مساعدات إماراتية للسودان.. سبق إنساني يعزز جهودا سياسية لاحتواء الأزمة
50 مليون دولار مساعدات إماراتية إنسانية طارئة للسودان، في موقف متجدد من مواقف العطاء ترسّخ بها الإمارات ريادتها الإنسانية، وتوجه عبره نظر العالم لضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية.
مساعدات إنسانية تضاف لجهود دبلوماسية وسياسية إماراتية متواصلة على مدار الساعة لوضع حد لتلك الأزمة التي فتحت جرحا جديدا في الجسد العربي، في وقت كانت فيه الإمارات في طليعة دول المنطقة التي تسعى بشكل حثيث لتعزيز التضامن العربي وحل أزمات المنطقة وتصفير خلافاتها ولم الشمل العربي قبيل القمة العربية المرتقب عقدها في السعودية مايو/أيار المقبل.
ومنذ اندلاع الأزمة منتصف الشهر الجاري، بسبب اندلاع قتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، والإمارات تسابق الزمن عبر اتصالات ومباحثات ووساطات ضمن حراك متسارع على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد في السودان والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
رسائل إنسانية
جاء ذلك خلال كلمة السفيرة لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي.
وقالت نسيبة إن الاستقرار في السودان لن يتحقق من خلال العنف، مؤكدة أن بلادها تتخذ خطوات ملموسة للمساعدة في تخفيف الأوضاع الإنسانية الحرجة في السودان.
وحذرت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة من أن الاقتتال في السودان سيزيد من الخسائر ومعاناة الشعب.
ودعت نسيبة طرفي الصراع في السودان إلى احترام وقف إطلاق النار.
تحمل تلك المساعدات أهمية خاصة كونها ترسخ ريادة الإمارات الإنسانية كأول دول تعلن عن تقديم مساعدات إنسانية للسودان منذ اندلاع الأزمة به قبل 12 يوما.
أيضا بتلك المساعدات تدشن الإمارات حملة مساعدات إنسانية للسودان تعد في أمس الحاجة لها في الظروف الراهنة، لتخفيف تداعيات وويلات الصراع على المدنيين، إذ أكدت الإمارات أنهم هم من يدفعون الثمن.
كلمة الإمارات في مجلس الأمن الدولي جاءت مليئة بالرسائل الإنسانية للعالم وطرفي الصراع في السودان، محذرة من أن الاقتتال في السودان سيزيد من الخسائر ومعاناة الشعب، وإنه "ما من انتصار عسكري" هناك.
مساعدات توجه عبرها الإمارات نظر العالم لضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية.
تضامن إنساني
وعملت دولة الإمارات على توفير كافة خدمات الاستضافة والرعاية لرعايا 19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان ووجودهم فيها، كما ستستضيفهم دولة الإمارات على أراضيها قبيل نقلهم إلى دولهم.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أمس الثلاثاء، أنه في إطار الجهود الإنسانية لدولة الإمارات والتزامها بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، قامت الدولة بإجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان، وذلك استمرارا لنهجها الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومد يد العون للدول في أوقات الحاجة، مشيرة إلى أنها تضع المرضى والأطفال وكبار السن والنساء على رأس أولوياتها في هذا الصدد.
وأكدت الوزارة التزام دولة الإمارات بالعمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني.
وشددت على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
وساطات متواصلة
وقالت مصادر خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" قبل يومين إن جهودا إماراتية سعودية مصرية أمريكية جارية لإطلاق وساطة في السودان.
وأشارت المصادر الأمريكية التي تحدثت لـ"سكاي نيوز" إلى أن جهود الوساطة تسعى لجمع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوت الدعم السريع في لقاء في الرياض خلال أسابيع.
والبرهان ودقلو هما قطبا المكون العسكري في السلطة بالسودان الذي أطاح بحكم الرئيس المعزول عمر البشير في 2019.
والصدام الحالي هو الأخطر في تاريخ البلاد التي عانت لسنوات من حروب أهلية.
ويأتي الإعلان عن تلك الوساطة بعد أيام من نجاح وساطة إماراتية في تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان، لتتوج سجل أبوظبي الحافل في جهود نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، 20 إبريل/ نيسان الجاري، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.
وعقب اندلاع القتال، بثت قوات "الدعم السريع" مقطع فيديو عبر "تويتر"، يظهر وجود جنود مصريين بحوزتها في مطار مروي شمالي السودان، قبل أن يعلن الجيش المصري أنهم كانوا في تدريب مشترك مع الجيش السوداني وجار تأمين عودتهم.
وأعربت الإمارات ومصر عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين.
وذكرت وزارتا الخارجية في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية أن هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي.
وأكدت الوزارتان التزام دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بمواصلة جهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية.
وضمن أحدث جهود الدعم المتواصل، تعهدت دولة الإمارات بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، مشددة على أنه "ما من انتصار عسكري" هناك، وأن المدنيين هم من يدفعون الثمن.
على صعيد ذي صلة بجهودها الإنسانية، قامت دولة الإمارات بإجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من جمهورية السودان.
وجنبا إلى جنب مع جهودها الإنسانية على أكثر من صعيد يتواصل الحراك الدبلوماسي والسياسي الإماراتي لوضع حد لتلك الأزمة.
وشددتا على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان .
حراك دبلوماسي
وضمن حراك إماراتي سياسي ودبلوماسي متواصل لم تتوقف جهود الإمارات وقيادتها ودبلوماسيتها على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مباحثات هاتفية مع كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي خلال الأيام الماضية تناولت أهمية وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين وإعلاء المصلحة العليا للسودان والعودة إلى المسار السياسي.
وتطرقت مباحثات الرئيسين الإماراتي والمصري، الخميس الماضي، إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها البلدان لتهدئة الأوضاع في جمهورية السودان ووقف التصعيد والعودة إلى الحوار واستعادة المسار السياسي وذلك في ضوء دعم دولة الإمارات ومصر الشعب السوداني الشقيق في جهوده لتحقيق تطلعاته نحو تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في بلده.
وقبلها بيومين، شدد رئيس دولة الإمارات خلال مباحثاته مع شارل ميشال على أهمية وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين وإعلاء المصلحة العليا للسودان والعودة إلى المسار السياسي ، مؤكداً حرص دولة الإمارات على دعم الشعب السوداني الشقيق بما يحقق تطلعاته في البناء والتنمية.
وعبر رئيس المجلس الأوروبي خلال الاتصال، عن تقديره لسياسة دولة الإمارات الداعمة للسلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدا حرصه على التواصل البناء في التعامل مع مختلف القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وقبيل وبعد مباحثات القيادة الإماراتية أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي مباحثات هاتفية على مدار الأيام الماضية مع كل من نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله والأمريكي أنتوني بلينكن والكوري بارك جين والهولندي فوبكه هويكسترا، إضافة إلى جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تناولت الأوضاع في السودان.
وناقش الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع نظرائه في دول عدة سبل احتواء الأزمة الحالية ووقف التصعيد العسكري والتركيز على العودة لطاولة الحوار لتبني حلول سياسية وتحقيق توافق وطني بين جميع الاطراف يعيد الأمن والاستقرار للسودان وشعبه.
وأكد أهمية ضمان سلامة المدنيين ورعايا الدول الأخرى والعاملين في المجال الإنساني، مشددا على ضرورة الوقف السريع للعمليات العسكرية والحفاظ على مقدرات السودان وشعبه.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن دولة الإمارات تقف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق وتدعم تطلعاته نحو مستقبل آمن وسلمي، مؤكدا أهمية دفع الجهود الرامية إلى العودة لطاولة الحوار لحل القضايا الخلافية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة لهذه الأزمة.
ومنذ 12 يوما، يعيش السودان وضعا صعبا بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين، بحسب حصيلة رسمية.