"الحوثي" ينهار.. صراع النفوذ والأجنحة المتناحرة
صراع المناصب وجني المال يضرب من جديد صفوف مليشيات الحوثي الإرهابية، في مرحلة تبشر بانهيار معسكر الشر
صراع المناصب والنفوذ وجني الأموال يضرب من جديد صفوف مليشيات الحوثي الإرهابية، في مرحلة تبشر بانهيار معسكر الشر الذي اختطف اليمن منذ ما يزيد على أربعة أعوام.
صراع أخرج الانقسامات في صفوف المليشيات من الخفاء إلى العلن، لتطفو إلى الواجهة، وتُخرج للملأ صراع أجنحة متناحرة على السلطة في صفوف الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران.
أحداث متتالية رفعت وتيرة الانقسامات إلى أشدها، وفضحت كواليس كانت المليشيات حتى وقت قريب تكابد من أجل عدم إظهارها للعلن، لينكشف الوجه الحقيقي للجماعة الانقلابية، وطبيعة بنائها المستند إلى نهج العصابات.
فبعد استقالة محافظ ذمار (شمال) المعين من قبل المليشيات، شهدت مدينة إب (وسط) تناحرا مسلحا بين قياداتها مازالت نيرانه تهدد بالتهام المدينة.
صراع النفوذ والموارد
مراقبون اعتبروا أن الانقسامات والاشتباكات المسلحة بين القيادات الحوثية، قد تتجدد وإن تغير مكانها وزمانها، وأن الصراع بين الأجنحة داخل الجماعة قد ظهر للعلن، مدفوعا بالمصالح والرؤى المتداخلة، ولم تعد قادرة على إخفائه.
وشهد اليومان الماضيان أحداثا متتالية أربكت الانقلابيين، فبعد استقالة محافظ ذمار (شمال) المعين من قبل المليشيا، شهدت مدينة إب (وسط) تناحرا مسلحا بين قياداتها مازالت نيرانه تهدد بالتهام المدينة.
واعتبر مراقبون أن الانقسامات والاشتباكات المسلحة بين القيادات الحوثية، قد تتجدد وإن تغير مكانها وزمانها، وأن الصراع بين الأجنحة داخل الجماعة قد ظهر للعلن، أمام المصالح والرؤى المتداخلة، ولم تعد الجماعة قادرة على إخفائه.
وأرجع مراقبون أسباب ودلالات تلك الحوادث في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى صراع يتمحور حول النفوذ والموارد المالية، في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها، وتحقيق البعض منهم ثروات هائلة، في ظل انعدام أي رقابة.
وألمحت مصادر قبلية، لـ"العين الإخبارية"، إلى مساع حوثية للتخلص من كل الشخصيات الاجتماعية والقبلية التي وقفت معها، وسهلت وساندت انقلابها من التيارات الحزبية والقبلية المختلفة، والتي لا تنتمي عقائدياً إلى الجماعة.
وأضافت المصادر أن مليشيا الحوثي تستهدف بالأساس من تسميهم بـ(المتحوثين)، وذلك بعد دفعهم إلى الواجهة واستنفاد المصالح المؤقتة وإحراقها أمام قواعدها الشعبية.
قرائن
قرائن كثيرة، منها ما ظهر للعلن ومنها ما يتم التكتم عليه من قبل المليشيات حتى الآن، تؤكد بلوغ الانقلابيين حافة الانهيار جراء الانقسامات.
لكن التبريرات التي ساقها محافظ ذمار المعين من الحوثيين، محمد حسين المقدشي، عند استقالته كشفت عما اعتبره "توسعا للفساد".
واعترف المقدشي، عبر صفحته الرسمية في"فيسبوك"، بوصول الأوضاع داخل ذمار، إلى مرحلة صعبة من الانفلات، وتوسع للفساد بشكل مهول من قبل المشرفين الحوثيين، وابتلاع جميع مكاتب ومؤسسات الدولة.
وأكد على أنهم "يتحكمون في قراراتها وموظفيها من المديرين والعاملين"، فيما وقف عاجزاً كمحافظ عن "إحداث أي تغيير أو اتخاذ قرار".
وسبقه تقديم الأمين العام للمجلس المحلي بأمانة العاصمة صنعاء، أمين جمعان، استقالته، وفقاً لوثيقة موقعة باسمه، رغم العلاقة الواسعة التي كانت تربطه بالحوثيين، وقيادتهم منذ انقلابهم، وتسهيلاته الكثيرة لهم.
وطبقا للمصادر، فإن الأسباب التي دفعت جمعان للاستقالة تعود إلى مصادرة مليشيات الحوثي لصلاحيات المجلس المحلي بأمانة العاصمة، وتحويله من مسؤول إلى مجرد تابع لمشرفيها ينفذ أجنداتها دون أي اعتراض، وبشكل مخالف للقانون واللوائح الخاصة بالسلطة المحلية.
خوف مستمر ورقابة
منتصف يونيو/ حزيران الماضي، أقدمت 8 دوريات حوثية مسلحة على محاصرة منزل عضو البرلمان، ووزير التجارة السابق المعين من قبل الحوثيين، عبده بشر، في صنعاء، وقاموا باعتقال اثنين من أقاربه يعملان مرافقين معه.
وجاء اقتحام مليشيات الحوثي لمنزل بشر عقب سلسلة انتقادات وجهها لسياسات الجماعة الانقلابية، متهما إياهم بالفساد والإقصاء للشركاء، في تصريحات تعتبرها الجماعة صادرة عما يسمى بـ"الطابور الخامس" وتتهمهم بـ"شق الصف وخدمة الشرعية".
وعلق القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، على الحادثة، بأن هذه العصابة المتمثلة في المليشيات الحوثية، "لا عهد لها ولا مواثيق ولا تراعي حرمات ولا أخلاق، ولن تترك أحدا حتى ممن حالفها".
فيما علمت "العين الإخبارية" من مصادر خاصة أن محاصرة المنزل جاءت بعد أن فقدت المليشيا التواصل به، واختفائه عن الرقابة التي تفرضها على مختلف المسؤولين في مناطق سيطرتها، ممن لا ينتمون لها عقائديا.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز