محللون: اندماج البنوك الإماراتية يغير خريطة المصارف إقليميا
يشهد السوق الإماراتي تحركات قوية لاندماج عدة مصارف من شأنها تعزيز قدرتها التنافسية وتقليل تكلفة الخدمات وزيادة القيمة للمساهمين.
قال محللون ماليون إن الخطوات الأخيرة المتلاحقة التي اتخذتها عدة مصارف إماراتية في طريق دمج أنشطتها من شأنها تغيير الخريطة المصرفية إقليمياً، بخلق كيانات مصرفية أكبر حجماً عما هو معتاد، فضلاً عن الارتقاء بمستويات الربحية عبر تكامل الأنشطة وتقليل المصروفات.
وتتحرك 3 بنوك مقرها أبوظبي نحو الاندماج مؤخراً، هي: بنك أبوظبي التجاري، وبنك الاتحاد الوطني وبنك الهلال ليشكل في حال إتمام الصفقة خامس أكبر بنك بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأصول تقارب 115 مليار دولار.
وأشار المحللون إلى أن اندماجات المصارف الإماراتية التي قادها بنكا الخليج الأول وأبوظبي الوطني لتأسيس بنك أبوظبي الأول، بأصول تبلغ 188 مليار دولار، سيُمكن القطاع المصرفي الإماراتي من مواكبة توصيات معهد التمويل الدولي وصندوق النقد الدولي بتعزيز القطاع المصرفي عبر اعتماد نموذج اقتصاديات الحجم.
نقلت صحيفة "جلف نيوز" الناطقة باللغة الإنجليزية عن إحسان خومان، رئيس قطاع البحوث والاستراتيجيات لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة ميتسوبيشي يوف إف جي المالية، أن القطاع المصرفي الإماراتي هو الأكبر خليجياً بأصول قيمتها 738 مليار دولار بنهاية 2017، ولكن في المقابل يرتفع عدد المصارف عن قاعدة العملاء المتاحة، مما يرفع تكلفة التشغيل بالمصارف، ويحد من فرص خفض تكلفة الرسوم يتحملها العملاء مقابل الخدمات.
يضم السوق الإماراتي 49 بنكاً تجارياً تخدم 9 ملايين نسمة إلى جانب المكاتب التمثيلية الداخلية لتسع بنوك دولية، ووجود عدد كبير من الكيانات المصرفي الخارجية التي تعمل في مركز دبي المالي العالمي.
يشير خومان إلى حدوث اندماجات مثمرة من شأنها خفض تكلفة تقديم الخدمات سواء للبنوك أو العملاء.
يستشهد المحللون بثمار الاندماجات السابقة، مثل بنك الإمارات وبنك دبي الوطني، فضلاً عن توحيد الأعمال المصرفية الإسلامية في مجموعة الإمارات دبي الوطني عبر دمج مصرفي دبي والإمارات الإسلامي.
فيما اعتبر إميليو بيرا، رئيس ورئيس المراجعة بمكتب PMG Lower Gulf، أن وجود مصارف عديدة صغيرة الحجم في الإمارات واستحواذ بنوك الاتحاد الوطني، والإمارات دبي الوطني، وأبوظبي التجاري، على 53% من عمليات القطاع المصرفي، يعزز الحاجة لاندماج المصارف الصغيرة.
ضرب بيرا مثالاً على هذا التوجه بوجود محادثات حول اندماج محتمل بين مصرفي إنفست بنك والشارقة لتعزيز مكانتهما بإمارة الشارقة.
تتوقع مؤسسة التصنيف الدولية موديز أن تؤدي الاندماجات المصرفية الإماراتية إلى قدرتها على تلبية طلبات تمويل الاستثمارات الضخمة وتقليل الضغط التنافسي للتمويل وكذلك على الودائع، خاصةً بعد أن أدت زيادة أسعار الفائدة الأمريكية إلى زيادة تكلفة تمويل المصارف الإماراتية.
كما أكدت موديز أن إنشاء مصارف أكبر حجماً سيحسن قدرتها التنافسية وزيادة القيمة للمساهمين عبر نمو الإيرادات والتحول إلى المعايير الدولية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTkyIA== جزيرة ام اند امز