أحمد الفلاسي: الإمارات تمتلك نهجا استشرافيا في "المهارات المتقدمة"
الدكتور أحمد بالهول الفلاسي يؤكد أن الإمارات أطلقت العديد من المشاريع والمبادرات المستقبلية المدروسة في ملف المهارات المتقدمة.
قال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة في الإمارات، إنَّ دولة الإمارات قادرة على ريادة ملف المهارات المتقدمة بفضل نهجها الاستشرافي، وإطلاقها العديد من المشاريع والمبادرات المستقبلية المدروسة في هذا الإطار.
جاء ذلك خلال جلستين قدمهما ضمن مبادرة "سلسلة الرواد" التي تنظمها أكاديمية دبي للمستقبل في دورتها الثانية خلال شهر رمضان المبارك، والتي تهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة، ورفع مستوى الوعي المجتمعي من خلال "مجلس المستقبل" الذي يستعرض مختلف المبادرات المبتكرة.
وأوضح خلال مشاركته أهمية موضوع المهارات المتقدمة، مشيراً إلى طبيعة العلاقة التي تجمع بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها وتوفر المصادر اللازمة لتلبية احتياجاته، مشيراً إلى أن تطوير المهارات وتبنيها هي الوسيلة التي يطوّع الفرد من خلالها بيئته ليتمكن من تلبية احتياجاته.
وتحدث عن أهمية المهارات المتقدمة في ظل ما يشهده سوق العمل من تغيرات سريعة نتيجة التوجهات التقنية المتقدمة في الأتمتة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة، مشيراً إلى دراسة "أوكسفورد مارتن" التي توقعت أتمتة 47% من الوظائف، ودراسة "المنتدى الاقتصادي العالمي" بتقريره الذي أشار إلى أن 64% من الطلبة سيشغلون وظائف جديدة ليست متاحة في وقتنا الحاضر.
وأشار إلى أنه في حين تشكّل هذه التوجهات تحدياً عالمياً، فهي تمثّل بالنسبة لدولة الإمارات فرصة فريدة، نظراً للنهج الاستشرافي الذي لطالما مكّن الإمارات من ريادة مختلف القطاعات، حيث تطرق إلى عدد من الأمثلة في هذا المجال ومن أبرزها تطوير ملف المهارات المتقدمة بالتوازي مع ملف التعليم العالي، إلى جانب التركيز على ملف الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة على النظر في مستقبل البحث العلمي عبر مختلف القطاعات.
وأردف : "من الصعب التنبؤ أو تحديد المهارات المطلوبة للمستقبل، نظراً إلى الوتيرة المتسارعة لتطور التكنولوجيا من حولنا. ولهذا، يكمن الحل الأمثل في أن يكون لدى القوى العاملة بنية أساسية من المهارات الأولية، وطريقة تفكير موجهة نحو العمل لتحقيق التحفيز الذاتي والسعي الدائم لاستغلال الموارد والدعم المتاح، بما يمكنهم من مواصلة التعلم مدى الحياة للمهارات المهنية واللازمة لإبقائهم مواكبين لمتطلبات سوق العمل".
وقال: "إنه عند مناقشة المهارات المتقدمة تتبادر إلى الذهن وبالدرجة الأولى وظائف ومهارات فنية عالية، مثل البرمجة وتحليل البيانات، وهندسة الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الرعاية الصحية، ولكن هذا ليس سوى جزء من الصورة الأكبر، حيث إن المهارات الشخصيّة مثل مهارات التواصل والتعاون والإبداع والتفكير التحليلي والنقد وروح الريادة والمبادرة تعتبر بذات الأهمية".
المهارات المتقدمة في الإمارات
وبجانب الإشارة إلى النماذج العالمية في هذا المجال وأوجه التشابه والاختلاف بينها، استعرض الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، نموذج ملف المهارات المتقدّمة في دولة الإمارات بشكل خاص وما يجري العمل عليه في هذا المجال، والتطلّعات المستقبلية المرتبطة به، مشيراً إلى أن النموذج الإماراتي يقوم على نهج شامل نواته الفرد، يهدف إلى تطوير كوادر ذات مهارات مرنة تتلاءم مع متطلبات سوق العمل المستقبلي وتواكب تغيراته عبر ترسيخ مفهوم "التعلم مدى الحياة".
وقال إنَّ النموذج الإماراتي يركز على عدة فئات عمريّة، وعلى عدة ركائز معنيّة بتطوير مهارات الفرد من أهمها "النظام التعليمي" باعتبارها الركيزة الأساسية التي يتم ترجمة رؤى الإمارات فيها عن طريق توظيف الذكاء الاصطناعي والبرمجة وتعزيز المهارات الشخصيّة وبرنامج التربية الأخلاقية في قطاع التعليم العام، ومن خلال اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي التي تركّز على أربعة محاور هي الجودة والابتكار والكفاءة والمواءمة فيما يخص قطاع التعليم العالي.
وأشار إلى أنه جرى في هذا الإطار تحديث برنامج الابتعاث وتحفيز الطلبة على تنويع اختياراتهم لتشمل دولاً متقدمة في مؤشرات الابتكار، مثل اليابان، والصين، وفنلندا، وكوريا الجنوبية، والتي صُنّفت كدول ذات أولوية في الابتعاث، بالإضافة إلى توسعة خيارات المجالات البحثية والبرامج للطلبة الراغبين في الابتعاث لتشمل الابتكار، واستشراف المستقبل، وعلوم الفضاء، والطب والعلوم الصحية، ومصادر المياه، والطاقة البديلة والمتجددة، والاستدامة والتكنولوجيا النظيفة، والزراعة ونظم الأغذية، والنقل والمواصلات والبنية التحتية، وعلوم البحار والمحيطات.
وأكد أنه يجري العمل على تبني آليات فاعلة لتطوير المهارات المتقدّمة لدى طلبة التعليم العالي والموظفين في كلا القطاعين العام والخاص، والتي سيتم الإعلان عنها تباعاً خلال المرحلة المقبلة. كما أشار إلى أن ملف المهارات المتقدّمة يأتي في إطار جهود قيادتنا الرشيدة التي وضعت مئوية الإمارات 2071 لتجهيز جيل يحمل راية المستقبل، ويتمتّع بأعلى المستويات العلمية والاحترافية والقيم الأخلاقية والإيجابية، وذلك لضمان الاستمرارية وتأمين المستقبل، وحياة أفضل للأجيال المقبلة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة في العالم.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA=
جزيرة ام اند امز