يدوران حول "قزم أحمر".. كوكبان خارج المجموعة الشمسية يبوحان بالأسرار
الأقزام الحمراء تعد نجوما صغيرة نوعًا ما وتصدر القليل من الضوء مقارنة بمعظم النجوم الأخرى، وهي عوامل تجعلها صعبة الملاحظة بالتفصيل
في البحث عن عوالم صالحة للسكن خارج حدود نظامنا الشمسي، فإن المسافة بين كوكب خارجي ونجمه، تعد عاملا حاسما في اكتشاف الكوكب، فكلما اقترب الاثنان، زادت فرصة تمكين علماء الفلك من اكتشاف الكوكب من الأرض.
ورغم أن الأقزام الحمراء، وهي أروع أنواع النجوم، تعد مثالية في هذا الصدد لقربها من الكواكب، لكن هذه النجوم صغيرة نوعًا ما وتصدر القليل من الضوء، مقارنة بمعظم النجوم الأخرى، مثل شمسنا، وهذه العوامل تجعلها صعبة الملاحظة بالتفصيل، وبدون الأدوات المناسبة، يمكن عدم اكتشاف أي كواكب قد تدور حولها.
ولكن مرصد (SAINT-EX) في المكسيك، وفر الأداة المناسبة التي سمحت بذلك، حيث يحتوي على تلسكوب بطول متر واحد، وهو مجهز بأجهزة مناسبة بشكل خاص لتمكين الكشف عالي الدقة عن الكواكب الصغيرة التي تدور حول نجوم الأقزام الحمراء.
وفي وقت سابق من هذا العام، تمكن التلسكوب من اكتشاف كوكبين خارج المجموعة الشمسية يدوران حول النجم (TOI-1266) الواقع على بعد حوالي 120 سنة ضوئية من الأرض، ويقدم البحث الذي نشر في العدد الأخير من دورية علم الفلك والفيزياء الفلكية، الانطباع الأول عن خصائص الكوكبين.
ويقول الدكتور بريس أوليفر ديموري، عالم الفلك بجامعة برن السويسرية، والذي قاد فريقا بحثيا دوليا في هذا العمل: "بالمقارنة مع الكواكب في نظامنا الشمسي، فإن الكوكبين (TOI-1266 b) و(TOI-1266c)، أقرب كثيرًا إلى نجمهما، ويستغرق الأمر 11 و19 يومًا فقط على التوالي للدوران حوله".
ويوضح أنه: "نظرًا لأن نجمهما المضيف أكثر برودة بكثير من الشمس، فإن درجات حرارتهما ليست شديدة جدًا، فالكوكب الخارجي لديه درجة حرارة تقارب درجة حرارة كوكب الزهرة (على الرغم من أنه أقرب إلى نجمه بـ7 مرات من كوكب الزهرة إلى الشمس)، كما أن الكوكبين لهما كثافة متشابهة، وربما لهما تركيبة من حوالي نصف المواد الصخرية والمعدنية ونصف الماء، وهذا يجعلهما كواكب نصف صخرية مثل الأرض أو الزهرة، ولكن أيضًا أكثر صخرية من أورانوس أو نبتون".
ويضيف: "من حيث الحجم، يختلف الكوكبان بوضوح عن بعضهما البعض، فالكوكب الداخلي (TOI-1266 b) قطره أقل بكثير من قطر الأرض، وهذا يجعله يسمى بـ(نبتون فرعي)، أما الكوكب الخارجي (TOI-1266 c) يزيد قليلاً على حجم كوكبنا مرة ونصف، وبالتالي، فهو ينتمي إلى فئة (الأرض الفائقة)".
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز