الإمارات بعيد الاتحاد 54.. «عاصمة السلام والإنسانية» تخفف أوجاع العالم
«دعم السلام.. تسوية النزاعات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.. معالجة الأثار الإنسانية للحروب.. دعم كل من يحتاج إلى المساعدة في العالم».
مبادئ تشكل سياسة الإمارات الخارجية بشقيها الدبلوماسي والإنساني، أعاد التأكيد عليها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54، التي تحتفل به الإمارات اليوم الثلاثاء، في كلمات تحمل رسائل طمأنة من عاصمة السلام والإنسانية للمتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية في كل أنحاء العالم.
رسائل ترجمتها الإمارات -وما زالت- عبر مبادرات دبلوماسية وإنسانية عابرة للحدود والقارات، تحت راية الاتحاد، تمضي عبرها الإمارات بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لتخليد نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسير على دربه في دعم السلام والعطاء وتقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية للمحتاجين في مختلف دول العالم.
وتحتفل دولة الإمارات، الثلاثاء، بعيد الاتحاد الـ54، الذي يصادف تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
وتحلّ المناسبة فيما تتواصل مبادرات الإمارات العابرة للحدود والقارات لنشر السلام والوئام والتسامح حول العالم.
يأتي هذا فيما واصلت الإمارات ريادتها العالمية على الصعيد الإنساني، ليتم تصنيفها كثالث أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في عام 2025 بناء على نظام التتبع المالي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، انطلاقا من رسالتها السامية بدعم المحتاجين في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الأصل أو العرق أو الدين أو العقيدة أو الملة أو الموقع الجغرافي.
رسائل طمأنة
وفي هذا الصدد، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في كلمة وجهها بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54 أنه "في ظل ما يشهده العالم من صراعات كانت الإمارات حاضرة بقوة بجهدها الإنساني لتخفيف معاناة المدنيين وتضميد جروحهم والإسهام في معالجة الأثار الإنسانية للحروب".
واستمرار على نفس النهج في المرحلة القادمة، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "ستواصل الإمارات جهودها في هذا الشأن في إطار نهجها الإنساني المجرد ونظرتها الإنسانية المتسعة إلى كل من يحتاج إلى المساعدة في أي مكان في العالم".
وعلى الصعيد الدبلوماسي أكد أن: "دولة الإمارات ستظل داعمة لكل ما يحقق السلام والاستقرار والتعاون في العالم، وتسوية النزاعات الإقليمية والدولية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.. حيث تؤمن بأن هذا هو الطريق لتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والازدهار.".
دعم السلام
دبلوماسية سلام إماراتية يجني العالم ثمارها، في وقت تتواصل فيه جهود دولة الإمارات لدعم الأمن والاستقرار ونشر السلام في العالم، والدفاع عن الحق، وإغاثة المحتاجين، ونصرة المظلومين.
ففي هذه الأثناء، تكثف عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية دعمها الإنساني لأهل غزة، منذ التوصل لوقف إطلاق نار 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتعزيز صمود المدنيين وتخفيف معاناتهم، وتوفير مقومات الحياة الكريمة في ظل التحديات القائمة.
وقدمت الإمارات لغزة منذ اندلاع الأزمة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مساعدات بأكثر من 9.4 مليار درهم شملت نقل أكثر من 100 ألف طن إمدادات وإجلاء 3000 مصاب.
وتتزامن تلك الجهود، مع تزايد الدعم الدولي لرؤية دولة الإمارات ومجموعة الرباعية الدولية (تضم الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا) لإنهاء أزمة السودان، وفق خارطة طريق تقود لتحقيق سلام بالبلد الأفريقي.
وضمن أحدث تلك المواقف، أعلن البرلمان الأوروبي، الخميس الماضي، إدانته الشديدة للعنف الذي يرتكبه طرفا حرب السودان، مرحبا بمبادرة المجموعة الرباعية لإنهاء الصراع.
موقف جديد يؤكد صواب الرؤية الإماراتية لحل الأزمة، ويثبت أن صوت السلام الذي رفعته دولة الإمارات عاليا، أصبح مدعومًا بإرادة إقليمية ودولية قوية، ويضع الأسس لعملية انتقالية شفافة وقيادة مدنية قادرة على إعادة السودان إلى طريق الوحدة والاستقرار والكرامة لشعبه.
وتواصل دولة الإمارات التزامها بموقفها الثابت تجاه الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023، من خلال رسائل استراتيجية واضحة تجمع بين الإدانة الحازمة للانتهاكات الخطيرة، والدعوة إلى وقف فوري للحرب، والدفع نحو حل سياسي يقوده المدنيون.
