الإمارات ومواجهة كورونا.. مبادرات تنير تاريخ الإنسانية
بأحرف من نور، يسجل تاريخ الإنسانية جهود الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، لدعم وإغاثة المحتاجين حول العالم في ظل جائحة كورونا.
جهود توجت بتقدير وعرفان دولي، باختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021 لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
ويأتي ذلك تقديرا لدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستمر وجهوده الخالصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وعرفانا لما تقوم به الإمارات من دور ريادي في مجال تقديم المساعدات الطبية ودعم المحتاجين حول العالم خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة كورونا.
وتسلم الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وزير الداخلية، الجائزة نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من قبل السفير جيرهارد بوتمان كرامر مدير "ديهاد" والمجلس الاستشاري العلمي العالمي "ديساب " وذلك على هامش معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" الذي انطلقت فعالياته، الإثنين، في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وتعد الجائزة من الجوائز الرفيعة التي تمنح من قبل المجلس الاستشاري العلمي العالمي لـ"ديهاد "( ديساب) في مجالات الإغاثة الإنسانية العالمية، تقديرا للشخصيات والقيادات العالمية التي تقدم دورا بارزا في دعم المحتاجين حول العالم والمؤسسات الدولية والمنظمات العالمية العاملة في مجالات الإغاثة الإنسانية.
ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، لدعم الجهود العالمية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.
مساعدات لأكثر من 121 دولة
بمجموعة من المبادرات والمواقف المشرفة، تجاوزت الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
وفي ترجمة عملية لتلك المبادئ والقيم، جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار الماضي مع بدء تفشي الفيروس، لبحث دعم الشعب السوري جراء تفشي جائحة كورونا.
مبادرة هي الأولى من نوعها لمد يد العون للشعب السوري الشقيق في تلك الظروف الحرجة، تقدم بها الإمارات للعالم رسالة بشأن إعلاء القيم الإنسانية على المسائل السياسية مهما كانت الخلافات والاختلافات.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالات مكثفة مع عدد من قادة العالم والشخصيات المؤثرة حول العالم، لبحث جهود احتواء انتشار فيروس كورونا، عبر خلالها عن دعم بلاده لتلك الدول لمواجهة كورونا.
وحظيت تلك المبادرات والاتصالات بتقدير وشكر من قادة العالم وشعوبه للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الخيرة لدعم الإنسانية في مواجهة هذا الوباء.
وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لأكثر من 121 دولة حول العالم، وأكثر من 1.6 مليون شخص من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وفي أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات شحنة ثانية من اللقاح الروسي "سبوتنيك - في" المضاد لفيروس كورونا المستجد " كوفيد-19"، إلى قطاع غزة تحتوي على 38700 جرعة، وتسلمتها وزارة الصحة الفلسطينية عبر معبر رفح مساء الخميس الماضي.
وعبرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي عن شكرها وامتنانها إلى دولة الإمارات على هذا الدعم والذي يعزز من الإجراءات الصحية في مواجهة جائحة كوفيد-19 في قطاع غزة، وثمنت الوزارة دور كل من ساهم في تسهيل وصول هذه الشحنة إلى قطاع غزة.
وكانت دولة الإمارات أرسلت في فبراير/ شباط الماضي 20 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك - في" الروسي المضاد لكوفيد-19.
وتأتي هذه المساعدات في إطار التزام دولة الإمارات المستمر في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز جهود الكوادر الطبية في مكافحة الجائحة، حيث أرسلت دولة الإمارات في هذا الصدد 3 طائرات مساعدات طبية تحمل 36.6 طن بالإضافة إلى 10 آلاف جهاز فحص كورونا و10 أجهزة تنفس، ليستفيد منها 36.6 ألف من الكوادر الطبية.
ائتلاف الأمل
ومن أبرز المبادرات الإماراتية لدعم الجهود العالمية لمكافحة كورونا، مبادرة "ائتلاف الأمل"، التي أعلنت الإمارات عن إطلاقها من أبوظبي في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التزاما منها بدعم الجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كوفيد - 19 لجميع أنحاء العالم.
و"ائتلاف الأمل"، وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها وتهدف إلى الإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من لقاح "كوفيد-19" حول العالم.
ومنذ إطلاقه وسّع الائتلاف نطاق تغطيته العالمية عبر شراكات جديدة مع شركات شحن إقليمية وعالمية رائدة لتعزيز قدراته اللوجستية.
وقام الائتلاف منذ تشكيله بتوريد وتخزين وتوزيع ملايين الجرعات من لقاح كوفيد-19 من الشركات المصنعة إلى المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم.
ويشكل الائتلاف المنصة الوحيدة التي تشهد تعاوناً وثيقاً بين عدد من الشركات التي وقعت مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" والمنتدى الاقتصادي العالمي على ميثاق توزيع اللقاحات، والتي ستسعى من خلال تعاونها هذا إلى تحقيق الهدف الرئيسي للميثاق.
ويضم الائتلاف جهات رائدة محلياً وعالمياً ويقدم حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لتلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتخطيط الطلب والتوريد والتدريب بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكلٍ فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم.
و في خطوة تسلط الضوء على ريادة أبوظبي في مكافحة الجائحة والدور الحيوي للائتلاف في شحذ الجهود العالمية، أعلن "ائتلاف الأمل"، عن تنظيم "القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجيستية" التي ستنعقد افتراضياً يومي 29-30 مارس/ آذار الجاري.
