الإمارات تحتفي بيوم المعلم 2024.. ركيزة أساسية لبناء مجتمع معرفي متطور ومستدام
تحتفي دولة الإمارات سنويًا باليوم العالمي للمعلم، الذي يصادف الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، تكريمًا لدور المعلم ومكانته في المجتمع.
ويحظى المعلمون بتقدير رسمي وشعبي في دولة الإمارات، التي تولي أهمية كبيرة لدعمهم وتمكينهم باعتبارهم عنصراً محورياً في تطوير المجتمع.
وتهدف دولة الإمارات من خلال سياساتها التعليمية إلى بناء جيل رائد يواكب متطلبات المستقبل من خلال رؤية حكيمة.
28 فبراير يومًا للتعليم في دولة الإمارات
وقد حظي التعليم باهتمام قيادة دولة الإمارات وأصبح محورياً في رؤيتها الاستشرافية الشاملة، فجعلته ركيزة رئيسية لبناء مجتمع معرفي متطور.
وفي الوقت نفسه متأصل بجذور تستمد أصالتها من القيم والتقاليد والهوية الإماراتية، بجانب وضع بناء الإنسان في مقدمة أولوياته والتركيز على تمكين أفراده وتنمية قدراتهم واعتباره المسرع الأول في الوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة لجيل اليوم والأجيال القادمة، يقول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات: "تحية تقدير إلى معلمينا وكل من تلقينا العلم على أيديهم.. يحملون أنبل رسالة، ويضيئون بالعلم والمعرفة طريقنا نحو المستقبل".
ومؤخرا، اعتمد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات يوم 28 فبراير/شباط يومًا للتعليم في دولة الإمارات، تقديرًا لمكانة التعليم في رؤية الدولة التنموية، ولتخليد ذكرى تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات عام 1982. ويؤكد ذلك أن التعليم يشكل أساس البناء وروح التقدم في الإمارات.
ويأتي تخصيص هذا اليوم ضمن الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، تعبيراً عن إيمان القيادة الحكيمة الراسخ بقيمة التعليم ودوره الجوهري في بناء الأجيال وتقدم الدول كونه المحرك الرئيسي لعجلة تنميتها وتطورها.
تجربة نموذجية في دعم مهنة التعليم
رأى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الأسلوب الأمثل لبناء المجتمع يبدأ ببناء المواطن المتعلم، لأن العلم يؤدي إلى تحقيق المستوى المطلوب، وواجب كل مواطن هو العمل على تنمية قدراته ورفع مستواه العلمي ليشارك في بناء مسيرة الاتحاد من أجل حياة أفضل.
وآمن بأن تقدم الشعوب يقاس بمستوى التعليم وانتشاره، وأن التعليم هو الاستثمار الحقيقي للعبور إلى المستقبل، فكانت أولى مراحل تطور التعليم في الإمارات وضع منظومة تعليمية تحارب الأمية، وتأخذ الدولة إلى أرفع مستويات التعليم.
وتسعى الإمارات إلى بناء تجربة نموذجية في دعم مكانة مهنة التعليم بمؤهلاتها وخبراتها ونظمها التشغيلية، وبما ينعكس إيجابا على تعزيز المنظومة التعليمية وتحقيق المستهدفات وتطوير السياسات والتشريعات لبناء أجيال رائدة في كل المجالات.
وناقشت الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في عام 2019 عددا من المبادرات في مجال تقدير وتمكين المعلم موزعة على 3 محاور، هي: تمكين المعلم، وتقدير المعلم، وتحفيز المعلم.
وركزت المبادرات التي تم بحثها على دعم وتمكين المعلم في منظومة المدرسة الإماراتية، وتعزيز قدراته التخصصية والمهنية، وتقدير جهوده الوطنية في إعداد جيل يواكب التحديات ومتطلبات مهارات المستقبل، بما يضمن حياة كريمة للأجيال القادمة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أطلقت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مبادرة مجالس تعليم للقيادات المدرسية والمعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية، بهدف إشراك الميدان التربوي في عملية تطوير المنظومة التعليمية واتخاذ القرارات، والاستفادة من خبرات الميدان في هذا المجال، بما يرتقي بطموحات الدولة ويحقق غاياتها ومستهدفاتها في قطاع التعليم.
وتشتمل مجالس "تعليم" على ثلاثة مجالس، هي مجلس القيادات المدرسية (مديرو المدارس)، مجلس المعلمين، مجلس المعلمين الشباب.
