الإمارات تصدر أول تقرير عن مشروع "الجسر" للعملات الرقمية المتعددة
أعلن مصرف الإمارات المركزي إصدار التقرير الأول لمشروع "الجسر" للعملات الرقمية المتعددة للبنوك المركزية، بالتعاون مع الشركاء الآسيويين.
وقال خالد محمد سالم بالعمى التميمي محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، الخميس، إن مشروع "الجسر" يعد إنجازا ضمن مشروع المدفوعات التجارية الدولية، وذلك في ظل عمل المصرف مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الآسيوية من أجل توفير خيارات للدفع مبتكرة وذات فاعلية عالية عابرة للحدود.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني والختامي من مؤتمر "مستقبل النظام المالي" الذي يستضيفه مصرف الإمارات المركزي بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
وسلط محافظ المصرف المركزي في كلمة له الضوء على مؤشرات الانتعاش القوية التي سجلتها الإمارات والاقتصادات الرائدة الأخرى و أهمية التمويل الإسلامي باعتباره القوة الدافعة في عالم يسعى لتحقيق النمو المستدام والمرونة الاقتصادية.
وأشار إلى بعض المبادرات النوعية مثل تسهيل المدفوعات التجارية والتسويات المالية من خلال أنظمة الدفع الرقمية الآمنة لدى المصرف المركزي، والتي تزداد أهميتها يوما بعد يوم وأكد أن المصرف المركزي سيواصل تنفيذ المهام الرقابية والتنظيمية، لضمان استمرار النمو المستدام.
وأضاف إن المصرف المركزي يعمل مع الشركاء على وضع الأسس التي تقودنا نحو مزيد من التقدم في بناء اقتصاد مستدام في ظل العمل على توفير البيئة الأمثل للمؤسسات المالية الإسلامية.
وأوضح أن التمويل الإسلامي يؤدي دورا رئيسيا في مستقبل القطاع المالي، وذلك بفضل التأثير الكبير والواسع للمنتجات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية على تنوع النظام المالي ومرونته، ويظهر ذلك في العدد المتزايد من الأسواق والقطاعات حول العالم التي بدأت بالتحول نحو التمويل الإسلامي واعتماد مبادئه.
وقال إن حماية النظام المالي للدولة واقتصادها والمستهلكين تبقى على رأس أولوياتنا بغض النظر عن المكان الذي سيصل إليه القطاع المالي بفضل المسار الرقمي وأكد أن الاستراتيجية الوطنية لأنظمة الدفع المقترحة لقطاع الأعمال والمستهلكين تتيح وسيلة أسرع وأكثر أمانا لتسوية الفواتير وضمان مرونة الاقتصاد.
وأعرب عن شكره لجميع المشاركين في المؤتمر على مساهماتهم القيمة خلال يومين، والتي أثبتت مدى دعمهم لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وهدفنا المشترك، المتمثل في ضمان نظام مالي قوي ومنظم ومرن.
وأكد أن المصرف المركزي على استعداد لمواجهة التحديات المتزايدة التي يواجها القطاع المالي، والمساهمة بفعالية في النمو الاقتصادي المستدام في الإمارات وخارجها، كجزء من السعي لتبادل المعرفة وبذل التعاون المنشود.
فعاليات اليوم الثاني
تضمنت فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر مستقبل القطاع المالي جلسات حوارية حول التمويل الإسلامي ودوره في إرساء نظام مالي يتسم بمرونته وتنوعه.
وتماشيا مع شعار اكسبو 2020 "تواصل العقول وصنع المستقبل"، دعا المصرف المركزي قادة القطاع المالي والإسلامي وخبراء الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية إلى تبادل وجهات النظر والآراء حول مستقبل التمويل الإسلامي.
