محمد بن زايد في أنغولا.. رسائل مهمة خلال زيارة «تاريخية»

زيارة تاريخية بدأها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأحد، إلى أنغولا تتوج العلاقات الإماراتية الأفريقية المتنامية.
ويرتقب أن تسهم الزيارة في دفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق واعدة، في إطار اهتمام دولة الإمارات بتعزيز الشراكات التنموية والدبلوماسية مع دول القارة السمراء.
تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا بعد 8 زيارات أجراها رئيس أنغولا جواو مانويل غونسالفس لورينسو إلى الإمارات منذ توليه الرئاسة سبتمبر/أيلول 2017.
شهدت تلك الزيارات عقد 5 قمم ولقاءات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس أنغولا، تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
وتخللت تلك القمم والزيارات الرئاسية واستبقتها وأعقبتها زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، كان أحدثها زيارة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، إلى العاصمة لواندا 20 يونيو/ حزيران الماضي.
فيما كانت أبرز تلك الزيارات، الزيارة التي أجراها الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، إلى أنغولا ديسمبر/كانون الأول 2017، بعد 3 أشهر فقط من تولي الرئيس جواو مانويل مقاليد الحكم في الفترة الرئاسية الأولى.
رسائل مهمة
خلال تلك الزيارات المتبادلة حرص مسؤولو البلدين على نقل رسائل «مهمة»، تبرز الحرص على تعزيز العلاقات بين البلدين.
ضمن أحدث الزيارات المتبادلة، استقبل جواو مانويل لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا، 20 يونيو/حزيران الماضي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى مناقشة الجهود المشتركة لتوسيع وتطوير مسارات التعاون في مختلف المجالات والفرص لتوطيدها ودفعها إلى الأمام، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.
جاءت زيارة الشيخ شخبوط بن نهيان إلى أنغولا انطلاقا من نهج دولة الإمارات، في بناء شراكات راسخة وفاعلة تحقق المصالح المشتركة في المزيد من التقدم والازدهار.
تعزيز التعاون
وقبيل تلك الزيارة بنحو عام، أجرت فيرا ديفيز دي سوزا، وزيرة مالية أنغولا زيارة للإمارات في 17 يوليو/تموز 2024، التقت خلالها محمد بن هادي الحسيني، وزير الدولة الإماراتي للشؤون المالية.
وبحث الوزيران مجالات التعاون في الموضوعات المتعلقة بالقطاع المالي إلى جانب القطاعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين.
وأكد الوزير الحسيني حرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع جمهورية أنغولا والارتقاء بها إلى مستويات أكثر نموا وتقدما، ونوه بدعم الدولة للمشاريع التنموية في جمهورية أنغولا.
وقال: "تشهد علاقات بلدينا الثنائية نموا وتطورا مستمرين، على مختلف الأصعدة، ونتطلع إلى تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، بما في ذلك مناقشة مشروعات وفرص جديدة للتعاون".
محطة مهمة
أما أبرز الزيارات المتبادلة بين البلدين، والتي تعد محطة مهمة في تاريخ العلاقات المتبادلة، فكانت الزيارة الرسمية التي أجراها الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة إلى أنغولا في ديسمبر/كانون الأول 2017، بدعوة من رئيس أنغولا، بعد نحو 3 شهور من توليه مقاليد الحكم.
وأعرب الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان خلال اللقاء عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في تنمية وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك والارتقاء بها إلى مستوى طموحات البلدين، مشيرًا إلى أن هناك رغبة مشتركة لدى الجانبين في فتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات.
بدوره، رحب رئيس أنغولا بالشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، مؤكدا حرص قيادة وحكومة بلاده على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون في شتى الميادين وفتح قنوات جديدة للاتصال والتواصل بين الشعبين.
جرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون والسبل الكفيلة بتعزيزه وتطويره خاصة في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والزراعية والطاقة والنقل التي تعود على البلدين وشعبيهما بالخير والنفع، إلى جانب مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء التطورات والمستجدات الراهنة الإقليمية والدولية.
اتفاقيات ومذكرات تعاون
الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تخللها إبرام اتفاقيات ومذكرات لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.
ضمن تلك الزيارات البارزة، الزيارة التي أجراها رئيس أنغولا لدولة الإمارات في ديسمبر/كانون الأول 2021، والتقى خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رئيس أنغولا، بمقر "إكسبو 2020 دبي".
وأعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن اعتزاز دولة الإمارات بعلاقات الصداقة والشراكة التي تجمعها بجمهورية أنغولا في مختلف المجالات، والحرص على اكتشاف المزيد من الفرص للارتقاء بهذا التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز جهود التنمية الشاملة في البلدين.
وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية وما تشهده من تطور على مختلف الأصعدة لا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري.
وقد شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والرئيس جواو مانويل غونسالفس لورينسو تبادل مذكرات التفاهم حول تعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات الحيوية تشمل الطاقة والنقل والتحوّل الرقمي.
وشملت المذكرات المُتبادلة بين الجانبين:
- مذكرة تفاهم للتعاون بين شركة أبوظبي للطاقة "مصدر" ووزارة الطاقة والمياه في جمهورية أنغولا لاستكشاف إمكانية تنفيذ برنامج للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة.
- مذكرة نوايا بين شركة موانئ أبوظبي ووزارة النقل في أنغولا للتعاون في قطاع النقل والقطاعات ذات الصلة.
-مذكرة تفاهم بين مجموعة "إيدج - EDGE" وحكومة أنغولا حول مستقبل التعاون المشترك.
مذكرة تفاهم بين شركة "بريسايت - PRESIGHT " وحكومة أنغولا حول التعاون في مجال التحوّل الرقمي.
ومن بين أبرز الاتفاقيات الهامة بين البلدين -كذلك-، توقيع مجموعة موانئ أبوظبي في 23 أبريل/نيسان 2024 اتفاقية امتياز لمدة 20 عاماً “قابلة للتمديد لعشرة أعوام أخرى” مع سلطة موانئ لواندا لتحديث وتشغيل محطة لواندا متعددة الأغراض في أنجولا.
وفي 13 يونيو/حزيران 2024، وقعت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اتفاقية تعاون مع غرفة التجارة والصناعة الأنغولية - الإمارات، بهدف مد جسور التعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية وإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية لرجال ورواد الأعمال والمستثمرين في الجانبين.
وتهدف اتفاقية التعاون إلى دعم جهود إجراء الدراسات المشتركة وتبادل البيانات الاقتصادية حول الفرص الاستثمارية لدى الجانبين، واستضافة الجهتين في الفعاليات والمعارض والأنشطة التجارية الدولية التي تعقد محلياً في سواءً في أبوظبي أو أنغولا.
وبحسب الاتفاقية، سيتم الترويج والتسويق لأنشطة الطرفين والمراكز والجهات التابعة لهما بين أعضاء الغرفتين، فضلاً عن تعزيز ودعم وزيادة الفرص الاستثمارية عبر مختلف القطاعات الاقتصادية، بالإضافة إلى تبادل الوفود التجارية والمشاركة في البعثات الرسمية وتنظيم فعاليات مشتركة تخدم قطاعات الأعمال لكلا الطرفين.