وتهدف المجالس إلى تمثيل الكوادر الإدارية والتعليمية في عمليات صنع القرار، وتطوير بيئة العمل في الميدان التربوي ودعم عملية تطوير المهن التربوية في دولة الإمارات، إلى جانب إيجاد حلول لتحديات الميدان التربوي والعمل عليها بالوسائل المتاحة والمبتكرة.
مبادرات تحفيزية بشأن دور المعلم في الإمارات
وخلال الخمسين الأولى من عمر اتحاد الدولة قفز عدد المدرسين في التعليم العام في الإمارات من 5530 مدرساً في عام 1975 ليصل في عام 2020 إلى 108020 مدرساً، بنسبة زيادة بين العامين وصلت إلى 1853%.
وتسعى الإمارات بشكل دائم إلى إطلاق المبادرات التحفيزية التي تسلّط الضوء على دور المعلم، وتسهم بشكل فاعل في الارتقاء في وسائل وأساليب التعليم بمراحله على الصعيدين المحلي والدولي.
وتشكل "جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم" إشراقة معرفية ومبادرة فارقة بأسلوبها في الكشف عن المعلمين المبدعين والمتميزين في مدارسهم ومناطقهم وبلادهم مهما تباعدت المسافات، تقديرا وتكريما لجهودهم التربوية النبيلة ولعطائهم الذي لا ينضب.
وتحرص الجائزة على تكامل جوانبها وعلى دقة معاييرها وأهدافها، لإبراز أفضل صورة والخروج بتصورات منهجية قادرة على توفير الفعالية في الأداء وفي النتائج المتوخاة.
بينما تهدف "جائزة خليفة التربوية" إلى دعم المؤسسات التعليمية والتربوية، وزيادة الإبداع فيها، بالإضافة إلى نشر ثقافة الإبداع والتميز بين أبناء الإمارات، ولا يقتصر منح الجائزة للمؤسسات التعليمية في الإمارات فحسب، بل تشمل الوطن العربي، حيث تسعى إلى تعزيز القطاع التعليمي داخل الإمارات، خاصة في جميع أنحاء العالم عامة.
بدورها، توجه "مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية" جانبا كبيرا من اهتمامها للمعلمين، من خلال حزمة من المشروعات التي تسهم في تشجيع المعلم على الابتكار وتطوير أدائه.
وبهدف تأسيس نماذج وقدوات من المعلمين تم تخصيص جوائز مثل "جائزة المعلم المتميز" على المستوى المحلي والخليجي، ويحصل كل معلم فائز على جائزة قيمتها 60000 درهم.
وفي إطار تحفيز الميدان التعليمي على التطور المستمر جاءت جائزة "حمدان بن راشد آل مكتوم - يونسكو" لتنمية أداء المعلمين.
وتم إنشاء جائزة اليونسكو - حمدان لتطوير المعلمين في عام 2008 لدعم تحسين جودة التدريس والتعلم لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم، والذي يعد أحد أولويات اليونسكو.
وتمنح الجائزة كل عامين بدعم سخي من مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتعليمية (مؤسسة حمدان).
تأسست مؤسسة حمدان في عام 1998، وتستهدف المؤسسة التميز التربوي ورعاية الموهبة والابتكار، للارتقاء بالأداء التعليمي على كافة المستويات والقطاعات، وتكريم كافة الفئات والجهات ذات العلاقة في قطاع ومؤسسات التعليم، وكذلك الأفراد الذين يقدمون إنجازات وإبداعات متميزة.
وتبلغ قيمة الجائزة 300 ألف دولار أمريكي، مقسمة بالتساوي بين 3 فائزين تهدف مشاريعهم إلى تحسين أداء وفعالية المعلمين في جميع أنحاء العالم.
يتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم دولية تتألف من 5 متخصصين متميزين يتم اختيارهم لمستوى عالٍ من المعرفة والخبرة في القضايا المتعلقة بالمعلمين.
وتقدم المؤسسة للمعلمين المهتمين برنامج ماجستير التربية الابتكارية الذي تم تصميمه ليخدم العاملين في الميدان التربوي من معلمين وإداريين في مجال التدريس والقيادة المدرسية، ليكون رافداً مهماً في إعداد جيل من التربويين المتميزين، ومواكباً لتطلعات التعليم المستقبلي في دولة الإمارات، وهو الأول من نوعه على مستوى الجامعات في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء برنامج "سفراء التعليم" الذي يسهم في تشجيع المعلمين المتميزين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومساعدتهم على تمثيل مدارسهم في مبادرات "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" التعليمية، حيث ترمي أهداف البرنامج إلى تزويد المعلمين بالمعرفة والأدوات العلمية لتطوير معارف الأجيال المقبلة من العلماء والمهندسين.