كانت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة التحالف من أجل الاستدامة العالمية، ومؤسس مبادرات الشيخة شما بنت سلطان للاستدامة، والشريك والمؤسس لأرورا 50 - قد أكدت في كلمة لها حول دور المرأة في تسريع التحول على الدور المهم الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمع. وأشارت إلى أن النساء يشكلن نصف سكان العالم لذا هن يمثلن فئة ديموغرافية لا يمكن تجاهلها في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وقالت: "في الإمارات أولت القيادة الرشيدة اهتماما خاصا بالمرأة الإماراتية حتى تقلدت أعلى المناصب في مختلف المجالات.. واليوم تحتل الإمارات المركز الأول إقليميا والمركز الــ 18 عالميا في في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".
من جانبه، شارك عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد بكلمة رئيسية تطرق فيها إلى أهمية التعاون بين مختلف القطاعات بهدف حماية الدولة من الأنشطة المالية غير المشروعة.
وألقى الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي خلال كلمته على مفهوم القيمة المقترحة للمنتجات الإسلامية في عالم التمويل المتغير، وتحدث عن أهمية مشاركة المخاطر كطريقة لتوفير حلول مالية إسلامية مرنة، مشيرا إلى الحلول المناسبة التي يوفرها التمويل الإسلامي لمواجهة التحديات لدى قطاعي البنوك والتأمين.
وناقش المؤتمر موضوع الاستراتيجية الوطنية لأنظمة الدفع، والتي تهدف إلى زيادة القدرة التنافسية لاقتصاد الإمارات، بما يتماشى مع أحد المبادئ العشرة لـ"الخمسين عاما المقبلة" التي وضعتها الدولة، وهو بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم".
واستهل الدكتور صبري حامد العزازي، مساعد المحافظ لشؤون قطاع العمليات التشغيلية في مصرف الإمارات المركزي، الجلسة وتحدث عن معالم مستقبل أنظمة الدفع عبر حلول أدوات الدفع الرقمية مكان العملات النقدية الورقية موضحا أن المصرف المركزي سيواصل الابتكار والاستثمار في التقنيات الناشئة التي تخدم القطاع المالي وتساهم في الوصول الى أفضل المعايير الدولية.
وأكد العزازي ثقة المصرف المركزي بإجراءاته الهادفة إلى تنظيم وحماية أنظمة الدفع في دولة الإمارات، بالتنسيق مع شركائه على المستويين الوطني والدولي، وذلك في معرض تعليقه على المساعي الهادفة إلى إحداث تغيير جذري في النظام المالي العالمي، خلال مؤتمر "مستقبل النظام المالي" الذي ينظمه المصرف المركزي على هامش معرض "إكسبو 2020 دبي".
وقال العزازي في كلمته: " سيواصل المصرف المركزي رحلة الابتكار والاستثمار في التقنيات الناشئة التي تخدم القطاع المالي من أجل صياغة أفضل المعايير الدولية والإقليمية، بما في ذلك منصة الدفع الفوري الإماراتية التي يجري التخطيط لها بالتعاون مع شركاء من المنطقة والعالم لتسريع آليات الدفع الدولية".
وشدد على أهمية مشاركة المصرف المركزي والمتعاملين في مناقشة المخاطر الرقمية.. و قال: "الأمن السيبراني يمثل تحديا دائما، وسوف تواصل التهديدات السيبرانية تطورها وستظل التحدي الأبرز الذي يواجه القطاع المالي في المستقبل، الأمر الذي يحتم علينا البقاء في صدارة هذا السباق".
وتحدث الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، في جلسة نقاشية حول التحديات التي تؤثر على الأمن السيبراني وكيفية التصدي لها.
وأشار إبراهيم الزعابي، مساعد المحافظ لشؤون قطاع السياسة النقدية والاستقرار المالي، في كلمة له إلى المحاور الرئيسية المتعلقة بالخيارات الرقمية والمخاطر الالكترونية وتحديات التمويل المستدام والشمول المالي، موضحا أن التوسع في الخيارات الرقمية يقدم الحلول المناسبة لمواجهة التحديات في القطاع المالي ورسم الملامح المستقبلية للنظام المالي.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز