الإمارات في الأمم المتحدة.. إشادات تتواصل وثقة دولية تتزايد
جهود بارزة تقوم بها الإمارات لدعم الأمن والاستقرار الدولي ومواجهة أبرز تحديات البشرية عبر حراكها الفاعل بالأمم المتحدة بمختلف أجهزتها.
وضمن أحدث تلك الجهود، يترأس الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وفد بلاده إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، والمنعقدة حاليا في نيويورك.
مشاركة توظفها الإمارات لصالح تحقيق أهدافها في دعم الأمن والسلم الدوليين ومكافحة الإرهاب ونشر التسامح والأخوة الإنسانية وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات البشرية وعلى رأسها مكافحة تغير المناخ، وتسليط الضوء على جهوده البارزة في هذا الصدد.
يتحقق ذلك من خلال المباحثات والاجتماعات التي يعقدها الوفد الإماراتي مع نظرائه من دول العالم خلال الدورة التي من المتوقع أن يشارك فيها أكثر من 150 شخصية من رؤساء الدول والقيادات الحكومية، أو من خلال خطاب الإمارات الذي سيلقيه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان اليوم السبت، خلال أعمال هذه الدورة، ويستعرض خلاله أولويات سياسة دولة الإمارات ورؤيتها لقضايا السلام والأمن والتعاون الدولي.
وتعقد الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت تتعاظم فيه مكانة الإمارات، وتتواصل ريادتها الدولية، وتتزايد ثقة العالم في قدراتها.
وأسهمت القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في تعزيز مكانة بلاده ورفعتها ودعم مركزها وتعزيز حضورها الفاعل عربيا وإقليمياً وعالمياً وتزايد الثقة الدولية في قيادتها ودبلوماسيتها.
وتجلت تلك الثقة الدولية بفوز الإمارات وكفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية العديد من المؤسسات واللجان الأممية ودولية، أو اختيارها لتنظيم فعاليات دولية مهمة تابعة للأمم المتحدة.
قمة المناخ
وتستضيف الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، أهم قمة دولية معنية بمواجهة أكبر تحديات البشرية وهو تغير المناخ.
وضمن مساعيها المستمرة لتكثيف العمل المناخي، وتوطيد التعاون الدولي للحد من آثار التغير المناخي، تشارك دولة الإمارات في "قمة الطموح المناخي" التي انطلقت بالأمم المتحدة في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، بهدف تسريع التحول العادل إلى اقتصاد عالمي قادر على التكيف مع التغير المناخي، حيث تعد هذه القمة محطة مهمة في مجال العمل المناخي، قبل انطلاق الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 28)، أواخر هذا العام في دبي.
وفي هذا السياق، عقد، وما زال يعقد، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، الرئيس المعين للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف COP28، الذي يترأس فريق المؤتمر إلى الجمعية العامة، عددا من الفعاليات المهمة والاجتماعات الثنائية، بهدف حشد الدعم اللازم لتحقيق مخرجات طموحة وشاملة للجميع، منها طاولتان مستديرتان على المستوى الوزاري، إحداهما حول التقييم العالمي، والأخرى حول الخسائر والأضرار ، وسيستضيف الفريق أيضاً مجموعة من الأحداث المهمة التي ستنشط جدول أعمال المؤتمر.
استضافة الإمارات COP 28، تعكس ثقة العالم بقدراتها، وقيادتها الرشيدة على قيادة العالم في التصدي للتحديات المصيرية التي يواجهها.
مجلس الأمن الدولي
أيضا تعقد الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة مع استمرار عضوية الإمارات في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على مدار عامي 2022-2023، الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين.
وترأست الإمارات مجلس الأمن الدولي شهر يونيو/ حزيران الماضي، للمرة الثانية بعد أن ترأسته شهر مارس/ آذار من العام الماضي، وحققت خلال رئاستها إنجازات تاريخية تسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
ضمن أبرز تلك الإنجازات، اعتمد مجلس الأمن يونيو /حزيران الماضي قراراً تاريخياً، اشتركت في صياغته كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة، حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي يقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تفشي هذا الداء وتصعيده، وتكرار النزاعات في العالم.
ومع استمرار عضويتها في المجلس، الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، تواصل الإمارات جهودها كشريك بنّاء في المجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الراهنة مثل الحفاظ على السلام، وتعزيز التسامح، والتغير المناخي، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، ولمعالجة الأزمات الصحية العالمية، والابتكار في التنمية.
تلك الجهود ستتواصل لترك بصمة إماراتية - عربية بارزة في إحدى أهم مؤسسات العمل الجماعي الدولي، في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها البشرية عبر تاريخها، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات في تصريحات سابقة له.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "منذ تسلمت الإمارات موقعها في مجلس الأمن الدولي بداية 2022، جسدت الدولة، بمواقفها ومبادراتها، تطلعات الشعوب في العالم كله نحو التعاون والسلام والتنمية".
وأردف: "ستواصل الإمارات دورها الإيجابي خلال الفترة المتبقية في عضوية المجلس حتى تترك بصمة إماراتية - عربية بارزة في إحدى أهم مؤسسات العمل الجماعي الدولي في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها البشرية عبر تاريخها".
وبين أن الإمارات ستواصل دورها المستدام من أجل ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والعمل على حل النزاعات والصراعات، أياً كان نوعها ومكانها ودرجة تعقيدها، من خلال السبل الدبلوماسية، والتحرك في كل اتجاه لتعزيز فرص التفاهم والحوار على الساحتين الإقليمية والدولية، والدعوة إلى التسامح والاعتدال ونبذ التطرف والتعصب.
وسجلت الإمارات من خلال رئاستها وعضويتها بالمجلس مواقف ورسائل مهمة مساندة للقضايا العربية والدولية العادلة، تستهدف في مجملها تعزيز وتأمين السلام الإقليمي وصون السلم والأمن الدوليين الذي يعد نهجاً متأصلاً في سياسة دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد.
وطوال فترة عضويتها بالمجلس لم يتوقف دعم دولة الإمارات للقضية الفلسطينية، في رسالة مهمة تؤكد خلالها دعمها الأبدي للحق الفلسطيني، وأن توقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات العربية المتحدة دائما لدعم حقوقه.
أيضا عملت دولة الإمارات بكل طاقاتها لخفض التصعيد والتوتر جراء الوضع في أوكرانيا، والعودة إلى الحوار والمفاوضات وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي.
إنجازات حقوقية
أيضا تعقد الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت تتواصل فيه عضوية دولة الإمارات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الدورة التي بدأت 2022 وتتواصل حتى 2024.
وتبذل الإمارات من خلال عضويتها جهودا رائدة في ترسيخ الحقوق والحريات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي مايو/أيار الماضي قدمت دولة الإمارات تقريرها الوطني الرابع في إطار الدورة الثالثة والأربعين للفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتضمن التقرير سجلا حافلا بالإنجازات الحقوقية في مختلف المجالات محليا ودوليا، كما تضمن خارطة طريق لتحقيق المزيد من تلك الإنجازات، وبناء قواعد استدامتها.
وأبرز التقرير، بالحقائق والأرقام، التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ استعراضها تقريرها الدوري الثالث في يناير/كانون الثاني 2018.
حقائق وأرقام تتضمن ما أحرزته في مجال الرعاية الصحية والتعليم وحقوق المرأة والطفل والشباب وكبار السن وذوي الهمم، على الصعيدين المحلي والدولي، معززة بشهادات وتقارير دولية تنصف الجهود الإماراتية وتشيد بها.
كما تضمن التقرير نماذج لمبادرات إماراتية ملهمة لنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية، يجني ثمارها العالم أجمع اليوم، بعد أن اعتمدها العالم في أجندته الأممية، كاليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
حضور دولي بارز
أيضا واصلت دولة الإمارات تعزيز حضورها الفاعل في أرفع المنظمات والهيئات والمجالس الدولية عبر توالي الإنجازات المرتبطة بانتخابها أو فوز كفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية تلك المؤسسات والهيئات، الأمر الذي يعكس حجم الثقة العالمية بالدولة وكفاءاتها في المجالات والقضايا كافة التي تهم المجتمع الدولي.
ونهاية مايو/أيار 2022، فازت الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس" والتي تضم في عضويتها 100 دولة، الأمر الذي يعكس نجاح سياستها الخارجية وحجم قوتها الناعمة المتصاعدة.
وتولى عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ منصب رئيس اللجنة التي تأسست لأول مرة عام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين 2022-2023.
تصفير الأزمات
أيضا تعقد الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت يواصل فيه العالم حصد ثمار جهود دولة الإمارات الرائدة لتصفير الأزمات بالمنطقة وبناء جسور التعاون مع مختلف الدول.
وأثمرت دبلوماسية دولة الإمارات الحكيمة عن عودة العلاقات مع تركيا إلى مسارها الطبيعي، بعد الزيارة التاريخية التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وكانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، بعد فترة فتور، قبل أن تعود إلى مسارها الطبيعي أيضا بين السعودية وتركيا.
وتشهد علاقات مصر وتركيا حاليا نقلة نوعية، توجت بإعلان البلدين 4 يوليو/تموز الماضي رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، في خطوة تنهي 10 أعوام من القطيعة.
أيضا أثمرت دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عن تقدم ملموس على طريق العلاقات بين دولة الإمارات وإيران، بإعادة سفير دولة الإمارات إليها أغسطس/آب 2022 بعد 7 سنوات من سحبه.
ومؤخرا، بدأت السعودية وإيران فتح صفحة جديدة في العلاقات، توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بموجب اتفاق توصل له البلدان، برعاية صينية، 10 مارس/آذار الماضي، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات.
وتوج ذلك التقارب، بوصول عبدالله بن سعود العنزي أول سفير سعودي لدى إيران منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية لمباشرة مهام عمله 5 سبتمبر/ أيلول الجاري.
ومنتصف الشهر الماضي، بدأ السفير الإيراني لدى السعودية، علي رضا عنايتي، عمله في الرياض، ما يتمم عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
إشادات دولية
أيضا تعقد الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتزايد التقدير الدولي لجهود دولة الإمارات في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وقبل شهر، تلقت دولة الإمارات إشادة من الأمم المتحدة وشكر من بنغلاديش على دورها في الإفراج عن موظفين أمميين كانوا قد اختطفوا في محافظة أبين قبل 18 شهراً.
وأشادت الأمم المتحدة بجهود دولة الإمارات، في تأمين الإفراج عن خمسة من موظفي الأمم المتحدة الذين أطلق سراحهم أغسطس/ آب الماضي.
وقبل أيام، أعرب القادة الشرَطيون المشاركون في فعاليات ورشة العمل الدولية حول أداء قادة شرطة الأمم المتحدة في عمليات السلام عن تقديرهم للدور المحوري والداعم من دولة الإمارات للجهود الدولية الساعية إلى حفظ السلام، ونشر قيم التسامح حول العالم وتعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي.
جاء ذلك في ختام فعاليات الورشة الدولية التي استضافتها وزارة الداخلية الإماراتية في أبوظبي واستمرت لأربعة أيام.
كما توجه الفريق فيصل شهكار قائد شرطة الأمم المتحدة، بالشكر الجزيل لدولة الإمارات لاستضافة هذا الحدث المهم، والذي يعد مساهمة قيمة من دولة الإمارات لعمليات السلام بالأمم المتحدة.
إنجازات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني الذي يحقق الاستقرار والأمان للشعوب سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز