وزير الطاقة الأمريكي: نريد أمن الخليج.. والعالم أفضل بدون «حماس» (حوار)

قال وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت إن الولايات المتحدة تريد السلام والأمن لدول الخليج، مشددا على أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع حلفائها بالمنطقة من أجل ترسيخ الاستقرار، داعيا في الوقت نفسه إلى "القضاء على حماس".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه هادلي غامبل، كبير مذيعي IMI الدوليين، على هامش مشاركته في معرض "غازتك"، في أول تعليق له عقب الهجوم الإسرائيلي الذي تعرضت له قطر واستهدف قيادات من حركة حماس.
واعتبر الوزير الأمريكي أن "العالم سيكون أفضل حالا وأكثر استقرارا إذا تم القضاء على حماس"، مؤكدا أن الحركة "لم تقتصر في تهديدها على إسرائيل فحسب، بل مارست إرهابها أيضا ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية".
وأشار رايت إلى أن "الولايات المتحدة تريد السلام والأمن بين منتجي النفط في الخليج وحلفائنا في المنطقة"، مؤكدا أن "حماس شكلت تهديدا كبيرا لهذا الاستقرار وهذا الأمن، وكذلك إيران".
وشدد على أن واشنطن تسعى للعمل مع شركائها الخليجيين لإحلال السلام والازدهار في المنطقة، قائلا: "أعتقد أننا سنمضي قدما نحو السلام، لكن يجب القضاء على ما يهدده قبل الوصول إليه"، مستبعدا وقوع أي هجمات أخرى.
وتعرضت العاصمة القطرية الدوحة إلى هجوم إسرائيلي استهدف قيادات في حركة حماس، و أسفر عن مقتل عدد من مرافقيهم إضافة إلى أحد العناصر الأمنية القطرية، في هجوم قوبل بإدانات دولية وعربية واسعة.
العالم بحاجة للكثير من الطاقة
وفي الشأن الاقتصادي، علق الوزير على قرار "أوبك" الأخير بزيادة المعروض النفطي، معتبرا أن المنظمة تركز على النمو طويل الأمد للطاقة.
وأضاف أن "العالم يحتاج إلى الكثير من الطاقة، وأوبك لا تريد خسارة حصتها في السوق في ظل اقتصاد عالمي يتجه نحو نمو أسرع في السنوات المقبلة"، مشيرا إلى أن وجود سوق نفطي مزود جيدا أمر ضروري، ولا يشكل أي مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة.
وتطرق رايت إلى قضية الإمدادات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، موضحا أن بلاده تسعى لتكون موردا أكبر وأكثر موثوقية للطاقة إلى حلفائها.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستضاعف صادراتها من الغاز الطبيعي المسال خلال السنوات الخمس المقبلة، بعد أن أصبحت بالفعل أكبر مصدر عالمي في هذا المجال.
انتقادات لإدارة بايدن
وانتقد الوزير قرار الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بتجميد توسع صادرات الغاز الطبيعي المسال، واصفا إياه بـ"الفكرة السيئة للغاية" التي أضعفت الثقة بموثوقية الولايات المتحدة كمورد للطاقة.
وأضاف أن التعاون الأمريكي الأوروبي يشكل ركيزة أساسية في السياسة الأمريكية للطاقة والأمن، مذكرا بأن السياسات الأوروبية جعلت النمو الاقتصادي شبه متوقف خلال السنوات الأخيرة.
وقال رايت: "إذا نفذت سياسات تجعل الطاقة مكلفة وغير موثوقة وتعتمد على خصوم خارجيين، فهذا ليس جيدًا لاقتصادك ولا لأمنك القومي".
الحرب الروسية الأوكرانية
كما دعا الوزير الأمريكي إلى ممارسة ضغوط دولية منسقة على روسيا لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، معتبرا أن "الجميع سيستفيد من ذلك، بما فيهم الشعبان الروسي والأوكراني والعالم بأسره".
وردا على اتهامات روسيا لواشنطن باستغلال أسعار الغاز الطبيعي المسال، قال رايت إن الهدف الأمريكي هو "تزويد الحلفاء بالطاقة وتعزيز قدراتهم، إلى جانب تلبية احتياجات المواطنين الأمريكيين".
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملا جديدا يزيد الطلب العالمي على الطاقة، مؤكدا أن الولايات المتحدة تسعى لقيادة هذا المسار بالتعاون مع حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.
أسعار النفط
وعن أسعار النفط، قال رايت إنه لا يعلم متى قد تعود لتتجاوز حاجز الـ80 دولارا، لكنه شدد على أن "انخفاض أسعار النفط والغاز يعد مكسبا للمستهلكين"، مع ضرورة بقاء الأسعار عند مستوى يحفز الإنتاج.
وأوضح أن الإصلاحات التنظيمية التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب تهدف إلى خفض تكاليف الإنتاج وتسهيل عمل شركات النفط والغاز، ما يتيح أسعارا مستقرة ومنخفضة على المدى الطويل.
وختم رايت حديثه بالتأكيد على أهمية "أوبك" كمنتج رئيسي في سوق الطاقة العالمية، لكنه شدد على أنها لم تعد تتحكم بالاقتصاد العالمي كما كان الحال قبل عقود، بفضل ثورة النفط الصخري الأمريكية والسياسات الداعمة لقطاع الطاقة، موضحا أن النمو في الإنتاج الأمريكي يقوده رأس المال الخاص والابتكار، وليس الحكومة، وأي محاولة لخنق هذا النمو لا يستفيد منها أحد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQzIA== جزيرة ام اند امز