وشددت الإمارات منذ الأيام الأولى للأزمة، عبر بيانات رسمية صدرت تباعاً منذ مايو/أيار 2023 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، على ضرورة حماية المدنيين ووقف استهداف الأحياء السكنية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما يشهده السودان من جرائم وانتهاكات تُوثَّق يومياً.
وعلى الصعيد الإنساني، قدمت الإمارات 3 مليارات درهم للسودان خلال عامين.
ومن السودان إلى أوكرانيا، حيث توجت جهود الإمارات لحل الأزمة بنجاحها في إبرام 17 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024، كان أحدثها في 24 أغسطس/آب الماضي، تم بموجبها إطلاق 4592 أسيراً، وهو رقم كبير يجسد إنجازاً دبلوماسياً وإنسانياً غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيداً متواصلاً بين طرفيها.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، قدمت دولة الإمارات برامج مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، تضمنت منازل للأسر الحاضنة، وإمدادات إغاثية، وسيارات إسعاف، ومولدات كهربائية، وخدمات أساسية استفاد منها أكثر من 1.2 مليون شخص، وذلك في إطار دعم دولة الإمارات الإنساني واستجابتها العاجلة، بما يسهم في تعزيز جهود التعافي والتنمية طويلة المدى.
وقبل نحو 5 أشهر، استضافت الإمارات في 10 يوليو/تموز الماضي قمة أذرية - أرمينية، أسفرت عن إنهاء خلاف دام أربعة عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما عبر اتفاق سلام تاريخي برعاية أمريكية، وجسدت تلك القمة عمق العلاقات التي تجمع الإمارات بالبلدين، والثقة الدولية المتنامية في دورها وقيادتها كوسيط داعم لتحقيق السلام في المنطقة والعالم.
كما تدخلت الإمارات لخفض التوتر بين الهند وباكستان، ولإيقاف التصعيد بين إسرائيل وإيران، وساهمت في تشكيل رأي عالمي رافض للاعتداء الإسرائيلي على قطر.
ريادة إنسانية
وترجمة للرؤية الملهمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في مد يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة في أي مكان في العالم، تم تصنيف الإمارات كثالث أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في عام 2025 بناء على نظام التتبع المالي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "إف تس إس أوتشا".
وبحسب نظام التتبع المالي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بلغ إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية لدولة الإمارات في عام 2025 مبلغ قدره (1.46 مليار دولار)، ما يُشكل 7.2% من إجمالي المساعدات الإنسانية الموثقة لدى منظمة الأمم المتحدة لجميع المساعدات التي تقدمها دول العالم البالغة (20.28 مليار دولار)، حيث جاءت دولة الإمارات في المرتبة الثالثة عالمياً بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
أرقام كرست بها دولة الإمارات ريادتها العالمية في المجال الإنساني، وحافظت على موقعها بين أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية.
وعلى مدار الشهور الثلاثة الماضية فقط، امتدت أيادي الخير الإماراتية بيد الدعم والمساندة لأكثر من 14 دولة في 4 قارات حول العالم من المتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، هي أفغانستان واليمن وفلسطين والفلبين وسريلانكا (قارة آسيا)، وألبانيا والجبل الأسود وأوكرانيا (قارة أوروبا)، والكونغو وتشاد وبوتسوانا (قارة أفريقيا)، و جامايكا وهاييتي وكوبا ( أمريكا الوسطى).
وعلى مدار العام الجاري، قدمت الإمارات مساعدات إغاثية وإنسانية لمساعدة المتضررين من فيضانات سريلانكا و زلزال أفغانستان وزلزال ميانمار ودعم المتضررين من سيول اليمن.
كما قامت فرق الإنقاذ الإماراتية بالمساعدة في عمليات إطفاء الحرائق المشتعلة في مواقع متفرقة في غابات ألبانيا والجبل الأسود في أغسطس/آب الماضي، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
أيضا تم الإعلان عن تقديم مساعدات لكل من الصومال وبنغلاديش وتشاد والبرازيل يناير/كانون الثاني الماضي.
مبادرات تعزز روح التضامن العالمي من أجل رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب والصراعات، وترسخ مكانة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للإنسانية وعمل الخير تحت راية الاتحاد، الذي أضحى رمزا عالميا للعطاء والبذل والكرم.
مبادرات ملهمة تعزيز ريادة الإمارات في مجال العمل الإنساني، تم ترجمتها على أرض الواقع بانفراد الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 وحتى منتصف عام 2024 أكثر من مليار شخص، وبقيمة تجاوزت 368 مليار درهم.
ويرتفع هذا الرقم بشكل كبير مع احتساب المساعدات التي قدمتها الإمارات حول العالم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.