أول رائدي فضاء إماراتيين يكملان تدريبهما في المركز الأوروبي
البرنامج تضمن تدريبات على الوحدة الأوروبية-كولومبوس من محطة الفضاء الدوليّة وهي عبارة عن مختبر أبحاث علمية تُجرى في الفضاء.
أعلن المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في مدينة كولون الألمانية إتمام تدريب رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي؛ ضمن خطة التدريبات في إطار الاستعدادات لانطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدوليّة في 25 سبتمبر على متن مركبة "سويوز إم إس 15".
وتضمن البرنامج تدريبات على الوحدة الأوروبية-كولومبوس من محطة الفضاء الدوليّة وهي عبارة عن مختبر أبحاث علمية تُجرى في الفضاء.
وحضر جانباً من التدريبات يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وسالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد.
وأتمَّ رائدا الفضاء الإماراتيان نحو 30 ساعة من التدريبات النظرية والعملية، أشرف عليهما مجموعة خبراء مختصين من وكالة الفضاء الأوروبية، وركّزت على الأجهزة والأنظمة الموجودة في الوحدة الأوروبية من محطة الفضاء الدوليّة ومنها نظم دعم الحياة التي تضمن الحفاظ على حياة الرواد في المحطة.
وتدرّب الرائدان كذلك على وسائل الاتصال بالمحطة الأرضية داخل نموذج مطابق للمختبر الأوروبي كولومبوس الموجود على متن محطة الفضاء الدوليّة، والذي يُعد أكبر مساحة أوروبية من المحطة تتشارك فيها "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية لإنجاز أكبر عدد من الأبحاث العلمية في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً.
وخضع الرائدان إلى مجموعة من التدريبات على التجارب العلمية التي سيتعين على رائدي الفضاء الإماراتيين العمل عليها خلال فترة وجودهما على متن المحطة.
وجرى هذا التدريب بالتعاون مع مدربين وباحثين من وكالة الفضاء الأوروبية وتضمنت التجارب العلمية 4 أنواع رئيسية شملت تجربة إدراك الزمن في بيئة الجاذبية الصغرى، وديناميكا الموائع في الفضاء (Fluidics)، وتأثير الفضاء على الدماغ، ودراسة تأثير الرحلات الفضائية على الحمض النووي (DNA) في الجسم البشري؛ حيث ستُجرى هذه الدراسة لأول مرة على إنسان من المنطقة العربية.
واطلع يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال جولة تعريفية في مختلف الأقسام الخاصة بالتدريب في المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، على أحدث التقنيات، والأجهزة العلمية المتطورة ذات الكفاءة العالية، التي تستخدم في تدريب رائدي الفضاء الإماراتيين.
وقال الشيباني إن المركز الأوروبي يمتلك مستوى متقدماً من الخدمات، شملت أحدث التقنيات والأجهزة العلمية المتطورة؛ الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تطوير وبناء قدرات هزاع المنصوري وسلطان النيادي.
وأكد أن "ما شاهدته في المركز يعكس حرص قيادة دولة الإمارات على توفير جميع الإمكانات والتقنيات الحديثة، التي تؤهّل رائدي الفضاء الإماراتيين لأداء مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدوليّة على أكمل وجه، والعودة إلى أرض الوطن بسلام؛ لاستكمال مسيرة البناء، لاسيما في قطاع الفضاء".
وأوضح سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن ضرورة هذه التدريبات تكمن في استعداد رائد الفضاء الإماراتي للتجول في محطة الفضاء الدوليّة والعمل في مختلف أقسامها بطلاقة خاصة في الحالات الطارئة، وكذلك القيام بالمهام العلمية التي ستوكل إليه على متن المحطة على أكمل وجه.
وأكّد المري أن "تجربتي الحمض النووي وإدراك الزمن بدأتا خلال التدريبات عن طريق أخذ عينات وبيانات أولية من رائدي الفضاء الإماراتيين؛ إذ إن الهدف من هذه التجارب هو قياس أثر بيئة الجاذبية الصغرى والسفر إلى الفضاء على جسم الإنسان".
ويعد المركز الأوروبي لرواد الفضاء EAC، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بمدينة كولون في ألمانيا الجهة المسؤولة عن تدريب وتحضير رواد الفضاء للمهمات المستقبلية في وكالة الفضاء الأوروبية؛ حيث يضم 4 أقسام.
يختص كل قسم بمهمة معينة كالتدريب والطب والتعليم، إضافة إلى قسم خاص بالتواصل مع رواد الفضاء على متن المحطة الفضائية الدولية عبر شبكة التحكم الأرضية.
ويعمل أيضاً بشكل رئيسي على تجهيز رواد الفضاء بالخبرات اللازمة (كالتدرب باستخدام بركة الطفو المحايد)، ودعمهم بجميع التقنيات اللازمة تحت إشراف مختبر "كولومبوس"، الذي أُطلق في فبراير/شباط 2008 على متن المركبة الفضائية أتلانتيس وسُمي تيمناً بالرحالة والمستكشف كولومبوس.
ويُدرِّب المركز رواد الفضاء على كيفية تشغيل الأجهزة الأوروبية على متن محطة الفضائية الدوليّة، إضافة إلى التأكد من الحفاظ على رواد الفضاء بمستويات عالية من الصحة واللياقة والكفاءة، من خلال توفير الرعاية الطبية المتخصصة والدعم العام لرواد الفضاء الأوروبيين في جميع مراحل المهمة.
مركز محمد بن راشد للفضاء، يشرف على برنامج "الإمارات لرواد الفضاء" الذي يعد جزءاً من "البرنامج الوطني للفضاء" ويهدف إلى إعداد الدفعة الأولى من رواد الفضاء للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية.
ويسهم البرنامج في تحقيق الاستراتيجية الوطنية الرامية لتطوير كوادر علمية وإعداد الأجيال المقبلة وفق أعلى المستويات العالمية، ويحقق تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية وطموحات الدولة في هذا المجال.
ويحظى برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بدعم مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويُعد هذا الصندوق، الذي أطلق في عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الإمارات، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الإمارات في الاقتصاد العالمي.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA=
جزيرة ام اند امز