اليوم الوطني للبحرين.. أبوظبي والمنامة "قلب وعين"
تشارك الإمارات، الأربعاء، مملكة البحرين احتفالاتها بيومها الوطني الـ 49، الذي يصادف الـ 16 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
مشاركة تأتي وسط احتفاء رسمي وشعبي يعكس مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
ويحمل الاحتفال شعار "البحرين – قلب وعين"؛ حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة وتتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة بالعلم البحريني، ومظاهر احتفالية في مطارات الإمارات واستقبال الزوار البحرينيين القادمين بالورود والهدايا التذكارية، والعديد من الفعاليات والأنشطة الأخرى.
وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
علاقات تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما ممثلة بالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتعد العلاقات بين البلدين إحدى أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ويتبنى البلدان سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، كونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
وتبدو المواقف السياسية للبلدين متطابقة دائماً إزاء القضايا الإقليمية والدولية، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.
كما ينتهج البلدان سياسة واضحة لتعزيز أسس الاستقرار ونشر قيم السلام والتسامح في العالم.
وتعكس الزيارات الأخوية المنتظمة والمتبادلة بين البلدين على المستويات كافة، بالإضافة إلى التفاعلات الاجتماعية التي تبرز من خلال الكثير من الفعَّاليات المشتركة، الأرضية الصلبة التي تقف عليها علاقات المصير المشترك الواحد بينهما، وما تشهده من نمو وتقدم مستمرين في كافة المجالات.
وبدأت العلاقات الإماراتية البحرينية عام 2000 تتخذ أبعاداً جديدة وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك مع تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وعلى المستوى الاقتصادي والتجاري، تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، لا سيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين، فالإمارات ومملكة البحرين تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.
وترتبط الإمارات والبحرين بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة حجم التبادل التجاري بينهما والذي وصل خلال العام 2019 إلى ما يعادل 28.7 مليار درهم.
ووقع البلدان الشقيقان خلال السنوات الأخيرة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة، أبرزها، استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية، ومذكرة تفاهم المؤهلات وضمان الجودة، ومذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية، كما وقّع البلدان اتفاقية دراسة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بين المجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وغير ذلك من المجالات المتعددة للتعاون.
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
وخلال السنوات السابقة، وقع البلدان العديد من مذكرات وبروتوكولات التعاون في مجال التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين، وفي هذا الإطار جاء مشروع استعادة المباني التراثية في البحرين الذي تدعمه الإمارات والذي يهدف إلى إعادة إحياء بيت "فتح الله" التراثي في مدينة المحرق وغيره من المواقع التراثية.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات ومملكة البحرين تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتقارب الجغرافي.
وتحتفل البحرين يوم 16 ديسمبر/كانون الأول بيومها الوطني الـ49 والذكرى الـ21، لتسلم عاهل البحرين مقاليد الحكم، في وقت تشهد فيه البلاد إنجازات تنموية وحضارية رائدة.
وتوجت سلسلة الإنجازات البحرينية بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، بقرار تاريخي من ملك البلاد، بعد تبنيه رؤية فريدة لتحقيق السلام والتعايش في المنطقة.
وتحتفي المملكة بذكرى تسلم قائدها مقاليد الحكم، بعد عام عاصف بسبب انتشار جائحة كورونا، سطرت خلاله البحرين بتوجيهات من عاهلها نجاحات متميزة لتجاوز التحديات التي سببها والتداعيات التي خلفها.
وتتواصل مسيرة الإنجازات التي بدأها الملك حمد بن عيسى آل خليفة عقب توليه الحكم عام 1999، بإعلانه الإصلاحات الدستورية والميثاق الوطني عام 2001، الذي عادت من خلاله الحياة البرلمانية والديمقراطية إلى المملكة.
ورغم أن عاهل البحرين تولى مقاليد الحكم يوم السبت 6 مارس/آذار 1999، في نفس يوم وفاة والده الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، فإنه آثر استمرار احتفال البلاد بعيدها الوطني يوم 16 ديسمبر/كانون الأول الذي يوافق يوم تولي والده مقاليد الحكم عام 1961، ليؤرخ بالتاريخ نفسه لذكرى عيد الجلوس (توليه الحكم).
وكانت البحرين شهدت في عهد حاكمها السابق الاستقلال عن بريطانيا في 14 أغسطس/آب عام 1971، وعقب الاستقلال تم تأخير الاحتفال بالعيد الوطني ودمجه مع ذكرى تولي الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم، وهو ما حافظت عليه البحرين حتى اليوم.
وتعد ذكرى عيد الجلوس والعيد الوطني إلى جانب كونها مناسبة وطنية مهمة فرصة يعبر فيها أهل البحرين عن مشاعر الفخر والامتنان والتقدير لقائد نهضة بلادهم على مدار 21 عاما.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg
جزيرة ام اند امز