بروتين عظام السلاحف يكشف أسرارا غذائية منذ آلاف السنين
بصمة الكولاجين على أكثر من 100 عينة من السلاحف في المواقع الأثرية، كشفت عن أن 63٪ من العظام تنتمي إلى السلاحف الخضراء.
تغذى سكان ولاية فلوريدا ومنطقة البحر الكاريبي قبل آلاف السنين على السلاحف البحرية، تاركين وراءهم عظاما تخبر بحكايات عن النظم الغذائية القديمة وماضي المحيط.
واستخدم فريق دولي من العلماء تقنية متطورة لتحليل البروتينات من هذه العظام، للمساعدة في تحديد أنواع السلاحف التي اصطادها البشر منذ آلاف السنين، ونشروا نتائجهم مؤخراً في دورية "Royal Society Open Science".
وتسمح هذه التقنية المعروفة باسم "بصمة الكولاجين"، وهو البروتين الهيكلي الرئيسي في العظام، بمعرفة الأنواع، وهو بديل مناسب لدراسة الخصائص الفيزيائية للعينات وتحليل الحمض النووي القديم، وهما وسيلتان قد لا تنجحان في تحديد الأنواع بالعظام الأثرية.
وبتطبيق بصمات الكولاجين على أكثر من 100 عينة من السلاحف من المواقع الأثرية التي يصل عمرها إلى 2500 عام، وجد الباحثون أن 63٪ من العظام المحتوية على الكولاجين تنتمي إلى السلاحف الخضراء، مع أعداد أقل من السلحفاة صقرية المنقار، وسلحفاة ردلي.
وتقول فرجينيا هارفي، مؤلفة الدراسة الرئيسية وباحثة دكتوراه في علم الأحياء البحرية وعلم الحيوان بجامعة مانشستر: "كان أحد الأهداف الأولية لفريق البحث؛ هو معرفة ما إذا كان أي كولاجين لا يزال موجوداً في بقايا السلاحف القديمة.. في تحليل لـ130 عينة من السلاحف الأثرية، تمكن الفريق من اكتشاف الكولاجين بنسبة 88%".
وتضيف في تقرير عن الدراسة نشره، الإثنين، موقع متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي: "هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها أي شخص على معلومات على مستوى الأنواع باستخدام البروتينات المحفوظة في عظم السلاحف البحرية الأثرية، لقد سمحت لنا طريقتنا بفتح البيانات القديمة المفقودة في الوقت المناسب، لمعرفة أيٍّ من أنواع السلاحف التي استهدفها البشر منذ آلاف السنين في منطقتي الكاريبي وفلوريدا".