وتعد القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجيستية، التي يشارك فيها نخبة من صناع القرار، منصة مفتوحة للحوار لبحث التحديات اللوجيستية المتعلقة بنقل وتوزيع اللقاحات بداية من مناطق الإنتاج حتى وصولها إلى وجهاتها النهائية وإيجاد حلول واقعية قابلة للتطوير تضمن إيصال كميات كبيرة من اللقاحات إلى جميع أنحاء العالم وإتمام حملات التحصين.
ويحضر القمة أكثر من 1,000 مشارك من جميع أنحاء العالم يمثلون الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية متعددة الجنسيات، وكبرى شركات الأدوية وسلسلة التوريد العالمية، ومن ضمنهم الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ومارك سوزمان، الرئيس التنفيذي في مؤسسة بيل وميليندا جيتس، وستانلي إرك، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة نوفافاكس.
مبادرات لا تنسى
وبرز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة كوفيد- 19 في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم.
ولا ينسى العالم مبادرة "الإمارات وطن الإنسانية " حيث قامت دولة الإمارات في مارس/ آذار الماضي مع بدء تفشي كورونا بإجلاء 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ومن ثم نقلهم إلى دولهم بعد وضعهم تحت الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم.
ودشنت الإمارات جسور المساعدات الإنسانية لتصل أياديها البيضاء إلى أكثر من 121 دولة حول العالم حملت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة على الرغم من جميع التحديات التي أفرزتها الظروف.
كما أُسست الإمارات صناديق دعم ضمن جهودها الوطنية الإنسانية منها "صندوق الإمارات - وطن الإنسانية" لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء كوفيد-19.
ولعبت الإمارات دورا بارزا في مساعدة منظمـة الصحة العالمية على تعزيز مخزونها الاستراتيجي في ضوء تفشي وباء كوفيد-19، ودعم جهودها في مواصلة الاستجابة الإنسانية السريعة للدول المحتاجة، حيث تتخـذ المنظمة من المدينـة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي مقرا لوجستيا لها، وهو مركز لوجيستي عالمي متخصص في التأهب لحالات الطوارئ وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وفي الوقت الذي شهد فيه العالم صراعا خفيا على شحنات الكمامات والمعدات الطبية بين الدول، كانت الإمارات تسير طائرات مساعدات طبية في إطار التزامها بتقديم يد العون للجميع، ومن هذه المساعدات 10 أطنان لإيطاليا و13 طنا لكازاخستان و10 أطنان لكولومبيا وإنشاء مستشفى ميداني بسعة 4000 سرير في بريطانيا و11 طنا لأوكرانيا.
ميزة إنسانية فريدة
وعلى الصعيد المحلي، أثبت تعامل الإمارات مع أزمة "كوفد-19" نجاعة الإجراءات التي اتخذتها منذ ظهور الجائحة، فاليوم ومع تخطي عدد اللقاحات حاجز 6.5 مليون جرعة، وتجاوز عدد الفحوصات لـ32 مليون فحص، تسير الدولة بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف المنشود بقرب تحقيق مرحلة التعافي.
ويكتسب توزيع لقاحات كورونا في الإمارات ميزة إنسانية فريدة خاصة مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها الأمر الذي يجعل عملية التطعيم تشمل أشخاصا من جميع المناطق الجغرافية بالعالم ومن مختلف الأديان والأعراق والأجناس، بلا تفرقة، وهو ما ينسجم مع نهج الدولة التي تعد حاضنة عالمية لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين.
أيضا تتجسد إنسانية الإمارات في مواجهة كورونا على الصعيد المحلي، بتكفلها بسداد تكاليف العلاج للحالات الحرجة المصابة بفيروس "كوفيد-19" عن طريق الخلايا الجذعية، وتكفل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية جميع أسر المتوفين بسبب "كوفيد-19" من جميع الجنسيات في الدولة.
وتم تأسيس " صندوق الإمارات - وطن الإنسانية " لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء كوفيد-19، كما أطلقت حملة الـ 10 ملايين وجبة لدعم الأفراد والأسر المحتاجة الأكثر تضررا في الظروف الاستثنائية الناجمة عن تفشي الفيروس.
جهود متواصلة
ومع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كانت الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرين دائما لتقديم يد العون والمساعدة.
على سبيل المثال لا الحصر، تتواصل حاليا جهود إقامة المستشفى الميداني المقدم من قبل دولة الإمارات_ في الواجهة البحرية لبيروت والمخصص لمعالجة المصابين بكورونا.
يأتي هذا بعد نحو شهرين، من افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الميداني المخصص لعلاج المصابين بكورونا في الأردن، الذي أنشئ بتبرع من دولة الإمارات في يناير/ كانون الثاني الماضي.
والشهر الذي سبقه (ديسمبر/ كانون الأول الماضي) وقعت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية اتفاقية مع حكومة إقليم تركستان بكازاخستان لبناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقبلها بشهر (نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي)، تم افتتاح مستشفى "الشيخ محمد بن زايد الميداني" في العاصمة الغينية كوناكري.
تأتي هذه المبادرات تجسيداً لحرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعُد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة لجميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، بل استناداً إلى موقف إنساني نبيل.