقتصاد تركيا.. نحو تريليون ليرة فوائد ديون "عهد أردوغان"
- الليرة "المرتبكة" تقفز بمؤشر أسعار المنتجين الأجانب في تركيا
وتعرضت تركيا في 17 أغسطس/آب 1999 لهزة أرضية بمدينة غولجوك التابعة لولاية كوجالي، بلغت قوتها 7.5 درجات، وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، وقع زلزال آخر بولاية دوزجه، بلغت قوته 7.2 درجة.
ومنذ ذلك التاريخ، تقوم الحكومة التركية بتحصيل ضريبة يطلق عليها "ضريبة الاتصالات الخاصة" التي من المفترض أن يتم توجيهها لأعمال الهدف منها اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي زلازل محتملة، لا سيما في المناطق التي تشهد تحركا زلزاليا واضحا.
والجمعة الماضي، ضرب زلزال تركيا، وكان مركزه قضاء "سيفرجه" بولاية ألازيغ، شرقي البلاد، وبلغت قوته 6.8 درجة على مقياس "ريختر"، وأسفر عن مقتل العشرات، وإصابة المئات.
ووفقا للموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة، وجه زعيم المعارضة التركية، سؤالا لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، عن مصير تلك الضرائب.
وقال: "في عام 2004 تم إلغاء الضرائب الإضافية التي فرضت على الأتراك منذ زلزالي 1999، لكن تم تثبيت ضريبة الاتصالات الخاصة؛ لتلازمنا منذ ذلك العام وحتى الآن".
وتابع: "خلال الفترة من 2004 حتى 2019، تم تحصيل 65 مليار ليرة ضرائب اتصالات خاصة، أي ما يعادل 34 مليار دولار، كلها أموال دفعت من جيوبنا من أجل تضميد جراح متضرري الزلازل، وتحويل المدن إلى كيانات قادرة على مواجهة الزلازل".
وأضاف: "أين ذهبت هذه الأموال؟ فهي بالتأكيد لم تذهب لتحسين حالة المباني في مناطق الزلازل، وهذا ما شاهدناه في زلزال ألازيغ".
وموجها كلامه لنظام أردوغان قال قليجدار أوغلو: "منذ 17 عاما وأنتم تحكمون تركيا، وتجمعون ضرائب خاصة بالزلازل، فماذا فعلتم بها ما دامت أوضاع المدن مذرية بهذا الشكل الذي شاهدناه في ولاية ألازيغ، وجارتها ملاطية اللتين تأثرتا بشكل كبير من الزلزال الأخير؟".
ومستغربا تصريحات أردوغان الأخيرة عن الزلزال التي قال فيها "وهل لدينا قدرة على وقف الزلازل؟"، رد زعيم المعارضة عليه قائلا: "السؤال لا يطرح بهذه الكيفية، السؤال يجب أن يكون: منذ سنوات ونحن نجمع ضرائب بلغت 34 مليار دولار، فماذا فعلنا لنجعل منازل الأتراك أكثر قوة وصلابة لتواجه الزلازل دون أن تتأثر؟".
واستطرد: "ولنا في اليابان العبرة والمثل، التي تشهد باستمرار زلازل أعنف من تلك التي عندنا ولا يصاب أحد عندهم بسوء، وذلك لأن لديهم حكومات مسؤولة تعرف كيف تحافظ على شعوبها، فأين ذهبت أموال الشعب؟".
وأوضح أن "تركيا تمر حاليا بمرحلة صعبة للغاية، سياسيا، واقتصاديا"، مطالبا نظام أردوغان بـ"عدم التقاعس عن خدمة الأتراك لا سيما في مثل هذه الظروف القاسية التي تقتضي تعاونا أكبر، فالحكومة ليست أداة قمعية، بل منوط بها خدمة المجتمع".
في سياق متصل، أعرب زعيم المعارضة التركية عن استيائه من الأوضاع الاقتصادية للبلاد، متهما النظام الحاكم بجر تركيا إلى مستنقع الديون. فأين ذهبت أموال هذه الديون هي الأخرى؟ هذا سؤال يجب أن يطرحه كل من لديه ضمير حي على النظام".
تجدر الإشارة إلى أنه بعد وقوع زلزال الجمعة الماضي، وجهت المعارضة التركية، فضلا عن تقارير بيئية وخبراء سهام الاتهام والنقد لنظام أردوغان؛ لتقاعسه ونظامه عن اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الزلازل المحتملة، لا سيما أن هناك تحذيرات ساقها عدد من الخبراء قبل أشهر، وصلت إلى درجة تنبؤ البعض بحدوث زلزال الجمعة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز