في يوم المسرح العالمي.. علمهم سر الصنعة فهجروه ليستثمروها في التلفزيون
الدراما التلفزيونية السورية قامت منذ بداياتها على أكتاف أبناء الفرق المسرحية المحترفة التي شكلت قبيل انطلاق التلفزيون
قامت الدراما التلفزيونية السورية منذ بداياتها على أكتاف أبناء الفرق المسرحية المحترفة التي شكلت قبيل انطلاق التلفزيون الجزء الفاعل في المشهد الفني السوري.
ومن أشهر تلك الفرق: "المسرح الحر" الذي أداره الفنان عبداللطيف فتحي وضم في عضويته الفنان تيسير السعدي، و"النادي الشرقي" الذي قام نهاد قلعي بتأسيسه في عام 1954، مع الأساتذة سامي جانو، عادل خياطة، خلدون المالح، عدنان عجلوني، نزار براق، وأخيه زهير، و"النادي الفني للتمثيل المسرحي والموسيقى" الذي أسسه الفنان محمود جبر في العام 1954، و"نادي المسرح الشعبي" في حلب الذي ضم أحمد عداس وعمر حجو وزهير براق وسليم قطايا برفقة سليم صبري وثناء دبسي وثراء دبسي.
"المسرح القومي" الذي تأسس في العام 1959 وتولى إداراته الفنان نهاد قلعي وضم عبداللطيف فتحي ورفيق الصبان ومحمود جبر الذين شاركوا بدورهم في تأسيس هذا المسرح القومي.
الفرق المسرحية الجامعية التي جاء منها الفنان دريد لحام وسواه.
وبتحالف المسرحيين مع القادمين من الإذاعة، انطلق التلفزيون العربي السوري مع مطلع ستينيات القرن الفائت، ونهضت معه بالتزامن الدراما السورية مستفيدة من خبرة المسرحيين في كتابة النصوص المسرحية وتوجهاتها الفكرية.
ولكن بصمات أهل المسرح لم تقتصر في بدايات الدراما التلفزيونية السورية على الاستفادة من النص المسرحي فقط، وإنما كان الشكل الإخراجي الأول للأعمال التلفزيونية، مأخوذاً بعين المشاهد للمسرح، حيث "تمثل الكاميرا الثابتة المتفرج الجالس في منتصف صالة المسرح، وبالتالي فإنها تمثل وجهة نظر ذلك المتفرج".
مع تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق في 1977 قام هذا الأخير برفد التلفزيون بطيف واسع من الوجوه والأعمار والإمكانيات التمثيلية التي جعلت الدراما السورية أقرب إلى الواقع، أكثر تنوعاً.
مع ارتفاع نسبة خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية من العاملين في الدراما التلفزيونية، كان التلفزيون ينهل من أساليب عمل المسرح ونظرياته، قبل أن يقوم بتطويعها لصالح الشرط التلفزيوني الفكري والتقني، ولاسيما تلك التي تتعلق بفن أداء الممثل، وهذا الأخير ورغم استيعابه لطبيعة الاختلاف بين الأداء التلفزيوني والمسرحي، إلا أنه نقل كل معارفه المسرحية وتقنيات التمثيل إلى الشاشة الصغيرة، ليظهر ذلك في قراءته للشخصية وتحليلها ومقترح تجسيدها، فضلاً عن مهارات الأداء بالجسد.
ورغم أن اللغة السينمائية طغت على الدراما التلفزيونية السورية، إلا أن المسرح احتفظ بظلال له وسط المشهد الدرامي، حتى لو لم يعلن عن وجوده علانية كما فعلت السينما وروادها.
وبينما كان التلفزيون يغوص أكثر في المسرح، يبدو الكثير من أهل المسرح يبتعدون عن هذا الأخير أكثر، حتى كادوا يهجرونه، نحو التلفزيون، الجهاز الأكثر انتشاراً وخدمة لنجوميتهم.
المسرح السوري الآن في اليوم العالمي للمسرح بلا كثير من أبنائه الذين علمهم سر الصنعة، فاختاروا أن يستثمروها في سوق التلفزيون.
وفي اليوم العالمي للمسرح الذي يوافق 27 مارس من كل عام، فإن حال المسرح السوري مجرد مثال على حال المسرح العربي، الذي ينطبق على الكثير من أبنائه، قول الشاعر "أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني".
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز