ملامح الرعب تغيب عن ضحايا داعش.. رهائن وخبراء يكشفون السبب
لماذا يبقى ضحايا داعش بهذا الهدوء بالرغم من أنهم على يقين بأن لحظاتهم معدودة قبل إعدامهم حرقا أو ذبحا.. خبراء ورهائن سابقون يكشفون السبب.
لم يبدُ على الجنديين التركيين الأسيرين اللذين أعدمهما داعش في فيديو بثته وكالة أعماق، الخميس، والتي تبث أخبار التنظيم الإرهابي ملامح الرعب والخوف والصراع لإنسان يتعرض للحرق حياً.
سبق ذلك، فيديو لا يقل بشاعة بثه التنظيم لإعدام الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة حرقاً في فبراير/شباط 2015 بعد أسره، إثر سقوط طائرته المشتركة ضمن القوات الأردنية في التحالف الدولي لمواجهة داعش.
عشرات الجرائم اللاإنسانية وإعدامات بالذبح والإغراق والحرق والتفجير لأحياء ارتكبها داعش وبث فيديوهات لإيصال رسالة رعب للعالم كان اللافت فيها أن الضحايا لم يظهروا خوفاً ورعباً كما هو متوقع حسب الطبيعة البشرية فهل كانوا مخدرين؟ أم مهددين؟ أم أنها مشاهد تمثيلية أجادت الذراع الإعلامية للتنظيم إخراجها؟.
بوابة "العين" حاولت الوصول لتفسير واضح تجاه الملاحظة التي شاهدها الجميع وهي لماذا يبقى ضحايا داعش بهذا الهدوء بالرغم من أنهم على يقين بأن لحظاتهم معدودة.
تفسير هذا الحالة طبياً قد يكون بإعطاء الضحية أدوية إذا تناولها الإنسان العادي تمس مباشرة الجهاز العصبي ويصبح فاقداً للإدراك بنسبة 100%.
ويوضح الصيدلي المصري، محمد عبد الحفيظ، في تصريحات لـ"العين"، أن "هناك أدوية لها مفعول سحري وهي تستخدم مسكنات للألم ولا يلجأ إليها الأطباء إلا في حالة الإعياء الشديد وهي مصنفة في دول كثيرة على أنها أدوية مخدرة يحظر استخدامها دون أمر الطبيب"، وهو ما قد يفسر انعدام الإحساس بالخطر لدى ضحايا داعش إذا تم حقنهم بهذه الأدوية.
ويتفق مع هذا الرأي الطبيب إبراهيم عبد الحميد، أخصائي تخدير، مشيراً إلى أن هناك أدوية بالفعل تستخدم في العمليات الجراحية، وهذه الأدوية قادرة على إلغاء القوة الحسية في جسم الإنسان حيث إن الدرجات الحسية تتكون من طبقات، وأن هذه الأدوية تلغي جميع الطبقات عدا واحدة إذا وصل إليها الألم يكون مصير الإنسان الموت.
وبعيداً عن التفسير الطبي، فإن أحد المنشقين عن صفوف داعش أظهر براهين ودلالات على هذا الأمر، حيث قال إن الرهائن يتعرضون للعديد من عمليات "الإعدام الوهمية"، وعندما تصبح ردود فعلهم بسيطة وشبه غائبة تتم عملية الإعدام الحقيقية ولذلك يبدو الرهائن هادئين في فيديوهات الذبح.
ونقلت صحف عالمية عن المنشق الذي لم يصرح باسمه، بسبب الخوف من استهدافه، قوله "كنت أقول دائماً للرهائن لا مشكلة معكم هذا مجرد فيديو لن نقوم بقتلكم لا نريد سوى أن تتوقف حكوماتكم عن ضرب سوريا، لا مشكلات معكم أنتم، أنتم مجرد زوار لنا، ليس هناك من خطر عليكم، لا تقلقوا"، وهذا ما كان يساعد على طمأنة الرهائن للحصول على الهدوء المرجو لدى تصوير الفيلم.
لكن منشقا آخر عن داعش كان له رواية ثانية حيث أكد أيضاً أن التنظيم أحياناً يستخدم مواد مخدرة، زاعماً أن الطيار الأردني معاذ الكساسبة تم تخديره بالفعل قبل قتله.
أما المراسل الحربي الفرنسي، ديدييه فرانسوا، الذي وقع رهينة في أيدي التنظيم، قال إن أسباب عدم ظهور التوتر على رهائن داعش قبل ثوانٍ من ذبحهم، لأنهم لا يدركون أنهم على وشك الموت وأنهم لا يدركون أن هذه المرة الأمر سيكون حقيقياً حيث تعرضوا لعمليات وهمية كثيرة.
aXA6IDE4LjExNi42Ny40MyA= جزيرة ام اند امز